يوافق اليوم السابع من أكتوبر الذكرى السنوية الـ34 لاستشهاد المجاهد القسامي أحمد بشارات.
فبتاريخ 7/11/1988م، هاجم المجاهد الشهيد أحمد حسين عبد الله بشارات (22 عاماً) من بلدة طمون قرب طوباس، بالسلاح الأبيض حارس المستوطنة الزراعية الواقعة في غور الأردن والمسماة “ميتسعا” مما أدى إلى قتله وهو برتبة رقيب أول، فيما استشهد المجاهد بشارات برصاص مستوطن آخر حاول نجدة الحارس القتيل.
ميلاد فارس
ولد الشهيد أحمد حسين بشارات في 4\4\1967م، ونشأ طفلا يافعا أديبا وشابا زاهدا عابدا، التزم منذ نعومة صباه فكان من أوائل الإخوان المسلمين في طمون.
تلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس قريته طمون، ثم انتقل للدراسة في مدينة نابلس حيث ألتحق هناك بالمدرسة الصناعية وحصل منها على شهادة الثانوية العامة.
بعد أن استكمل أحمد دراسته الثانوية قرر الالتحاق بجامعة البوليتكنك في مدينة خليل الرحمن، ودرس فيها بقسم الهندسة الكهربائية، وبعد عام انقطع عن الدراسة.
شرارة الانتفاضة الأولى
في عام 1987م انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، معلنة الجهاد ضد الاحتلال، وفاتحة خير لمولد فجر إسلامي جديد في فلسطين.
فلم يكن غريبا على أحمد الذي تشبع دعوة وفكر الإخوان أن يكون من أوائل المؤسسين لحماس في قرية طمون، حيث عمل هو ورفاقه ممن ساروا على الدرب نفسه على تثبيت جذور الحركة ونشر فكرها بين الشباب المسلم في القرية.
عملية بطولية
لم تكن فكرة الشهادة وحب الجهاد شيئا غائبا عن وجدان شهيدنا البطل أحمد بشارات، فطالما راودته هذه الأفكار أثناء عمله في المستوطنات المجاورة، وبالفعل أخذ أحمد يلاحظ ويراقب حركة المستوطنين وجنود الاحتلال داخل المستوطنة التي يعمل فيها.
وجد أحمد في تحركات العدو بعض الثغرات الأمنية التي يمكن من خلالها تنفيذ فعل جهادي ناجح، وبالفعل قرر أحمد القيام به مهما كان الثمن.
وفي يوم 7\11\1988م وفي ساعات الفجر استيقظ أحمد كعادته لصلاة الفجر حيث نوى الصيام في هذا اليوم، بقي أحمد في البيت حتى صلى الضحى فصلى وجلس مع والده، وقال لوالده (يا أبي أريد أن أستشهد) فنظر الحاج حسين لشقيق الشهيد وقال له (أسمعت ماذا يقول أخاك) فرد شقيق أحمد قائلا (أسمع يا أحمد إن تصدق الله يصدقك وحسب نيتك ربنا يرزقك).
بعد هذا الحوار قام أحمد بقيادة سيارته متوجها نحو قرية الجفتلك حيث تعيش هناك شقيقته، جلس عندها بضع دقائق، ودعته لتناول طعام الإفطار معها ولكنه على ما يبدو أبى إلا أن يفطر في السماء.
انطلق أحمد بعد أن ودع شقيقته إلى بوابة مستوطنة “ميتسعا ” الجاثمة على أرض الأغوار، وعند مدخل المستوطنة أوقف الحارس أحمد لسؤاله فاستغل أحمد عدم وجود جنود آخرين بالقرب منه وهم بإخراج سلاحه الأبيض حيث بدء بطعن الحارس مطلقا في المنطقة صيحات (الله أكبر ولله الحمد …لا إله إلا الله ) وتمكن من قتله والإجهاز عليه، وهنا انتبه مستوطن أخر فأطلق عليه النار مما أدى لاستشهاده على الفور.