الضفة الغربية
توافق اليوم الذكرى السنوية الـ25 لاستشهاد المجاهدين القساميين معاوية جرارعة وتوفيق ياسين، بعد أن فجرا نفسيهما في عملية مزدوجة في سوق “محني يهودا” في القدس المحتلة، ما أدى إلى سقوط 15 قتيلًا للاحتلال وأكثر من 70 جريحًا آخرين.
الشهيد معاوية جرارعة
ولد الشهيد معاوية محمد أحمد نصر الله جرارعة عام 1974 في بلدة عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس، ونشأ وترعرع وسط عائلة ميسورة الحال في ظل حنان مميز له من والديه وإخوانه كونه كان أصغرهم سنا.
تميز شهيدنا بكونه محبوباً من كل من كان يتعامل معه ومن جيرانه وأهله وأصدقائه، إضافة لكونه شابا لطيفا حسن السيرة والسلوك صادقا قنوعا أمينا وتقيا.
عرف عنه بشغفه بالرياضة منذ نعومة أظافره، حتى أنه اشتهر بين أقرانه بعشقه للتحدي فيها، فكان دائماً يحتل المرتبة الأولى في السباق لرشاقته وبنيته الجسدية القوية، كما تميز في إتقانه للعبة الكاراتيه، كذلك كان أشد عشقاً وحباً لوطنه وأرضه التي كان يقضي فيها جلّ وقته ويساعد والده وإخوانه في زراعة الأرض وحراثتها.
بعد أن أنهى شهيدنا دراسته الثانوية بالفرع الزراعي في مدارس عصيرة الشمالية وكان ترتيبه الثاني، التحق بكلية عروب الزراعية في مدينة الخليل، إلا أنه لم يكمل دراسته لظروف خاصة به، وعاد إلى مدينة نابلس للعمل قبل أن يصبح ملاحقا من قوات الاحتلال ويختفي عن الأنظار.
الشهيد توفيق ياسين
ولد شهيدنا توفيق علي عبد الله ياسين في بلدة عصيرة الشمالية شمال نابلس في الضفة الغربية، وترعرع وسط عائلة ملتزمة، ودرس في مدارس عصيرة الشمالية إلى أن أنهى دراسته الثانوية، ثم التحق بعد ذلك للعمل في مجال الدهان علماً أنه كان منذ طفولته ملازماً لوالده في فلاحة الأرض وزراعتها.
كان ياسين يتصف بصفات كثيرة، فقد عرف عنه الهدوء منذ صغره، حتى أنه كان قليل الاختلاط مع زملائه في المدرسة ولا تراه دائما إلا مع أحب الأصدقاء إلى قلبه الشهيد بشار صوالحة، فكانا لا يفترقان كالروح الواحدة في جسدين.
تميزت معاملته لأبويه وإخوانه بالحب والود حتى أنه كان يعاملهم معاملة خاصة ويحبهم حبا شديداً، كما تميز شهيدنا أنه كان شديد البرّ لوالديه ولا يرفض لهما طلبا ويسعى دائما لنيل رضاهما والقيام بكل ما يحقق لهما الراحة.
رفيقا الجهاد والشهادة
انخرط الشهيدان بالعمل في حركة حماس عام 1994، ضمن شباب مساجد عصيرة الشمالية، وفي عام 1995 انضما إلى خلية تابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام في منطقة نابلس بعد أن وقع عليهما اختيار الشهيد أبو هنود ضمن خلية “شهداء من أجل الأسرى”.
وكان في الخلية كل من الشهداء معاوية جرارعة، وتوفيق ياسين، وبشار صوالحة، ويوسف الشولي، والذين نفذوا عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطن وإصابة آخر، ثم ملاحقتهم من قبل الاحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية التي تمكنت من اعتقالهم وتعذيبهم في سجونها.
ونفذت المجموعة العملية الثانية بتاريخ 30-7-1997، حيث فجر الاستشهاديان معاوية جرارعة وتوفيق ياسين نفسيهما في عملية مزدوجة في سوق “محني يهودا” بالقدس المحتلة، مما أدى إلى سقوط 15 قتيلا وأكثر من 70 جريحا آخرين حسب اعتراف الاحتلال، لتطوى بذلك صفحة جديدة من صفحات العز والفخار.