الضفة الغربية
توافق اليوم الذكرى الـ18 لاستشهاد المهندس السادس في كتائب القسام إحسان نعيم حسن شواهنة، بعد اشتباك دام لساعات طويلة في نابلس أدى إلى تكبيد قوات الاحتلال خسائر في صفوفها.
في قرية كفر ثلث الواقعة شرق مدينة قلقيلية في الضفة الغربية وفي 21/2/1977، ولد شواهنة في كنف أسرة تتكون من 10 أفراد، كان إحسان بكر ذكورهم الثلاثة وثاني أفرادها الثمانية.
وفي بيت مشهود له بحسن الخلق وصلاح التربية نشأ شواهنة، فكانت خطواته الأولى ترشده إلى مسجد البلدة القديم، وهناك نهل من معين الإسلام الصافي، ما خوَّله قبل إكماله الصف العاشر، أن يكون من أوائل فتيان بلدته انضماماً لجماعة الإخوان المسلمين.
تلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدرسة كفر ثلث الثانوية، ليكمل مرحلته الثانوية في الفرع العلمي بمدرسة عزون الثانوية، وكان من أبرز طلاب صفه وأكثرهم اجتهاداً فحصل على معدل 86.5 في الفرع العلمي، لينضم لكلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس.
في صفوف الكتلة والكتائب
التحق بصفوف الكتلة الإسلامية في أول أيام انضمامه لجامعة النجاح الوطنية، فكان جندياً معطاءً مثابراً في خدمة الطلبة، وبعد أن رأى إخوانه في التزامه وإخلاصه وذكائه التميز، رشحوه ليكون أحد أعضاء مجلس اتحاد الطلبة في المجلس.
وخلال عمله في الكتلة ومجلس اتحاد الطلبة أتيح له المجال ليتعرف على خيرة أبناء الكتلة الذين كان منهم رفيق دربه وأقرب الشهداء إلى قلبه وزميله لاحقا في القسام محمد الحنبلي والشهيد القسامي قيس عدوان، لذلك فليس غريباً أن يطلب في وصيته أن يرافقه الشهيدان في بوستر استشهاده.
أجمع الكثير ممن عرفوه عن قرب، أن حبه الكبير للشهيد المهندس الخامس في كتائب القسام محمد الحنبلي وقربه منه في عمله بالكتلة الإسلامية وحاجة الكتائب لجهود وإبداعات شواهنة، خوَّلته الانضمام لصفوفها على يدي المهندس الحنبلي في الأيام الأولى لانتفاضة الأقصى.
اعتقلته قوات الاحتلال في شهر 11 من العام 2003 بتهمة تقديم المساعدة وعلاقته بالمهندس الحنبلي، لمدة أحد عشر شهرا إدارياً بعد أن لم تثبت عليه أي من التهم الموجهة له.
وبعد استشهاد قائد القسام في شمال الضفة ورفيق دربه الحنبلي في 5/9/2003، تسلم إحسان اللواء، ليضعه بعدها الاحتلال على قائمة التصفية الجسدية.
إحسان شهيدًا
في الساعة الحادية عشر مساءً من يوم الأحد 12/12/2004، حاصرت قوات الاحتلال عمارة حدادة في الجبل الشمالي في نابلس التي تمركز إحسان في الطابق الرابع منها، وخاض معركة حقق فيها حلمه وأمنيته بأن يدمي قلوب العِدا، فاستطاع أن يقتل ويجرح منهم.
وحين عجز الاحتلال عن الوصول إليه قصفوا المبنى الذي تحصن فيه بالطائرة والمدفع، فارتقت روحه إلى السماء في تمام الساعة السادسة ونصف من صباح يوم الاثنين 13/12/ 2004.
رحل بعد أن زيّن الشهداء بالقنابل والأحزمة الناسفة، وقد بكته كل القلوب ليقول طبيب أسنانه لأمه: “بكيت على إحسان أكثر منكِ”.