توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة عشر لاستشهاد القسامي المجاهد وليد سلمان الخمايسة من بلدة تفوح غرب الخليل، والذي ارتقى برصاص الاحتلال بتاريخ 13/09/2005.
ولد الشهيد وليد سلمان محمد الخمايسة في بلدة تفوح غرب الخليل بتاريخ 10/11/1986، وعاش أيامه الأخيرة في كنف أسرة مؤمنة مكونة من خمس أولاد وخمس بنات وأبوين.
أنهى الشهيد تعليمه الأساسي في مدرسة تفوح الأساسية، ثم أنهى الثانوية العامة في مدرسة تفوح الثانوية للبنين 2003/2004 في الفرع الأدبي بتفوق وحاصل على معدل 86% وكان الأول على البنين والبنات في تفوح، ثم التحق الشهيد وليد بجامعة بوليتكنك فلسطين/ قسم نظم المعلومات، وكان من المتفوقين في الدراسة.
نشأ الشهيد وليد وسط إخوانه وبين أحضان والديه، فحظي بحب الأسرة واحترامها له، وكان الشهيد البطل يتوسط إخوانه الذكور، فكان ترتيبه بينهم الثالث، وكما يروي والده وأشقاؤه كان يحظى بحب وتقدير جميع من يعرفه، وهو صاحب ابتسامة عريضة ومتعاون مع كل الخيرين.
محافظ على الصلاة
تقول عائلة الشهيد إنه كان يشد الرحال دوما إلى المسجد الإبراهيمي في الخليل حيث كان ومنذ صغره يذهب بمعية جده محمد للصلاة والعبادة هناك، وكان وليد أيضا محافظ على الصلاة في المسجد جماعة، خاصة وأن مسجد تفوح الكبير لا يبعد سوى أمتار قليلة، وتروي عائلته أنه كان يستيقظ باكرا ويوقظ أهله لصلاة الفجر، وكان غالبا ما يصنع القهوة لوالديه وأحيانا يعد وجبة إفطار الصباح.
لحظة شيوع نبأ استشهاد وليد كان الخبر كالصاعقة على مسامع زملائه طلبة جامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل التي خرجت عشرات الاستشهاديين، حيث أنهم فقدوا شابا خلوقا واعيا، وسيما ومجتهدا، فنعاه مجلس اتحاد الطلبة هناك، وتقرر تعليق الدراسة لعدة ساعات حدادا على روحه الطاهرة.
صبيحة يوم الاستشهاد استيقظ وليد باكرا وصلى الفجر كعادته، وأيقظ أهله للصلاة، وظهرا عاد والده إلى البيت فعمل القهوة لوالده، وشربا معا، وتبادلا نظرات وكأنها نظرات الوداع، ولوحظ أن الشهيد أكثر في اليوم الأخير من حياته من الحركة والتجول بين أقاربه وأصدقائه من الصباح حتى المساء.
موعد الشهادة
في مساء يوم 13/9/2005 كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت بلدة تفوح واستولت على عمارة وسط البلدة، وقد شاهد الشهيد ما يقوم به الجنود الذين كانوا يلقون بمحتويات المنزل من على الشرفات حتى الخيار والخبز، وكان ينظر إليهم ويتابعهم.
وبعد صلاة المغرب التي أداها جماعة في المسجد، استأذن الشهيد لزيارة أخته القريبة، وفي هذه اللحظة اندلعت مواجهات بالحجارة بين جنود الاحتلال والصبية، فرد الجنود بإطلاق العيارات المطاطية والقنابل الصوتية والغازية تجلاه كل من يشاهدونه صغيرا أو كبيرا، وما كان من أحد الجنود إلا أن تمركز في زاوية وأطلق وابلا من الرصاص المتفجر (الدمدم) تجاه الشهيد الذي كان قد خرج للتو من منزله متجها إلى محل قريب لأحد أصدقائه، فلاحظ ذلك أصدقاؤه وأقاربه الذين تجمعوا لإطلاق النظرات الأخيرة عليه حيا، ثم نقل إلى المستشفى الأهلي بالخليل وأجريت له الإسعافات الأولية لكن القدر كان أسرع إلى قبض روحه. وكان من آخر كلمات الشهيد لوالده الذي حاول إغماض عينيه، لا تغمضهما لأراكم.
وأظهرت التقارير الطبية أن وليد تعرض لرصاص متفجر من نوع دمدم فجر بطنه وكبده فسقط شهيدا في 13/9/2005.
وأجريت للشهيد جنازة مهيبة حضرها الطلبة وزملاؤه وقيادات المنطقة والقوى الوطنية والإسلامية، ثم أقيم عرس الشهيد قرب المسجد الرئيس في البلدة فأمته كوادر وشخصيات الحركة الإسلامية من محافظة الخليل، الذين استهجنوا الجريمة وأدانوها بشدة.