توافق اليوم الذكرى الـ19 لاستشهاد القائد القسامي محمد عثمان محمد بلاسمة (29) عامًا من مدينة سلفيت، بعد أن رصدته طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الشعب فأصيب برصاصة في رأسه وعدة رصاصات في قدميه من قبل جنود الاحتلال أدت إلى استشهاده.
ميلاد بطل
ولد القائد القسامي محمد عثمان بلاسمة في مدينة سلفيت في (28/12/1975) لعائلة تنحدر من منطقة “كفر سابا” المحتلة عام (1948) بين عشرة من الأشقاء، أصغرهم محمد.
تلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي في مدارس سلفيت حتى الصف السادس الابتدائي، إلا أنّه وبعد أن رأى ضنك العيش يعرك عائلته آثر على نفسه التعلم، ليساعد والده وذويه في الزراعة ورعي الأغنام، وبعد أن اشتد عودُه قليلاً انتظم في “معهد قلقيلية” ليحصل على شهادة في “الميكانيك” وصيانة السيارات.
جهاده ومقاومته
بعد اندلاع الانتفاضة الأولى في (8/12/1987) أبى محمد على نفسه أن يقف مكتوف الأيدي، فكان من أبرز المشاركين فيها، إلا أنّ الاعتقال لم يمهله كثيراً، فعاجله الاعتقال الأول في حياته في العام 1990 قبل أن يكمل الخامسة عشر من عمره، ويحكم عليه بالسجن لمدة عام بتهمة المشاركة في فعاليات الانتفاضة.
وبعد خروجه من السجن بدأ بالبحث عمَّن يوفر له السلاح، وفي تلك الأثناء كان القائد المجاهد ابن بلدة سلفيت القائد القسامي: “زاهر جبَّارين” يبحث عمَّن يؤمن لهم كل متطلبات المطاردة، فوجد ضالته في شاب المسجد المثابر محمد بلاسمة، وكان الدور المنوط به تأمين المخبأ والطعام وتسهيل الحركة للمجاهدين من خلية المهندس يحيى عياش، فوجد الشهيد بلاسمة في قربه من هؤلاء القادة مبتغاه.
تلميذ المهندس
وقالت عنه التحليلات الإسرائيلية عبر صحيفة “يديعوت احرنوت” بأنّه التلميذ السادس للمهندس يحيى عياش، لذلك لم يسلم منزله ولا منزل ذويه في كل اقتحام تتعرض له مدينة “سلفيت” بحثاً عنه وعن أي شخص قد يوصل إليه.
وتعرض منزله ومنزل شقيقته في سلفيت للاقتحام عدة مرات، دمرت خلالها محتوياته، ويتهم الاحتلال محمد بالوقوف خلف العديد من التفجيرات وزرع العبوات الناسفة لجيبات الاحتلال العسكرية على شارع “عابر السامرة” المار بالقرب من بلدته والتي أوقعت الكثير من الخسائر بالجنود والخسائر المادية بالعدو.
رفقاء المطاردة
وكان الشهيد بلاسمة أحد مرافقي الشهيد يحيى عياش خلال مكوثه في جبال سلفيت، وكانا يحفران كهوفا أحيانا للمكوث فيها بعيدا عن أعين المخبرين، ولا يخرجان منها سوى ساعات قليلة في الليل.
وعن ذكريات المطاردة للشهيد يحيى تروي والدته بأن نجلها ورفيقه العياش كانا يصطادان الغزلان من جبال سلفيت، دون أن يشعر بهما أحد، وأن الناس كانا يظناهما من الأراضي المحتلة عام 48، وكان معهما مطاردان آخران لا أعرفهم كلهم.