توافق اليوم الذكرى السنوية الـ20 لاستشهاد قائد كتائب القسام في مدينة نابلس محمد الحنبلي بعد اشتباك خاضه مع قوات الاحتلال أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين.
سيرة عطرة
ولد الشهيد محمد الحنبلي عام 1975 في مدينة نابلس، في عائلة معروفة بثرائها، وبيت له عراقته ومكانته في المجتمع، فوالده الدكتور عبد الرحيم الحنبلي، مدير دائرة البيطرة في محافظة نابلس، وكان رئيسا للجنة أموال الزكاة في المدينة.
التحق بشباب المساجد منذ صغره، ثم بصفوف حماس في أوان مبكِّر من حياته كأحد أشبالها، وفي جامعة النجاح درس الهندسة كان محرِّك الأطر الطلابي لحماس ثم أميراً لها، يشرف على عددٍ كبير من النشاطات، ومسؤولاً عن الكثير من المتابعات، فكان عضواً في مجلس الطلبة في العام 1997، وأعيد انتخابه في العام 1998 ليكون سكرتيراً لمجلس الطلبة للمرة الثانية، وبعد عام انتُخب رئيساً للمؤتمر العام لمجلس اتحاد الطلبة، الذي كان يرأسه الشهيد قيس عدوان.
رحلة جهاده
أما رحلته في صفوف كتائب القسام فقد بدأت قبيل انتفاضة الأقصى، وبالتحديد في الفترة التي أعقبت فشل مفاوضات “كامب ديفيد”، حيث كانت حماس على علم حينها بأن الأمور ستتفجر فبدأت بإعادة ترميم جهازها العسكري بعد الضربات القاسية التي تلقاها على أيدي الأجهزة الأمنية بعد اتفاق “أوسلو”.
وشهدت تلك الفترة اعتقال آخر رمز للكتائب محمود أبو هنود بعد اشتباك قتل فيه ثلاثة من الجنود الإسرائيليين، إضافة لعشرات معتقلي الكتائب في سجون السلطة، ولم يكن محمد حينها منغمسا بشكل مباشر في العمل العسكري فقد كان يقدم خدمات لوجستية للخلايا الجديدة العاملة.
المهندس الخامس
توسم فيه الشهيد الشيخ يوسف السوركجي “القائد السري لكتائب القسام في الضفة الغربية” حينها خيرا، وتوقع له مستقبلا مميزا في ساح الوغى وهو ما كان بالفعل.
أطلق عليه المهندس الخامس في كتائب القسام، وخلال اجتياح مدينة نابلس، واقتحام بلدتها القديمة عام 2002؛ كان محمد قائد كتائب القسام في مقدمة رجالها المدافعين عنها، حيث سهر على تفخيخ المداخل في وجه قوات الاحتلال وزرع العبوات الناسفة وتوزيع المجاهدين ونقل السلاح والذخيرة، حتى أوصل مقاتليه إلى تمام جاهزيتهم قبل الاقتحام، وكان له دور كبير في صمود البلدة أربعة أيام متواصلة رغم الحرب الضارية التي شُنّت عليها.
تدرج محمد في صفوف القسام حتى غدا قائدها الأول في محافظات شمال الضفة، وجند الشاباك عشرات العملاء ووضعت لهم هدفا واحدا هو رأس محمد الحنبلي.
لحظة الشهادة
ارتقى شهيدنا فجر يوم الجمعة في 5-9-2003م؛ في اشتباك مسلح لساعات مع جنود الاحتلال في حي المخفية غربيّ مدينة نابلس، وخلال أكثر من عشر ساعات، حاول الاحتلال دفع الحنبلي على الاستسلام، فطلب من العائلات إخلاء المبنى، لكن الحنبلي رفض الاستسلام وأصر على المواجهة حتى الشهادة، فكان له ما أراد.
ارتقى الحنبلي بعد تمكنه من قتل ضابط وجندي إسرائيليين وإصابة 4 آخرين على الأقل حسب اعتراف الاحتلال مما دفع بهم لنسف بناية مكونة من سبعة طوابق بما فيها من ممتلكات ومقتنيات تاركين عشرات العائلات الفلسطينية بلا مأوى.
واحتجز الاحتلال جثمان الشهيد 11 عاماً في مقابر الأرقام، حتى أفرج عنه قبل 9 أعوام فخرجت نابلس عن بكرة أبيها لتشييعه.