الخليل-
توافق اليوم الذكرى السنوية السابعة وعشرين لعملية الاستشهادي القسامي البطل مجدي أبو وردة من الخليل.
وقد أسفرت العملية عن مقتل 28 صهيونياً بتاريخ 25 شباط/ فبراير 1996. ضمن سلسلة عمليات الثأر المقدس للرد على اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للمهندس يحيى عياش.
سيرة الشهيد
ولد الشهيد مجدي محمد محمودة أبو وردة بمخيم الفوار جنوب الخليل في 23/5/1977، وهو الثاني بين إخوانه وأخواته الأحد عشر.
ودرس المراحل الابتدائية والإعدادية في مدارس المخيم، ثم أكمل المرحلة الثانوية في مدرسة طارق بن زياد في مدينة الخليل.
لم يوفق بالنجاح في الثانوية العامة (التوجيهي)، فقرر التوجه إلى معهد التدريب المهني للحصول على دورة في البلاط ليعتاش من ورائها.
تميز مجدي بالجرأة والشجاعة وحب الآخرين منذ الصغر وحتى دخوله ميدان العمل، إلى جانب التزامه الديني ومحافظته على صلاة الجماعة.
وكان من رواد مسجد الفوار القديم وصديقاً لرفيقه في الشهادة إبراهيم السراحنة.
مشواره الجهادي
شارك مجدي منذ سن مبكرة في التصدي لقوات الاحتلال بالحجارة في مخيم الفوار، لدرجة أنه اقترب من الموت أكثر من مرة
حيث أطلقت قوات الاحتلال على أبو وردة النار أثناء المواجهات وأصابت أصدقاءه في أكثر من موقف مما أدى إلى استشهادهم.
وكان أبو وردة ناشطا في الكتابة على الجدران والمشاركة في فعاليات الحركة الإسلامية في المخيم، ومن هواياته عشق صيد العصافير والرياضة وخاصة كرة القدم.
كان مجدي يحب الأناشيد، ويتمنى أن يتزوج، بل وتوقع أشقاؤه أن يكون أول المتزوجين لقدرته على العمل ونشاطه في توفير متطلبات الزواج، لكن بعد استشهاد يحيى عياش تأثر كثيراً.
حرص مجدي على إقامة علاقات الأخوة في الله من خلال المسجد، وكان الاستشهادي إبراهيم السراحنة، فكانا يمشيان معا ويخرجان من المسجد معا. ويعطفان على الأطفال ويوزعان عليهما الحلوى والألعاب خاصة في الأعياد.
وفي آخر أيامهما شاركا في إفطار جماعي في المسجد وحرصا على خدمة كافة الحضور وتقديم الإفطار وغسل الأواني، ورفضا مشاركة أحد معهم.
موعد الشهادة
استمرت علاقة الأخوين في الله حتى الشهادة حيث خرجا من المخيم معا، فكل منهما وعلى انفراد أخبر عائلته أنه ذاهب للبحث عن عمل، ومما أقنع الناس هو استعدادات إبراهيم للزواج.
وقبيل استشهاد مجدي بأيام أخبر والده بأنه عثر على عمل في منطقة القدس ويريد التوجه إلى هناك خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل في مخيم الفوار.
لكن عائلته لم توافق على ذلك نظرا لصغر سنه. وظل يلح عليهم بذلك حتى قرر المغادرة يوم الجمعة 23/2/1996م، فبحث عنه إخوانه دون أن يجدوه.
اتصل أبو وردة في اليوم التالي بأهله ليخبرهم أنه وصل إلى مكان عمله وهو بخير ويطلب رضا والده لأنه خرج دون موافقته.
وبعد خروج مجدي برفقة إبراهيم بأيام، وقعت العمليتين الاستشهاديتين في القدس وعسقلان، فكان مجدي منفذ الأولى وإبراهيم منفذ الثانية.
واتضح فيما بعد أن الاستشهادي مجدي فجر نفسه في باص رقم 108 في القدس المحتلة في عملية بطولية أدت إلى مقتل 28 صهيونيا، وجرح نحو خمسين آخرين بجراح، وصف جراح العديد منهم بأنها خطيرة أو تتسبب في إعاقات دائمة.
كما اتضح أن مجدي ارتدى زي شبان يهود، وإبراهيم ارتدى زي جنود الاحتلال.