توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة والعشرين لاستشهاد المجاهد القسامي أحمد سليمان أبو سيف، والذي ارتقى بتاريخ 27/01/1996 في مهمة جهادية بمحافظة الخليل.
ولد الشهيد أحمد سليمان أبو سيف في بلدة السموع إلى الجنوب من مدينة خليل الرحمن، ونشأ في أسرة مناضلة وتربى التربية السليمة على طاعة الله وحب رسوله وطاعة الوالدين والانتماء للوطن، فتميز منذ الصغر بالنشاط والحيوية وحب الآخرين والعطف على المساكين، والغضب لانتهاك حرمات الله والاعتماد على النفس.
التحق الشهيد بمدرسة السموع الأساسية وواصل فيها دراسته حتى الصف الثالث الإعدادي، ورغم أنه لم يواصل دراسته نتيجة الظروف المالية الصعبة التي يعاني منها وتعاني منها عائلته إلا أنه تمكن من اختيار أصدقائه وبناء علاقات اجتماعية واسعة، ثم لجأ إلى الأعمال الشاقة لسد احتياجاته المالية فعمل في قطاع البناء وتحديدًا في مجال البلاط وأبدع في مهنته ونال ثقة وإعجاب كل من عمل عنده.
للشهيد تسعة أخوة (ذكور وإناث)، وتعرضت عائلته للاضطهاد والملاحقة من قبل قوات الاحتلال، فيما تعرض أشقاؤه للاعتقال ولا زال أحدهم داخل القضبان.
هوايته المفضلة
وقبل استشهاده كان أحمد قد تزوج عام 1994م وأنجب ابنا أسماه بلال، تركه وترك زوجته في حفظ الله ورعايته ورحل إلى جنات الخلد إن شاء الله.
وعرف عن الشهيد طوال حياته وفي شبابه أنه متدين وملتزم، وفكاهي يحب النكت، إضافة إلى هوايته المفضلة وهي الرياضة حيث كان لاعباً في فريق الهلال الرياضي وناشطاً في نادي الشباب في بلدته ومن أكثر شباب السموع نشاطاً وحيوية.
كما عرف عن الشهيد حبه الكبير وتمنيه للشهادة التي نالها، إضافة إلى رغبته في أن يحفظ الله جيل الشباب ويرعاهم ليكونوا مدفعين عن أرضهم ووطنهم.
تعرض الشهيد أحمد للاعتقال على أيدي قوات الاحتلال الصهيونية، وكباقي الأسرى تعرض للتعذيب والتنكيل بشتى الأصناف بتهمة الانتماء للمقاومة والمشاركة في فعاليتها ضد الاحتلال.
الاعتقال والشهادة
وقد اعتقل الشهيد لأول مرة عام 1992م وتعرض فيها للتحقيق الشديد بتهمة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس لكن التحقيق القاسي لم ينل من عزيمته شيئاً.
كان الشهيد في 27/1/1996م على موعد مع الشهادة بعد انفجار عبوة ناسفة، رجح البعض أنه كان يقوم بإعدادها، فيما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان لها في القرية أن الشهيد أحمد هو أحد كوادرها وقد استشهد أثناء عمل جهادي.
من جهتها، سارعت قوات الاحتلال فور استشهاده إلى المكان وطوقته بقوات كبيرة من الجيش، واحتجزت الجثة لمدة أربعة أيام ثم سلمتها لذويه حيث ووري الثرى في مقبرة الشهداء وسط هتافات الفداء للشهداء.
كذلك تعرضت عائلة الشهيد للتنكيل وتعرض منزله للاقتحام وتم اعتقال شقيقيه يوسف وخضر إدارياً، ثم أفرج عنهما لاحقاً، ولا زال أشقاء الشهيد في بؤرة الاستهداف من قبل قوات الاحتلال التي تعتقل شقيقه منذ عام 1994م ويمضي حكماً بالسجن المؤبدة مرة واحدة بتهمة الانتماء لحركة حماس والتصدي للعملاء وإعداد العبوات الناسفة.