توافق اليوم الذكرى السنوية الـ30 لاستشهاد القائد القسامي عدنان مرعي من سلفيت، وذلك بعد أن خاض اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال قتل خلاله جنديين وأصاب آخرين.
سيرة مجاهد
ولد الشهيد المجاهد عدنان عزيز مرعي عام 1968م في قراوة بني حسان في سلفيت، وفي أحضان أسرة متدينة وملتزمة ومحافظة تربى ونهل حبه لوطنه ودينه.
عُرف بالتزامه وانتظامه في صفوف دروس التربية التي كان يعدها شباب الإخوان المسلمين في مساجد القرية لأبنائها فكان محافظا على صلاته، مطيعا لوالديه حنونا على أخوته.
درس مراحله الأساسية في مدارس قريته ثم التحق بمعهد قلقيلية الشرعي، وبعد مداهمة المعهد واعتقاله لمده 20 يوما، انتقل شهيدنا إلى مقاعد الدراسة في جامعة النجاح الوطنية في كلية الاقتصاد، وقد تزوج ورزق ببراءة ومجاهد.
برز شهيدنا كناشط بارز في انتفاضة الحجارة، فقد كان أحد أعلام الاشتباكات بالحجارة والزجاجات الحارقة، ليصبح بذلك هدفا في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي، فقد أصيب أكثر من مرة بالرصاص الحي والمطاطي.
اعتقل شهيدنا مرتين مختلفتين، وحاولت قوات الاحتلال اعتقاله في يوم زفافه إلا أن إرادة الله شاءت غير ذلك، ليعتقل بعد ما يقارب شهرين من زفافه ويحكم عليه بالسجن 30 شهرا بتهمة الانتماء لحماس والمشاركة في فعالياتها.
تضحية وفداء
عندما خرج شهيدنا القسامي القائد من سجنه، قرر عدم العودة للأسرة، ففي ذلك الوقت وفي العام 1992 انضم إلى الكتيبة الأولى المؤسِّسة لكتائب القسام في شمال الضفة والتي عرفت “بالفريق الرباعي” والتي تكونت بالإضافة له من المجاهدين: زاهر جبارين والمهندس يحيى عياش وعلي عاصي، وكانت لها اليد في العديد من العمليات الاستشهادية تخطيطاً وتنسيقاً والعديد من عمليات إطلاق النار المباشر التي أدت لمقتل العديد من جنود الاحتلال.
في تلك الفترة، بدأت قصة المطاردة الثانية مع قوات الاحتلال، وأمضى الشهيد قرابة ستة شهور في المطاردة الثانية، وقد حاولت قوات الاحتلال اعتقاله مرتين أثناء تواجده في منزل أهله، إلا أن الله أعمى أبصار الجنود المقتحمين ونجح في الفرار من بينهم.
استشهاده
في صبيحة يوم الجمعة الموافق 6 آب/ أغسطس عام 1993 وبعد مراقبة عدة أيام لنقطة مراقبة “دير بلوط” الواقعة جنوب سلفيت، قام المجاهدون بالهجوم على تلك النقطة وتكونت الكتيبة القسامية من المجاهدين: عدنان مرعي وعلي عاصي من قرية قراوة بين حسان قضاء سلفيت، ومحمد ريان من قرية بيت لقيا سائق السيارة الذي أقلهم بها.
وفي تفاصيل العملية، اقترب المجاهدون حتى المسافة التي حددوها لبداية العملية، وبعد أن حانت الفرصة المناسبة بدأ المجاهدون بإطلاق النار المباشر على جنود النقطة العسكرية، وكأوراق الخريف بدأ الجنود يتساقطون، فقتلوا اثنين وأصيب الثالث بجراح خطيرة.
وما أن اقترب المجاهدون من الجنود، لغنم أسلحتهم، حتى بدأ جندي رابع تواجد في منطقة بعيدة عنهم وسمع بصوت إطلاق النار، بالرد على المجاهدين في تلك اللحظة ما أدى لاستشهاد المجاهد عدنان مرعي، بعد إصابته بعدة رصاصات في صدره في الجهة اليسرى ليرتقي شهيداً مضرجاً بدمائِهِ الطاهرة شهيدا مقبلا غير مدبر.