لم تكن تسمية الشهيد عز الدين صلاحات بهذا الاسم عبثاً، فعائلته التي تقطن جنين وجدت في صنيع الشهيد القسامي عز الدين المصري فخراً وعزاً، وأرادت أن يكون لابنها نصيب من ذلك البطل القسامي.
نفذ عز الدين المصري من كتائب القسام، عملية استشهادية في مطعم سبارو بمدينة القدس المحتلة في 9 أغسطس/ آب 2001، فقتل 20 مستوطناً وأصيب 100 آخرين.
لم يأخذ الشهيد صلاحات من القسامي المصري اسمه فحسب، بل قلباً شجاعاً وإرادة قوية حمل من خلالها السلاح، وكان نداً للاحتلال في كل اقتحام لجنين.
على درب الشهداء
تقول أم إياد صلاحات والدة الشهيد: “ولد عز الدين وتربى على حب الجهاد والاستشهاد وسميناه على اسم الاستشهادي عز الدين المصري وحمل اسمه وسار على درب الشهداء حتى استشهد”.
وتضيف صلاحات: “عاش ابني عز الدين حياته كأي شاب في مخيم جنين ملتزماً بأخلاقه وحبه للوطن والدفاع عنه، وسار على درب الشهداء حتى استشهد في بيت عزيز عليه من بعد عائلته”.
وتشير إلى أن أكثر ما كان يضايق عز الدين أنه لم يكن يحمل سلاحا حين بدأ شباب المخيم يقاومون الاحتلال داخل أزقة المخيم.
استفاد من تدريبه العسكري في جهاز الشرطة الفلسطينية للعمل في صفوف المقاومة، وادخر من راتبه طويلاً لشراء بندقية من نوع ام 16.
العروس
عندما اشترى عز الدين بندقيته، جاء بها إلى البيت وأبلغ عائلته أن حصل على العروس التي انتظرها طويلاً، واحتفل الجميع بها.
كان صلاحات يخرج ببندقيته مع كل اقتحام ليتصدى مع رفاقه لاقتحام جنين، ويعود بها إلى البيت حتى تعلمت والدته تنظيف السلاح وتعبئة مخزن الرصاص.
يوم الشهادة
استشهد عز الدين في المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم جنين بتاريخ 26 يناير المنصرم.
تقول والدته: “يوم استشهاده كنت انتظر عودته للبيت في الوقت المعتاد وهو خروج الطلبة للمدارس، وعندها دخلت للنوم ولم أستطع ذلك حينها علمت أن الاحتلال دخل المخيم”.
لفظ عز الدين أنفاسه الأخيرة في منزل أم العبد خريوش، التي ظهرت في مشهد انتشر على مواقع التواصل وهي تنشد له بعد أن غطت جسده المثخن بالجراح ولفت رأسه بالكوفية.
وتوضح أم العبد خريوش:” زفيته شهيدا بعد أن كان من المقرر أن يكون حمام عرسه في بيتنا، لكن شاءت الأقدار أن نزفه شهيدا”.
وتشير خريوش إلى أن عز الدين وابنها جمال كانوا كالأخوة منذ الصغر بدءا من الروضة والمدرسة إلى أن كبروا معا كانا لا يفارقان بعضهما بعضا ويشترون ملابسهما مع بعضهما وغالبية وقتهما يقضونه معا.
ثم مسحت أم إياد الدم بقطعة قماش حتى يعود جمال لتبقى له ذكرى خالدة له مع 12 شيكلا و7 رصاصات وجدت مع الشهيد عز الدين وهي ما تبقى من ذخيرته.