قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إننا في معركة تحرير في الضفة الغربية ومشروع المقاومة فوق الطاولة لا تحتها، والمعادلة الجديدة تتغير كل يوم لمصلحة المقاومة وحلفائها وامتداداتها ضد هذا الاحتلال.
وأضاف العاروري أن الاحتلال لن يفشل وحسب في تطبيق رؤيته في الضفة الغربية بل سيُجبَر على التراجع خطوات بعيدة جداً، مؤكدًا على أن كل إجراءات الاحتلال ليست ذات قيمة أمام عزيمة شعبنا على اقتلاع المشروعات التصفوية التي تستهدف وجوده.
وشدد على أن “التهديدات الإسرائيلية لا تغيّر في قناعاتي ولا في موقفي ولا في مساري قيد أنملة”، مضيفًا أن كل قائد في الاحتلال يكون أكثر تطرفاً وإجراماً وإرهاباً، يخرج بهزيمة غير مسبوقة.
وتابع: “سموتريتش يريد صراعاً يهجر فيه الشعب الفلسطيني ليس من الضفة فحسب بل من أراضي الداخل المحتل”.
معركة ضد الاستيطان
وقال العاروري: ” لم يعد لدينا خيارات للتأجيل أو التعامل مع القضايا في الضفة الغربية على المدى البعيد ولا المتوسط، ونحن وُضعنا أمام اختبار نهائي وقصير المدى في الضفة الغربية عامان أو 3 سنوات كحد أقصى وتنتهي هذه القضية”.
ودعا إلى خوض معركة ضد الاستيطان في الضفة اليوم قبل الغد، وأردف: “إذا لم نواجه الاستيطان الآن فسنواجههم وقد استولوا على القدس والمسجد الأقصى وأصبح الاحتلال في كل بيت”.
وأكد على أن أفضل النماذج وأكثرها جدوى عندنا في الضفة الغربية هي المواجهة المباشرة والفورية مع المستوطنين وجيش الاحتلال، معتبرًا أن التطور الذي سيُحدث الفرق في الضفة هو في توسيع قاعدة العمل المقاوم وتطوير الأهداف والوسائل.
وتابع: “رغم حشد نحو ثلاثين كتيبة عسكرية في شمالي الضفة الغربية للقضاء على المقاومة هي تزداد قوة وصلابة”، وتساءل: “مئات المشاركين في العمل المقاوم يتسببون للاحتلال بكل هذا الإرباك فماذا لو أصبحوا بالآلاف وعشرات الآلاف؟”.
مواجهة شاملة
ورأى العاروري أن “حكومة الاحتلال ومجلسها المصغّر يفكران في مجموعة خطوات ستُفضي إلى حرب شاملة في المنطقة”، موضحًا أن الذي يفكر في وضع اليد على المسجد الأقصى وتقسيمه مكانياً، ويفكر بالاغتيالات يعلم أن ذلك سيؤدي إلى صراع وحرب إقليمية.
وأضاف: “الحرب الشاملة أصبحت أمراً لا مفر منه، ونحن كمقاومة ومحور مقاومة وشعوب وأمة نريد هذه المعركة الشاملة، وإذا وصلنا إلى المواجهة الشاملة سوف تُهزَم “إسرائيل” هزيمة غير مسبوقة في تاريخها”.
ولفت إلى أننا “نتحدث عن الحرب الشاملة وسيناريوهاتها وإمكاناتها في الغرف المغلقة مع كل مكونات هذه المعركة الشاملة، وأي مواجهة شاملة ستفرض على “إسرائيل” وقائع جديدة وعلى تموضعها ونظرة العالم لها وتبنيها كمشروع من قبل الغرب.
وفيما بتعلق بملف تبادل الأسرى، أوضح أن المعضلة عند الاحتلال، لأن حكوماته تغيّرت في المرحلة السابقة، ولم تكن مستعدة لذلك، مؤكدًا جهزية المقاومة “لعقد صفقة تبادل أسرى”، ولافتاً إلى أنّ حكومة الاحتلال، برئاسة بنيامين نتنياهو، “غير جاهزة حتى الآن”.
الشأن الداخلي
وجدد العاروري موقف وقرار حركة حماس أنه يجب أن يظل التواصل الفلسطيني قائماً ويُحظَر الوصول إلى القطيعة مع أي طرف فلسطيني، مبينًا أن “هناك فجوة حقيقية وافتراق في الرؤى والمشاريع لا تحلها اللقاءات لكنها تخفف من حدة الاختلافات”.
واعتبر أن “الانقسام الفلسطيني ليس انقساماً جغرافياً بالمعنى السياسي بل هو انقسام منهجي”، مؤكدًا رفض الحركة فكرة أن ننشئ حكومة مجتزأة من دون انتخابات تشريعية ورئاسية.
وأكد على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية فلسطينية، انطلاقاً مِن “الخوف من أن يتم الدخول لهذه المسألة والعبث باستقرار الوضع الفلسطيني وأمنه ووحدته، من خلال قوى معادية مثل إسرائيل والولايات المتحدة، وبعض الأدوات في المنطقة”.
وتطرق إلى اعتقال السلطة للمقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقال إن هذه القضية لا تُحَل إلا بتغيير السلطة نهجها، مضيقا “موقف حركة الجهاد بالإفراج عن المقاومين محق، ونحن نعاني هذا الأمر، ونرى أنّ اللقاءات تساعد على حل هذه المشكلة بدلاً من المقاطعة”.
العلاقات الخارجية
وأكد العاروري أن حركة حماس لم يكن لها أي يد في الصراع داخل مخيم عين الحلوة، وكانت عاملاً مركزياً في التهدئة وفي الفصل وتهيئة الأجواء لإنهاء القتال في المخيم، مشددًا أن “حركة حماس لا تشكل أي مظلة لأحد في المخيم، مباشرة أو غير مباشرة”.
واعتبر أن “تطبيع السعودية مع إسرائيل متباين عن تطبيع أي دولة، لرمزية وجود الأماكن المقدسة الإسلامية فيها، ومشيراً إلى أنّ هذا يعني “تسليماً بسيطرة الاحتلال على مقدسات الأمة”.
وبين أن أسس بناء العلاقات الدولية واضحة تماماً، لافتا إلى أنّها “لخدمة هذه القضية التي هي قضية الأمة، ونحن نبني علاقاتٍ بكل مكونات أمتنا خدمةً لهذه القضية التي هي قضيتهم جميعاً”.
وأكمل: “ليست لدينا القدرة أو الطاقة لنترك قضية القدس وفلسطين ونذهب للاشتراك في صراعات أخرى”.
وختم العاروري حديثه قائلاً إنّ “المستقبل لشعوب هذه المنطقة، ولن يستطيع أحد أن يسير عكس التاريخ ويأسر إرادة هذه الشعوب، والمستقبل للمقاومة ولتحرير فلسطين، إن شاء الله، وليس بعيداً”.