أنهى الأسير القائد القسامي المجاهد عبد الناصر عطا الله عيسى (53 عاماً) من نابلس، اليوم عامه ال28 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك منذ اعتقاله بتاريخ 19/8/1995.
جهاد متوارث
ولد المجاهد عيسى في 1-10-1968 في مدينة نابلس، وانتقلت عائلته في 1969 للسكن في مخيم بلاطة بعد إصدار الاحتلال أمرا عسكريا بهدم أو إغلاق منزلهم، وذلك بعد اعتقال والده “أبو شاكر” والحكم عليه بالسجن سبع سنوات.
شارك عبد الناصر منذ نعومة أظفاره في الاحتجاجات والتظاهرات ضد الاحتلال، كسائر أطفال الحجارة في فلسطين، خاصة تظاهرة يوم الأرض في عام 1976، حيث أصيبت شقيقته الكبرى بالرصاص الحي.
خاض الأسير عيسى سلسلة من الاعتقالات قبل اعتقاله عام 1995، وقد أمضى في الأسر تراكمياً 30 عاماً، ويصنف كأحد عمداء الأسرى في مدينته نابلس.
عقلية فذة
يعد الأسير عيسى صاحب عقلية فذة، ومفكر وذو شخصية كارزمية طاغية، يتقن استشراف المستقبل وقراءة الواقع بصورة يعجز عنها كبار المفكرين الذين يمتلكون كل أدوات المعرفة خارج السجن”.
فقد استطاع عيسى تحويل السجن لمعهد أكاديمي كبير حصد من خلاله عددا من الألقاب العلمية بعد أن أتقن اللغة العبرية بصورة تفوق المتخصصين اليهود.
وأشهر العام الماضي كتاب “وفق المصادر 2022” للأسيــر القسامي القائد عبد الناصر عيسى من نابلس.
ويعتبر كتاب وفق المصادر 2022 الخامس ضمن سلسلة وفق المصادر، التي بدأت عام 2018 وشملت 15 مجلداً.
كما عرف عن الأسير عيسى بأنه قارئ من طراز فريد، فهو يقضي أكثر من 18 ساعة في اليوم بين القراءة والكتابة، حتى أن نصف مخصصاته المالية التي تدخل على حسابه في “الكانتينا” تذهب لشراء الكتب والدوريات العالمية المشترك بها”.
ويعتبر الأسير القائد عبد الناصر عيسى شخصية محبوبة وله شعبية كبيرة بين أوساط جميع الأسرى من مختلف التنظيمات وليس داخل التنظيم الذي ينتمي إليه فقط”.
قاهر الشاباك
في 21 أغسطس 1995 فجرت عملية استشهادية لكتائب القسام مجموعة من المحتلين في القدس المحتلة، كما فجرت غضب قادة الاحتلال الإسرائيلي الذين فشلوا في منعها، رغم اعتقال العقل المدبر لها الأسير القائد عبد الناصر عيسى قبلها بيومين كاملين.
أدت العملية التي نفذها الاستشهادي سفيان جبارين من مدينة الخليل، بحزامه الناسف داخل حافلة في القدس المحتلة، لمقتل (9) إسرائيليين بينهم ضابط برتبة ميجر، وإصابة أكثر من (107) معظمهم من جنود الاحتلال.
صمد عيسى صمودا أسطوريا، أمام محققي الشاباك الذين كانوا يحاولون إفشال عملية استشهادية دبرها وأوصل المتفجرات التي ستستخدم بها.
ووجّهت النيابة الإسرائيلية لعيسى عدداً من التهم بعد خضوعه لتحقيق عنيف كاد أن يخرج منه شهيداً أو معاقاً، من بينها مشاركته في التخطيط لعمليات فدائية، وتواصله مع الشهيد يحيى عياش ومحمد ضيف، القائدان العسكريان البارزان في حركة حماس.
وفي نهاية المطاف أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكماً بسجن عيسى لمدة مؤبد و20 عاماً، قضى منها عدة سنوات في العزل الانفرادي.