تواصل مدينة القدس انخراطها القوي في معركة طوفان الأقصى، إذ نفذ شباب القدس عمليتين بطوليتين ضد شرطة الاحتلال وحققوا فيها إصابات.
ورغم ما تفرضه سلطات الاحتلال منذ بداية معركة طوفان الأقصى من تقييدات مشددة على عموم مناطق القدس وعلى البلدة القديمة والأقصى بشكل خاص، إلا أن أهالي المدينة يسطرون بصمودهم ومقاومتهم أروع الأمثلة في التحدي والإباء.
مقاومة مستمرة
في عملية نوعية، نفذ الشاب المقدسي آدم أبو الهوى من سكان بلدة الطور عملية بطولية أدت لإصابة شرطي للاحتلال بجروح خطيرة قبل أن يرتقي شهيدا عقب إطلاق النار عليه.
وفي تفاصيل العملية؛ وصل الشهيد إلى محطة وقود في القدس، وطعن شرطيًا وقام بالسيطرة على سلاحه قبل أن يتم إطلاق النار عليه من قبل شرطي آخر ليرتقي شهيدا.
وعقب العملية البطولية عم إضراب تجاري بلدة الطور حداداً على استشهاد الشاب آدم أبو الهوى، كما نعت مساجد بلدة الطور بالقدس المحتلة الشهيد، وشهدت البلدة مواجهات عنيفة بين الشبان وشرطة الاحتلال التي اقتحمت منزل الشهيد.
واندلعت مواجات عديدة في أحياء القدس المحتلة، من بينها محيط جامعة القدس، حيث حاول الشبان تحطيم أجزاء من جدار الفصل العنصري هناك، كما اندلعت مواجهات في بلدة الرام وعناتا وبلدة الطور وحي رأس كبسة في بلدة العيزرية.
كما تمكن الأهالي من أداء صلاة الفجر في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى المبارك، رغم تشديدات الاحتلال وحرمانه عدداً كبيراً من دخوله، منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”.
انتهاكات لا تتوقف
على صعيد انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق القدس وأهلها؛ خلفت قوات الاحتلال دمارا كبيرا في منزل عائلة آدم أبو الهوى منفذ عملية الطعن بالقدس، كما اعتقلت عدداً من أفراد عائلته واعتدت بشكل وحشي على النساء خلال اقتحام منزلهم في بلدة الطور بالقدس المحتلة.
وفرضت قوات الاحتلال إغلاقا على طريق الصوانه في بلدة الطور بالقدس المحتلة، كما منعت الأهالي من دخول البدة القديمة بالقرب من باب الساهرة، في الوقت الذي اقتحم فيه 129 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك بحراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال.
واقتحمت قوات الاحتلال عدة مناطق متفرقة في أحياء القدس، من بينها محيط جامعة القدس في أبو ديس، ورأس خميس وحي وادي الجوز والحارة الوسطى ببلدة سلوان ومنزلا في بلدة أم طوبا، كما اعتدت على شاب أثناء تواجده في محل تجاري ببلدة الطور.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط وأطلقت القنابل المسيلة للدموع، كما استهدفت الصحفيين بقنابل الصوت خلال اقتحامها بلدة الرام، وأطلقت الرصاص الحي باتجاه الشبان، واندلع حريق عقب إطلاق قوات الاحتلال القنابل الغازية في مخيم شعفاط.
واصطدم جيب للاحتلال بمركبة فلسطيني عند حاجز جبع شمال شرق القدس المحتلة، يذكر أن الجيب سار بالاتجاه المعاكس واصطدم بالمركبة مما أدى إلى وقوع إصابات بين الركاب.
مداهمات واعتقالات
تواصلت اعتقالات الاحتلال بحق أهالي القدس، حيث اعتقلت شاباً وفتاتين خلال اقتحامها لمنزل منفذ عملية الطعن بالقدس آدم أبو الهوى.
كما اعتقلت قوات الاحتلال السيدة مرام عليان من القدس القديمة، والمقدسي والأسير المحرر يعقوب أبو عصب من منزله، وداوود عبدالله شرف من حي رأس العامود، وأمير سلايمة ونمر شويكي من مخيم شعفاط شمال شرق القدس، والمقدسي محمود جاسر أبو الهوى، والطفلين محمد وسند الكسواني من بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة.
واعتقلت قوات الاحتلال الشابين حمزة ومحمد عليان ووالدهما عليان حمدان والشاب كمال شريف من بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، بالإضافة للمقدسي محمد منذر عطية من شارع نابلس، والشاب علاء درويش من بلدة العيساوية، والفتى قصي عمران عبيد من حي الشيخ جراح، والشاب إبراهيم محمد مشاهرة من منزله في بلدة جبل المكبر، كما اعتقلت الشاب محمود إلياس أبو طير من بلدة أم طوبا، والشاب محمد جمال سعيده من حي وادي الجوز.
ومددت محكمة الاحتلال اعتقال المقدسي عبد الرحمن ركن حتى الخميس المقب، فيما أصدرت حكماً بالاعتقال الإداري مدته ستة أشهر بحق وليد عليان من بلدة العيساوية بالقدس المحتلة، فيما أفرجت عن الأسيرة إليسار أبو حسنا، بشرط الإبعاد عن حي الشيخ جراح.