تصاعدت انتهاكات وجرائم الاحتلال في القدس المحتلة والمسجد الأقصى خلال شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، كما تواصلت حملات الاعتقال وعمليات الهدم والاقتحامات وإطلاق النار، واعتداءات المستوطنين.
شهداء واحتجاز جثامين
في الـ7/10/2024 استشهد الطفل حاتم سامي غيث 13 عاماً، من بلدة سلوان، ى بعد إصابته برصاصة بالبطن خلال اقتحام القوات مخيم قلنديا شمال مدينة القدس.
وفي الـ27/10/2024 استشهد الشاب سامي يحيى العامود 40 عاماً، من مخيم شعفاط، بعد تنفيذه عملية دهس على الطريق الواصل بين “عناتا وحزما” شمال شرق مدينة القدس، واحتجز جثمانه.
المسجد الأقصى
وشهد أكتوبر الماضي، أوسع اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، حيث تزامن الشهر مع أطول موسم للأعياد اليهودية، فبدأ بــ “عيد رأس السنة العبرية، ثم عيد الكيبور “الغفران”، وتلاه أسبوع “عيد العرش”، وانتهى بعيد “فرحة التوارة”، إضافة الى سابقة خطيرة جرت باقتحام مستوطنين اثنين الأقصى يوم الجمعة، والنفخ بالبوق وسط الأقصى.
واقتحم المسجد الأقصى خلال شهر تشرين الأول الماضي أكثر من 10،130 مستوطنا، وكانت الأيام الأكثر عددا في الاقتحامات هي “رأس السنة العبرية” في الثاني والثالث من شهر تشرين الأول بواقع 1050 مستوطنا، و “عيد الكيبور/ الغفران” في العاشر من شهر تشرين الأول بوااقع 334 مقتحماً، و5977 مستوطنا في “عيد العرش” من السابع عشر حتى الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول.
وخلال اقتحامات الأقصى وخاصة خلال فترة الأعياد، أدى المستوطنون الصلوات العلنية والفردية والجماعية كالرقص والغناء والانبطاح، إضافة الى النفخ بالبوق وتقديم القرابين النباتية “الخاصة بعيد العرش”، ورفع العلم الإسرائيلي، ومباركة “الزفاف، والبلوغ”.
أما الانتهاك الأخطر الذي سجل في الأقصى خلال شهر تشرين الأول، كان في الرابع من الشهر قبل آذان عصر الجمعة، حيث اقتحم مستوطنان “بالملابس الدينية/الشال”الطاليت” المسجد الأقصى المبارك، عبر باب القطانين -أحد أبواب الأقصى الواقع بالجهة الغربية منه،” وسارا باتجاه الساحة بين المصلى القبلي والمرواني، الجهة الجنوبية للأقصى، وخلال سيرهما قاما بالصلاة ثم نفخا بالبوق وانبطحا أرضا.
حظر “وكالة الأونروا
أواخر شهر تشرين الأول الماضي، أقرّ الكنيست الإسرائيلي، القانون الذي يحظر نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، والقانون الذي يحظر نشاط الوكالة داخل فلسطين المحتلة، إضافة الى قانون يحظر الاتصال معها.
وبداية شهر تشرين الأول، قررت ما تُسمى “سلطة أراضي إسرائيل” مصادرة أراضي مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في القدس المحتلة، وإقامة مشروع استيطاني، يشمل 1440 وحدة سكنية.
اعتداءات المستوطنين
وتواصلت اعتداءات المستوطنين على المقدسيين وممتلكاتهم، ففي مستوطنة “أرمون هنتسيف” في قرية جبل المكبر، قام المستوطنون أواخر شهر تشرين الأول، بملاحقة شابين فلسطينيين، وأشهروا السلاح باتجاه أحدهم إضافة الى ملاحقتهم بمركبتهم، وتوجيه الشتائم ضدهم، فيما قامت الشرطة باعتقال أحد الشبان.
وفي حي رأس العامود في بلدة سلوان، قام المستوطنون بإطلاق الرصاص “بالهواء” بصورة عشوائية في الحي، بالتزامن مع تواجد عشرات المركبات والمشاة في الشارع، كما قاموا بملاحقة المتواجدين بالضرب والشتائم، واعتدوا على أحد الشبان بأعقاب أسلحة كانت بحوزتهم، كما اعتدوا بالضرب على مسن، واغلقوا الطريق أمام سير المركبات.
وحرض المستوطنون على الشيخ عكرمة صبري- رئيس الهيئة الإسلامية العليا وامام وخطيب المسجد الأقصى المبارك-، مطالبين وزير الأمن الداخلي بهدم منزله في الصوانة بحجة انه “بناء غير قانوني”.
كما قام المستوطنون بإلقاء الحجارة باتجاه منازل الأهالي ومركباتهم في قرية ام طوبا “جنوب القدس”، وقاموا بتخريب مركبات ودراجات نارية لمقدسيين في البلدة القديمة.
وخلال شهر تشرين الأول الماضي، اقتحم المستوطنون الأراضي في حي وادي الربابة في سلوان، وقاموا بقطف أشجار الزيتون في وقت تفرض على العائلات القيود والمضايقات لجني المحصول السنوي، إضافة الى منع أصحاب الأراضي من العمل داخل أراضيهم من قبل المستوطنين والشرطة.
الاعتقالات
ورصد مركز معلومات وادي حلوة- القدس 1619 حالة اعتقال من مدينة القدس، من بينهم” 26 فتى “أقل من 18 عاماً، 3 إناث”، 1360 شابا من حملة “هوية الضفة الغربية” بحجة الدخول الى القدس بطريقة غير قانونية.
ومن بين المعتقلين الفتى الجريح محمد أبو هاشم 16 عاما من بلدة العيسوية، حيث اعتقل بعد إطلاق الرصاص باتجاهه، مما أدى الى إصابته برصاصتين “رصاصة بالظهر واستقرت بجانب الرئة اليسرى، ورصاصة في القدم”، وقضى عدة أيام في مستشفى هداسا قبل نقله الى مستشفى سجن الرملة، ونهاية الشهر الماضي أفرج عنه بشرط الحبس المنزلي.
ونفذت حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من الشبان في قرية عناتا، إَضافة الى حملة اعتقالات في مخيم شعفاط وكفر عقب.
أواخر تشرين الأول الماضي، أصدرت المحكمة في حيفا حكما بالسجن الفعلي ضد الأسيرة المقدسية المحررة فدوى حمادة، لمدة عامين.
وحددت المحكمة تاريخ 17 تشرين الثاني الجاري لتنفيذ الحكم، إلا أن المحامي طلب تجميده لإمكانية الاستئناف على القرار.
والأسيرة فدوى حمادة –أم لخمسة أبناء-، اعتقلت عام 2017 وحكم عليها بالسجن الفعلي لمدة 10 سنوات، وقد تحررت في “الدفعة الثانية” من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس في شهر تشرين الثاني الماضي.
كما رفعت دعوى قضائية على أسيرة مقدسية محررة بمطالبتها وعائلتها والسلطة الفلسطينية، بغرامة مالية “20 مليون شيكل”، تعويضاً لمستوطنة، علما أن الأسيرة تحررت في “صفقة التبادل العام الماضي”.
وخلال تشرين الأول، تواصل استهداف الأسرى والأسرى المحررين وعائلتهم ومن بينهم “الأسرى الذين تحرروا في صفقة التبادل” باقتحام منازلهم وتفتيشها ومصادرة بعض المحتويات “أموال أو مصاغ ذهبي”، إضافة الى تحرير مخالفات عشوائية بحق العائلات، وسحب وإلغاء تراخيص “المركبات والدراجات النارية”.
واقتحمت القوات منزل الشهيد المقدسي علي العباسي في حي عين اللوزة، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، وحذرت العائلة على مدار اليوم من التجمع داخل المنزل أو خارجه، وهددت باعتقال أفراد العائلة، كما تمركزت القوات على باب المنزل.
مصادرة أراضي في قرية ام طوبا
قامت سلطات الاحتلال بأعمال تسوية لأراضي في قرية أم طوبا جنوب القدس، دون إبلاغ أصحاب الأراضي، مستندة في ذلك الى ما يعرف بقانون “تسوية الأراضي الإسرائيلي”، حيث قامت بتسجيل نحو 63 دونمًا من أراضي البلدة باسم “الصندوق القومي اليهودي”، مما يهدد بإخلاء ما يقارب 30 منزلًا يعيش فيها 139 مقدسيا.
سلب أراضي في سلوان
واستولى مستوطنون بشكل متزامن على قطعتي أرض في حي الفاروق وحي وادي حلوة في سلوان، بعد تسريبهما من المالك، وقام المستوطنون فور دخول القطعتين، بوضع الكاميرات والأسوار الحديدية والأسلاك الشائكة، إضافة الى تغيير الأقفال.
كذلك أعلنت شرطة الاحتلال، نيتها بناء “مقر أمني” في شارع الواد داخل القدس القديمة، مكون من 3 طوابق، وطالبت الشرطة الجهات المختصة اصدار التراخيص اللازمة للبدء بالبناء.
هدم وإغلاق
وتواصلت عمليات الهدم وإغلاق المنشآت في مدينة القدس، ورصد هدم وإغلاق 16 منشأة بشكل كلي أو جزئي، منها 4 منشآت أغلقت لمدة شهر بحجة “تشغيل أو إإيواء عمال من الضفة الغربية و 10 منشآت هدمت ذاتيا بشكل قسري بأيدي أصحابها.
كما تواصل توزيع “إخطارات وقرارات الهدم والاستدعاءات للبلدية”، فيما منعت شرطة الاحتلال إقامة “صلاة الجمعة” في خيمة اعتصام سلوان، نتيجة تزايد قرارات الهدم التي تهدد المنازل في القدس عامة وسلوان خاصة، حيث اقتحمت القوات مكان الصلاة ومنعت الوصول اليها وهددت الشبان بالقمع والاعتقال.
إبعادات
تواصلت قرارات الإبعاد، حيث رصد مركز معلومات وادي حلوة- القدس، 20 قرار إبعاد “عن مدينة القدس، المسجد الأقصى، القدس القديمة”، واستهدفت الابعادات عن القدس عددا من الأسرى المحررين.