نابلس–
زفت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية أبنائها المقاومين معاذ سعد المصري وحسن قطناني، اللذين استشهدا بعد قرابة شهر من ملاحقة قوات الاحتلال لهما عقب تنفيذهما عملية إطلاق نار قرب مفرق الحمرا في منطقة الأغوار ثأراً للحرائر في المسجد الأقصى.
وأكدت الكتلة الإسلامية أن مسيرة جهاد الشعب الفلسطيني ومقاومته مستمرة ومتصاعدة حتى تحرير الأرض والمقدسات، وأن أبطال القسام الميامين سيبقون للعدو بالمرصاد يقاتلونه ويثخنون فيه دفاعاً عن المسجد الأقصى، وثأراً لدماء الشهداء وعذابات الأسرى.
صباح أمس الخميس، تسللت وحدة خاصة من جيش الاحتلال إلى داخل البلدة القديمة، واستهدفت المقاومين أثناء تحصنهم في منزل الشهيد إبراهيم جبر الذي رافقهما خلال مطاردتهما وآواهما في منزله داخل البلدة القديمة.
وتحصّن المقاومان “المصري و”قطناني” في منزل الشهيد إبراهيم جبر (45 عامًا)، الذي فتح منزله ليكون حضنًا لهما، رغم مرضه بالسرطان، حيث يعيش وحيدًا في منزله بعد وفاة والديه.
أبناء الكتلة في النجاح
وعن حياة الشهيدين ذكر مقربون أن الشهيدين معاذ المصري (35 عامًا)، وحسن قطناني (35 عامًا) كبرا سويًا في مخيم عسكر شرقي نابلس، فكانا من روّاد المساجد، ونشطا في صفوف حركة “حماس” داخل المخيم، وتعرضا للاعتقال في سجون الاحتلال.
وفي جامعة النجاح الوطنية كان الشهيدان المصري وقطناني كادرين فاعلين من كوادر الكتلة الإسلامية، فكانت محطة مهمة في صقل شخصيته الفدائية المقاومة.
وعُرف الشهيدان بطيب ودماثة أخلاقهما، وحبهما لمساعدة الآخرين والقيام بأعمال الخير، والمشاركة في تنظيم دورات تحفيظ القرآن في مساجد المخيم.
والشهيد “قطناني”، متزوج وأب لطفلين، وكان قد اعتقل في سجون الاحتلال لعامين ونصف، وخلال دراسته في جامعة النجاح الوطنية برز كناشط في صفوف الكتلة الإسلامية، وهو ابن عم الشهيد عثمان قطناني، الذي استشهد عام 2001 في استهداف قادة حركة حماس بنابلس جمال منصور وجمال سليم.
وهو شقيق زوجة عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، الأسير المحرر في صفقة وفاء الاحرار والمبعد خارج فلسطين.
حافظ القرآن
أما الشهيد معاذ المصري، فكان من الناشطين في مساجد مخيم عسكر، وحافظ ومحفظ للقرآن الكريم، وهو متزوج، وخريج كلية الرياضة بجامعة النجاح الوطنية، وأحد أبناء الكتلة الإسلامية فيها.
وولد المصري لأب يعمل موظفا في بلدية نابلس، ولأم معلمة ومربيّة أجيال أحسنت تربية الأجيال كما أحسنت تربية أبنائها، وهو الشقيق الثاني لـ5 أشقاء ذكور، اعتقله الاحتلال الإسرائيلي لعدة أشهر.
أما الشهيد إبراهيم جبر (45 عامًا)، الذي آوى المقاومين “قطناني” “المصري”، وقدّم لهما المعونة رغم مرضه بالسرطان، فقد كان يعيش وحيدًا بعد وفاة والديه في منزله في البلدة القديمة، إلا أنه لم يتأخر عن تقديم المساعدة لرفيقيه.
وأكد مقرّبون من الشهيد جبر أنه كان شابا باع عمره كله من أجل المقاومة والشهادة التي لطالما تمناها، ولمّا ظهر “عرين الأسود”، كان إبراهيم “مقاوما من عناصر عرين الأسود”.
واستطاع “المصري” و”قطناني” تجاوز ملاحقة الاحتلال لهما منذ قرابة شهر بعد تنفيذ العملية، رغم انكشاف هويتهما، وعثور الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مركبتهما التي نفذا بها عملية إطلاق النار في أحد شوارع مدينة نابلس، وهو ما شكّل نجاحًا كبيرًا أمام المنظومة الأمنية الهائلة والمتطورة لقوات الاحتلال.
يُذكر أن عملية الأغوار وقعت صباح يوم السابع من أبريل/ نيسان الماضي على الشارع الاستيطاني 57 بالقرب من مفترق الحمرا شمال الضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل 3 مستوطنات من مستوطنة إفرات في بيت لحم.
وشيّعت مدينة نابلس الشهداء بموكب مهيب جاب شوارع المدينة، انطلاقًا من مستشفى رفيديا الحكومي، باتجاه ميدان الشهداء حيث تمت الصلاة عليهم هناك، قبل الانطلاق لمنازل الشهداء لإلقاء نظرة الوداع عليهم ودفنهم في مقابر المدينة.
وزفت كتائب القسام أبطال عملية الأغوار ردا على العدوان على الأقصى، مؤكدة لشعبها وأمتها أنها ستظل على عهد الشهداء وفيةً للمسرى والأسرى، وسيجدنا شعبنا دوماً في الصف الأول في كل ميدان للكرامة والثأر والانتصار.
كما نعت حركة حماس شهداء القسام في نابلس، الذين ارتقوا خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال التي اقتحمت حارة الياسمينة في البلدة القديمة بنابلس صباح اليوم.
وقالت الحركة في بيان، إننا “نزفّ هذه الكوكبة من شهداء المقاومة وأبطال كتائب الشهيد عز الدين القسّام في نابلس، ونعاهد شعبنا على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة دفاعاً عن القدس والأقصى، وحتى تحرير فلسطين واستعادة حقوق شعبنا الوطنية كاملة”.