الضفة المحتلة-
كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ المجاهد القسامي الشهيد المعتز بالله الخواجا. من بلدة نعلين في رام الله، عدة عمليات إطلاق نار استهدفت جنود الاحتلال قبل عمليته الأخيرة في شارع “ديزنغوف”. وسط تل أبيب يوم الخميس الماضي.
وفي تقرير خاص بالشهيد الخواجا نشره موقع القسام اليوم السبت، قالت الكتائب إن القسامي المعتز بالله نفذ عمليات إطلاق نار. صوب جنود الاحتلال المتمركزين قرب جدار الفصل العنصري على تخوم بلدته نعلين غرب رام الله.
وإلى جانب عمليات إطلاق النار شارك الخواجا في إلقاء زجاجات حارقة وأكواع متفجرة على أهداف للاحتلال. كما اعتقل نحو أربع سنوات في سجون الاحتلال كان آخرها لمدة 22 شهرًا، وأفرج عنه عام 2020م.
والمعتز بالله هو نجل الشيخ المجاهد صلاح الخواجا (51 عامًا)، من قيادات حركة حماس في الضفة. الذي اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال وتعرض للملاحقة والمطاردة لسنوات.
عرف القسامي منذ طفولته محباً للناس، نبيلاً معطاءً شجاعاً. لم يستطع أن يكمل مشواره التعليمي بسبب اعتقاله في سجون الاحتلال قبل أن يكمل الـ17 من عمره.
يقول الشيخ صلاح الخواجا إن ابنه كان خلوقاً، طيبا،ً مصلياً، صائماً، مرضياً، باراً بوالديه، موضحاً أنه كان يعمل في محل أدوات منزلية.
وحول حادثة استشهاده، والده الصابر المحتسب تحدث قائلاً:” الحمد لله رب العالمين، شهادته كافية، داعياً الله أن يتقبله من الشهداء”.
تتوعد العدو بالمزيد
أطلق القسامي العنان لمسدسه مصوباً رصاصاته تجاه قطعان المستوطنين. يسابق الزمن بينما يفرون من أمامه وهم يصرخون في ذعر، قبل أن ينقض عليهم، هكذا قرر المعتز بالله أن يثأر.
وقالت الحركة -في بيان لها- إن العملية“ جاءت في سياق الرد الطبيعي على جريمة الاغتيال في بلدة جبع. ومجزرة جنين الثلاثاء، وجرائم الاحتلال اليومية التي تصاعدت بحقّ أهلنا ومدننا ومقدساتنا بتحريض فجّ من حكومة الاحتلال الفاشية”.
وتوعدت الحركة بالمزيد من الضربات الموجعة في كل أنحاء أرضنا المحتلة طالما استمر عدوانه وتصاعدت جرائمه. فشعبنا متأهبٌ للدفاع عن نفسه والانتقام لدماء شهدائه، مهما غلت التضحيات.
من جهته، علق إعلام العدو على ما جرى بالقول إنها “عملية صعبة”، أصيب خلالها 5 مغتصبين جراح 2 منهم خطيرة جداً. بعد تعرضهم لإطلاق النار في الرأس مباشرة.
جحيم ديزنغوف
أعادت عملية (المعتز بالله) إلى الذاكرة اسم شارع “ديزنغوف” الشهير لعمليات نوعية موجعة نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام. وحملت معها الموت الزؤام لكيان الاحتلال وأربكت حسابات قادته.
ففي 19 تشرين أول/أكتوبر 1994م كان الشارع هدفًا لأحد أقوى العمليات الاستشهادية التي نفذتها كتائب القسام في ذلك الحين.
وبتخطيط وإشراف المهندس يحيى عياش نجحت كتائب القسام آنذاك في تنفيذ عملية الرد على مجزرة المسجد الإبراهيمي في الخليل. والتي نفذها الاستشهادي القسامي صالح نزال ليفجر نفسه داخل حافلة ركاب في شارع “ديزنغوف”. مما أدى إلى مقتل 22، وجرح ما لا يقل عن 40 آخرين.
وبعد أعوام عاد شارع “ديزنغوف” إلى واجهة الصراع، حيث شهد عدد من العمليات المسلحة خلال الفترة الأخيرة. خلفت قتلى وجرحى، وأتت عملية “المعتز بالله” لتكرس شعور فقدان الأمن والأمان وهشاشة الكيان.
وأما حالة إفلاس العدو الصهيوني، تبقى دماء شهداء القسام شاهدة عند الله أن هناك رجال ما وهنوا ولا عرفوا للراحة طعماً. وعرفوا أنَّ هذه التضحيات ستثمر نصراً وعزاً وإيلاماً لأعدائهم، وقهراً وذلاً لمن باع أرضه ووطنه.