استقبل الأسير القيادي في حركة حماس عبد الجبار جرار في أسره خلال الساعات الماضية خبر إصابة زوجته وفاء جرار عقب اعتقالها، وما تلاه من بتر الاحتلال لقدميها.
وأفادت عائلة جرار أن بالحمد واستذكار حبها وطيب عشرتها، وبهذه الكلمات والمشاعر استقبل الأسير عبد الجبار جرار داخل أسره خبر بتر الاحتلال لأقدام زوجته وفاء جرار.
وأوضحت زيتونة جرار نقلا عن المحامي الذي أوصل لوالدها خبر إصابة والدتها قائلة: ” بالحمد واستذكار حبها وطيب عشرتها.. بهذه الكلمات والمشاعر استقبل والدي الأسير عبد الجبار جرار داخل أسره خبر بتر الاحتلال لأقدام أمي وحبيبته وشريكة عمره وفاء”.
ولفتت إلى أن القيادي جرار قال: “أم حذيفة أصدق مني، وربنا اختارها واصطفاها ورجليها سبقونا عالجنة”، وأضاف ” أنا بحبها كثير”.
إصابة ومعاناة
وأصيبت الناشطة وفاء جرار (51 عاما)، عقب اعتقالها من منزلها في جنين يوم 21 أيار/ مايو الماضي، ونتيجة إصابتها بترت قوات الاحتلال قدميها من فوق الركبة، ويفرج عنها في الـ30 من ذات الشهر بحالة صحية صعبة جدا، ما زالت في العناية المركزة حتى اللحظة.
والقيادي عبد الجبار جرار، مواليد عام 1966 في قرية الجديدة بمحافظة جنين، متزوج ولديه ولدان وبنتان، يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، ويعمل في مدارس جنين الحكومية وأحد أبرز رجالات الإصلاح فيها وشخصياتها الوحدوية.
وأم حذيفة “وفاء جرار” ناشطة سياسية عرف عنها مشاركتها الواسعة في نشاطات الأسرى وذوي الشهداء، فكانت بلسما لذوي الأسرى والشهداء تطبطب عليهم وتداوي جروحهم.
أم حذيفة هي التي عانت عبر أكثر من 30 عاما تعرضت فيها عائلتها لتنكيل واسع اعتقل فيها زوجها هو عشرات المرات واعتقل أبناؤه ولوحقوا وحرمت العائلة من أي شكل من أشكال الفرحة بشكل متعمد.
حرمان طويل
وفي مقابلة سابقة، كانت قد قالت وفاء جرار، إن الاحتلال وعبر سنوات طويلة حرم العائلة من مناسبات عديدة، حيث أوضحت أن لديه 4 أبناء لم يتمكن من حضور ولادة أي منهم، ولم يكن حاضرا كذلك في نجاحهم بالثانوية العامة أو تخرجهم من الجامعات.
وأضافت جرار أن الاحتلال زيادة في التنكيل بالعائلة حرمه كذلك من حضور زفاف ابنه البكر “حذيفة”، حيث أصر الاحتلال على حرمانه من المشاركة في الزفاف عبر اعتقاله قبل الزفاف والإفراج عنه بعد الزفاف، حيث غيّبه في تلك الفترة لمدة 8 أيام، للتنغيص على العائلة.
وحسب جرار، لم تكتف سلطات الاحتلال بحرمانه من الأفراح، بل حتى الأتراح والأحزان، حيث في عام 2011 فقد الشيخ عبد الجبار والدته، وفقد شقيقه الأكبر عام 2016، وفقد شقيقته وعمته وخالتها، كل ذلك وهو مغيّب داخل السجون.
وفقد القيادي جرار شقيقه الثاني عبد الفتاح الجرار إثر إصابته بفيروس كورونا في العام 2020، كما فقد عددا من إخوانه المقربين في قيادة حماس ورفاق دربه في الجهاد والمقاومة والأسر وأبرزهم القيادي عمر البرغوثي والقيادي وصفي قبها.
الإهمال الطبي
وتعمد الاحتلال عبر سنوات اعتقاله سياسة الإهمال الطبي بحق القيادي جرار، وكل الآلام باتت اليوم مرتبطة ببعضها البعض، حيث شهدت الشهور الماضية ارتفاعا كبيرا في الضغط والسكري بسبب الالتهابات القوية، وكل ذلك يقابل بإهمال طبي واضح بحقه وبحق الأسرى جميعا.
وكذلك بسبب ما يعانيه أبو حذيفة من أمراض متعددة من الضغط والسكري وآلام المفاصل والغضاريف إلى جانب التهاب حاد بوتر قدمه اليسرى، ولا يقوى على السير أو الوقوف إلا بعكاز، كما أنه لا يستطيع ثني ركبته.
الإهمال الطبي لم يقتصر على أبو حذيفة؛ فعلى ما يبدو أنه طال أم حذيفة التي بترت قوات الاحتلال قدميها من فوق الركبة، خلافا لما أخذت الموافقة عليه من العائلة أن يكون البتر أسفل الركبة.
فقد تقدمت عائلة جرار، بطلب لاسترداد ساقي أم حذيفة المبتورتين، من أجل دفنهما حسب الشريعة الإسلامية، إلى جانب الحصول على ملفها الطبي، بعد تلميح سلطات الاحتلال بالتخلص من الأطراف، ما يشكل انتهاكا جديدا يضاف إلى الجريمة المرتكبة.
وطالبت العائلة بتوضيح ما جرى يوم 27 أيار، اليوم الذي خضعت فيه أم حذيفة لعملية بتر تحت الركبة لساقيها، وذلك بعد أن تم أخذ موافقة عائلة المصابة وبمتابعة محاميها، ليتبين لاحقا أن عملية بتر أخرى تمت لساقيها فهوق الركبة، دون أخذ موافقة عائلة المصابة، كونها تحت تأثير التخدير وأجهزة التنفس الاصطناعي، وليضاف هذا الانتهاك إلى سياق الجريمة التي نفّذت بحقّها.