وصف القيادي في حركة حماس الشيخ ماجد حسن اتفاقية أوسلو بالنكبة الثالثة التي حلت بالشعب الفلسطيني بعد نكبتي عامي 1948، و1967.
وتابع “ثلاثون عامًا من التيه السياسي والوعود التي لم يتحقق منها شيئًا، بل حلت علينا المآسي بسببها، وأصبح الفلسطيني يعتقل أخاه ويعذبه، حتى وصلت الأمور لقتله من أجل الحفاظ على أمن الاحتلال ويوفر له أجواءً لم يكن يحلم بها”.
وأشار إلى أن الاستيطان تضاعف عدّة مراتٍ، حيث زادت أعداد المستوطنين أكثر من عشرة أضعاف، وتصاعدت الاعتداءات على البشر والمقدسات والحجر والشجر، بصورةٍ لم يعرف التاريخ الفلسطيني لها مثيلًا”.
وبين أن الاتفاقية حققت الأهداف الاستراتيجية للاحتلال الإسرائيلي، وفي مقدمتها الاعتراف الفلسطيني الرسمي بدولة الاحتلال، كما شكلت الاتفاقية تمهيدًا للتطبيع العربي الرسمي لكثيرٍ من الدول العربية مع الاحتلال.
وواصل “حسن” “لقد حولت هذه الاتفاقية المشروع الوطني الفلسطيني من مشروع وطني تحرري قدم الشعب الفلسطيني من خلاله عشرات الألاف من الشهداء والأسرى والجرحى، إلى مشروع هدفه توفير الرواتب لموظفي السلطة، وبعض مشاريع البنية التحتية المشروطة، مقابل توفير الامن للمحتل ،وملاحقة المقاومين والزج بهم في أقبية السجون.
وأردف بالقول “الآن وبعد انكشاف عورة الاتفاقية المشؤومة، وبانت سوأتها ووصل المشروع السياسي إلى نهايةٍ فاشلةٍ محتومة، والتي حذر منها المخلصون من أبناء الشعب الفلسطيني، لم يبقَ أمام كل إنسان حر ومخلص إلا أن يؤمن بخيار المقاومة كسبيلٍ وحيدٍ وأحد لإنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية بالحرية والاستقلال والعودة ودحر الاحتلال عن هذه الأرض المباركة”.
وأكد “حسن” أن المقاومة أثبتت أنها السبيل الأنجع والأمثل لاسترداد الحقوق، وكانت السبيل أمام الشعب الجزائري والفيتنامي واللبناني، لطرد الاحتلال واسترداد أرضه، كما كانت سبيلًا لطرد الاحتلال من غزة.
وأشاد بالمقاومة الباسلة التي طردت الاحتلال في غزة وأجبرته على إخلاء مستوطناته ويولي هاربًا من غزة بجنوده ومستوطنيه.
ولفت إلى أنه بعد اتضاح الحقيقة المرة، فلا مجال لأبناء الشعب الفلسطيني أن يراهن على أوسلو ومسارها قائلًا “لقد دفن المحتل أوسلو وشبعت موتًا، بعد أن حصل من خلالها على كل أهدافه، وبعد أصبح في دولة الكيان عتاة الصهاينة المتطرفين، والذين يسابقون الزمن لحسم الصراع لصالحهم، وإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل”.
ونوه أن الرهان الوحيد لاسترداد الحقوق الفلسطينية المسلوبة هو وحدة أبناء الشعب الفلسطيني القائمة على التمسك بالثوابت الفلسطيني والتوحد حول خيار المقاومة بكل أشكالها، ومن ثم تشكيل قيادة فلسطينية تؤمن بالشراكة الوطنية ولديها الاستعداد لدفع الثمن.