نابلس –
خرجت جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، كوكبة من شهداء الشعب الفلسطيني ممن سلكوا طريق الحرية، يتقدمهم قادة وأبناء الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة حماس.
قادة سطروا بأفعالهم أحرفا من ذهب في سجل المجد الفلسطيني، حتى تحولوا إلى أيقونات يفخر التاريخ بذكرهم، فكان لهم البصمة الواضحة في العمل الطلابي والدعوي والجهادي، فأذاقوا الاحتلال العلقم وتسبب له بحالة من الرعب تجندت لأجلها كل أجهزته الأمنية والمخابراتية للوصول إليهم في محاولة فاشلة لإخماد جذوة المقاومة التي أورثوها لمن خلفهم من جيل طلابي يحفظ الوصية ويصونها جيدا.
الاستشهادي حامد أبو حجلة
الاستشهادي القسامي حامد فالح أبو حجلة كان على موعد مع الشهادة في مدينة “نتانيا” أم خالد في الداخل الفلسطيني المحتل، بعد أن نفذ عملية بطولية في الأول من كانون الثاني/يناير من عام 2001، أسفرت عن إصابة 55 مستوطنًا وتدمير 34 محلًا تجاريًا و24 سيارة، وسادت حالة من الرعب والهلع في صفوف المحتلين الذين كانوا يحتفلون برأس السنة الميلادية.
وكان قد التحق الشهيد بقسم الهندسة المعمارية بجامعة النجاح برز كأحد أبرز نشطاء الكتلة الإسلامية على مستوى الجامعة مما جعل إخوانه يرشحونه لعضوية مجلس الطلبة الذي قادته الكتلة الإسلامية للعام 1999-2000 حيث أصبح مسؤول لجنة التخصصات في مجلس الطلبة، وكذلك أمير الكتلة الإسلامية في كلية الهندسة.
القائد ثابت صلاح الدين
وفي الـ17 كانون الثاني/يناير من عام 2006، كان القائد القسامي ثابت صلاح الدين عيادة، (24 عاما) على موعد مع الشهادة بعد رحلة جهاد ومطاردة طويلة، وذلك خلال اشتباك مسلح خاضه ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم.
نالت جامعة النجاح الوطنية في نابلس شرف التحاق الشهيد في صفوف طلبتها في كلية الهندسة المعمارية، ومنذ أول أيام انضمامه لجامعة النجاح عام 2000 التحق بصفوف الكتلة الإسلامية جندياً مثابراً نشطاً متعاوناً مع إخوانه في مختلف نشاطاتهم الدعوية والأكاديمية والثقافية والاجتماعية، ليتسلم بعدها إمارة الكتلة في كليته، ومن ثم اللجنة الأكاديمية فيها، ويكون بعدها أحد قادة الكتلة الإسلامية في الجامعة.
وقد تحدث في العديد من الأحيان باسم الكتلة الإسلامية في محافل مختلفة، كما عمل إخوانه في الكتلة الإسلامية على تهيئته ليكون منسقها، إلا إن وضعه على قائمة المطلوبين لقوات الاحتلال الإسرائيلية في شهر ديسمبر من العام 2003 جعله يختفي عن العيون بعد اعتقال خلية تابعة لكتائب القسّام تنوي تنفيذ عملية استشهادية داخل الأراضي المحتلة منذ العام 1948.
الاستشهاد محمد الغول
وهذا الاستشهادي القسامي محمد هزاع الغول 24 عاماً، من مدينة طوباس شمال شرق الضفة الغربية، ارتقى شهيدا بعد أن صلى فجر الثلاثاء الموافق 18-6-2002م، وتوجه صائمًا إلى القدس المحتلة، وهناك اختار هدفه وهو الحافلة رقم (32)، ونفذ عملية استشهادية قتل فيها 20 مستوطنًا بينهم جنود وجرح أكثر من 74 آخرين.
وتميز الغول بتفوقه في تحصيله الدراسي، والتحق عام 1997 بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية، فانتقل للسكن في مدينة نابلس لمتابعة دراسته، وأصبح أميرًا للكتلة الإسلامية فيها، وفي عام 2001 التحق الغول بدراسة الماجستير في كلية الدراسات العليا تخصص شريعة بجامعة النجاح الوطنية.
الاستشهادي رائد مسك
ومن خليل الرحمن، كان للشهيد رائد عبد الحميد مسك موعد مع الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، حين انتسب لجامعة النجاح الوطنية من أجل الحصول على شهادة الماجستير، فكان أحد أبرز أبناء الكتلة الإسلامية فيها، ثم كان موعد مسك في القدس مع الشهادة، عندما توجهه لأداء عمليته البطولية.
تخفى “رائد” بزي مستوطنين يهود، وصعد في الـ19 أغسطس من عام 2003 إلى الحافلة رقم 12 التي كانت قد خرجت للتو من ساحة البراق، وكانت الحافلة مزدوجة حيث صعد رائد من الباب الخلفي، وتمكن من تفجير عبوته شديدة الانفجار، وتزن 5 كغم، وأدت عمليته البطولية لمقتل 20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين.
المجاهدة دارين أبو عيشة
لم تكن بنات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح بعيدة عن المقاومة والفداء، ففي يوم 27-2 -2002 انطلقت دارين إلى هدفها تحمل حزاما ناسفا حول جسدها الطاهر، ثم ساعات قليلة حتى تحدثت الأنباء عن عملية استشهادية أمام حاجز بيت سيرا العسكري، لترتقي شهيدة وتوقع القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال.
وكانت قد تلقت دارين في مدارس مدينة نابلس تعليمها حتى أنهت الدراسة الثانوية بمعدل ممتاز، أهلها لتكمل تعليمها في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية، حيث انتظمت في صفوف طالبات الكتلة الإسلامية، وقد كانت شعلة من النشاط تعمل بكل إخلاص والتزام حتى كانت قدوة لكل أقرانها وأخواتها في العمل الدعوي والميداني في الجامعة.
هم غيض من فيض، هم سحاب مثقلة بالخيرات والمقاومة والفداء لشعبنا، هم ابناء الكتلة وبناتها، الذين بقي إيمان الكتلة الإسلامية قادتها وكوادرها وكل محبوها بشعارهم الذي رفعوه دوما “علم ومقاومة وإبداع”، فكانوا نعم المعلمين ونعم المقاومين ونعم المبدعين في مقاومته وجهادهم واستشهادهم
ورغم ارتقاء خيرة قادتها شهداء، إلا أن الكتلة الإسلامية لم تعرف الكلل أو الملل ولم تردعها جرائم الاحتلال ومحاولاته المستميتة لثنيهم عن إكمال مشوار خدمة جموع طلبة النجاح، رغم حملات الاعتقال المسعورة المتواصلة ضدهم في كافة محافظات الضفة الغربية.