ما زال المستوطنون المتطرفون يحشدون إعلاميًا لضمان أكبر مشاركة ميدانية في ما تسمى “ذكرى خراب الهيكل” المزعوم، وذلك يوم السابع والعشرين من يوليو الحالي، بمباركة من الحكومة الصهيونية المتطرفة.
وتهدف جماعات الهيكل من خلال الاقتحام في ذكرى “خراب الهيكل” المزعوم لتحقيق أكبر رقم تاريخي للمقتحمين وتجاوز رقم العام الماضي والذي وصل لـألفين ومئتي مقتحمٍ.
وأشعلت ذكرى “خراب الهيكل” المزعوم ثورة البراق في العام 1929، حيث حاول المستوطنون السيطرة على حائط البراق بنفخ البوق ونصب الشمعدان، لتندلع أولى الثورات الكبرى على الاحتلال البريطاني على خلفية الاعتداءات على المسجد الأقصى.
وحذر الباحث المقدسي فخرى أبو دياب من إحياء ذكرى “خراب الهيكل” المزعوم، مؤكدًا أن الإحياء يتم بموافقة ومباركة حكومة الاحتلال وأن الكل الصهيوني متفق على العدوان على الأقصى.
وشدد على أن تأدية المستوطنين لصلاة “بركة الكهنة” نصف السنوية تطور خطير وغير مسبوق في باحات المسجد الأقصى المبارك.
من جانبه أكد الباحث المقدسي جمال عمرو إن حكومة الاحتلال ومستوطنيها يسعون لتهويد القدس، ويعملون على حسم ملف المسجد الأقصى من خلال توسيع الاقتحامات وزيادة أعداد المقتحمين وفرض طقوس جديدة وإقامة الصلوات التلمودية كافة.
وكان حذر خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، من خطورة وتداعيات المسيرات التي ينظمها المستوطنون، وتجوب البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة.
وقال الشيخ صبري في تعقيبه على مسيرات المستوطنين بالقدس، إنّ “الحرب الدينية في تصاعد مستمر”، مشدداً على أن المستوطنين يحاولون من خلال هذه المسيرات التي تجوب شوارع البلدة القديمة، إثبات وجود لهم عبر رفع الأعلام الإسرائيلية.
وأكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي مساء أمس، أن مسيرات المستوطنين الاستفزازية عند أبواب المسجد الأقصى تهدف إلى خلق حالة من التدفق اليهودي في المنطقة، بحيث يُصبح وجودهم أمر طبيعي، وأن يكون لديهم الجرأة للتقدم أكثر نحو الأقصى.
وحذّر بالقول “إذا استمر الواقع الحالي على ما هو عليه، فإننا سنصل إلى مرحلة ستكون أكثر خطورة، تُمكن الاحتلال من تنفيذ مخططاته الرامية لهدم المسجد الأقصى وبناء “الهيكل” المزعوم.
وكان قد أكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، أن الاحتلال يتحمل مسؤولية اعتداءات المستوطنين في المسجد الأقصى وحمايتهم بتيسير كل السبل لهم.
وبين أن ما قام به المستوطنون هو تأكيد على نوايا الاحتلال الخبيثة ضد القدس والمسجد الأقصى المبارك ودور العابدة الإسلامية والمسيحية.
وشدد أن شعبنا الفلسطيني لن يقف أمام كل اعتداء على الأقصى صامتا، وأن سيف القدس والمقاومة بجنين والشباب الثائر مستعدون لإعادة الكرة على الاحتلال.
ونظمت جماعات الهيكل المزعوم مساء أمس، مسيرة أعلام استفزازية حول أبواب المسجد الأقصى، تحضيراً لما يسمى ذكرى “خراب الهيكل” التي توافق 27 تموز/ يوليو الجاري.
ويوافق السابع والعشرين من شهر يوليو الحالي، ذكرى انتصار باب الأسباط وتفكيك البوابات الإلكترونية، ويوم التاسع من محرم بالتقويم الهجري.