تسابق سلطات الاحتلال الإسرائيلي الزمن في مخططاتها التهويدية في مدينة القدس المحتلة لتزوير هويتها وحضارتها، ومساعيها لمحاربة الإنسان المقدسي لتهجيره وكي وعيه، من خلال المهرجانات التهويدية ومحاولات “أسرلة” التعليم.
وتنفذ بلدية الاحتلال في القدس مهرجانات تهويدية قرب المسجد الأقصى المبارك، تهدف لتغيير معالم البلدة القديمة ومحيطها وتزوير التاريخ الفلسطيني.
وتتضاعف خلال هذه المهرجانات الاعتداء المقدسيين، حيث تتضمن عروضا موسيقية حتى منتصف الليل، ويستقدم الاحتلال لأجلها آلاف السياح اليهود.
وتتمثل أبرز المهرجانات التهويدية التي يقيمها الاحتلال في القدس بما يسمى بـ”الأنوار”، و”أوتوفورد”، و”الفن الدولي هوتزوت يوزار”، و”ألحان في البلدة القديمة”، و”المهرجان الدولي للضوء”.
وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، إن الاحتلال يتعمد تضييق الخناق على أهالي سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أبو دياب أن الاحتلال يضيق على أهالي سلوان عبر المشاريع التهويدية كالجسر المعلق أو المهرجانات الليلية الصاخبة، بهدف تهجيرهم والاستيلاء على المنطقة.
“أسرلة” التعليم
وتواصل سلطات الاحتلال محاولاتها الخبيثة لتهويد المدينة المقدسة، ولعل أبرز هذه المخططات التهويدية “أسرلة” المناهج الفلسطينية لخلق جيل مقدسي جديد يتشرب من الاحتلال معلوماته ويغيّر عقليته وتفكيره.
حالة من السخط عبر عنها المقدسيون، إزاء إعلان الاحتلال الصهيوني عن افتتاح أول مدرسة أساسية تدرج منهاج الاحتلال في منطقة كفر عقب شمال القدس المحتلة.
ومنذ عام 2018 يضخ الاحتلال في القدس أكثر من 25 مليون دولار أميركي سنويا بادعاء تطوير منظومة التربية والتعليم والنشاطات اللامنهجية.
وتتوزع الميزانية على بناء المدارس التي توفر التعليم المجاني وتطبق المنهاج الصهيوني، وينفذ في أروقتها وفي أروقة المراكز الجماهيرية نشاطات لا منهجية ضخمة يتم من خلالها التغلغل الناعم في عقول شباب وأطفال القدس بهدف كي وعيهم وسلخهم عن هويتهم الوطنية الفلسطينية.
وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة سابقا، إن الاحتلال يخوض حربًا ضروسًا في كل تفاصيل حياة المقدسيين، ويهدد هويتهم ووجودهم وحقهم في مدينة القدس.
وأوضح أن الاحتلال يسعى من ذلك الاستهداف إلى الوصول لـ”أسرلة” التعليم لتحقيق هدف موهوم بتغيير وعي الأجيال، ويهدف إلى التضييق على الطالب المقدسي لخفض جودة الخدمة التعليمية المقدمة لينتج شابا ينصرف عن الاستمرار في التعليم.
وأشار إلى أن الاحتلال يحرم المدارس في القدس التي ترفض الانخراط في المشروع الاحتلالي من فرصة التطوير والترميم.
وأشاد حمادة بمواصلة المقدسيين لتحدي مخططات الاحتلال ورفضهم سياساته رغم صعوبة الظرف، مؤكدًا أن “هذا يستدعي تضافر جهود كبيرة لدعم المقدسي وتثبيته في أرضه”.