القدس المحتلة:
قال النائب المبعد عن مدينة القدس أحمد عطون إن ما يجري في مدينة القدس بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، هي حرب مفتوحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي تجاه وجودنا ومقدساتنا.
واعتبر عطون أن اعتداءات الاحتلال في القدس استهدفت الأحياء والأموات والبشر والحجر والقبور، في استباحة لكل شيء “حتى لا نكاد نتعرف على ملامح مدينتنا التي عشنا وترعرعنا فيها من شدة مشاريع التهويد المتسارعة بحقها”.
حرب يومية
وأوضح أن مخططات الاحتلال في القدس ومحيط الأقصى يُعلن عنها شبه يومي من خلال بناء وحدات استيطانية جديدة ومصادرة الأراضي ومحاول وضع يد على العقارات، ومحاولة التضييق على الناس، وفتح مؤسسات احتلالية لا يريد أن ينازعهم فيها أحد.
وأضاف أن الاحتلال يسعى لفرض المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس في محاولة للاعتداء على ذاكرتنا وماضينا.
وأشار إلى أنه خلال العام الأخير كانت هناك مخططات للبناء الاستيطاني في منطقة جبل المكبر، وفُرضت قوانين جديدة بحق المسجد الأقصى ومحاولات الترميم فيه، ودخول المصلين والموظفين.
وفيما يتعلق بالمسجد الأقصى، أكد على أن اقتحامات قطعان المستوطنين وتأدية طقوسهم التلمودية والتوراتية في ساحاته تأتي وفق سياسة ممنهجة تتفق فيها كل مؤسسات الاحتلال في مسابقة للزمن لتنفيذ هذه المخططات وفرض وقائع على الأرض.
ولفت إلى أن “أي اقتحام للمسجد مصادق عليه من قبل المؤسسة الأمنية التي تقوم بحماية هذه الاقتحامات، والمؤسسة التشريعية تشرعنها، والقضائية تحمي هذه الاقتحامات، وكلها تعمل وفق منظومة كاملة ومتكاملة لفرض هذه الوقائع على الأرض بحق مقدساتنا ووجودنا وتاريخنا”.
دعوة للاستنفار
وقال النائب المقدسي إن تصريحات الاحتلال المتطرفة لتغيير وقائع في المسجد الأقصى يعكس حالة المجتمع الإسرائيلي التي أفرزت هذا الواقع ويعبر عن رؤية للمؤسسة الاحتلالية.
وأضاف: “في تقديري أن الاحتلال يرى الظروف مواتية جدا لتنفيذ هذه المشاريع والوقائع على مدينة القدس، لأن هناك صمت عربي وتواطؤ دولي وسكوت فلسطيني، وعدم استثمار لما نملك من أوراق ضغط كأمة عربية وإسلامية للضغط على الاحتلال”.
وتابع: “حتى الآن لم نستثمر ما نملك على الصعيد الدبلوماسي والاقتصادي والشعبي لكبح السعار الاحتلالي اتجاه القدس إن كان ما يتعلق بالمقدسات أو الإنسان التي تنهكه اعتداءات الاحتلال المقدسيين، ويقف المقدسي وحيدا في معركته دون مؤازرة حقيقية إلا القليل الذي لا يرتقي لمستوى التحدي”.
ودعا الجميع للاستنفار للدفاع عن مقدساتنا وهويتنا ووجودنا وذاكرتنا في القدس، مؤكدًا على ضرورة تظافر الجهود رسميا وشعبيا ومؤسساتيا.
وأردف: “نحن أصحاب الحق والقدس والأقصى لنا، وهي جزء من عقيدتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وجزء من عقيدة الأمة وعلى الأمة جميعا أن تستنفر من أجل الدفاع عن مقدساتها ووجودها وكرامتها”.
كما دعا أهلنا في القدس والداخل المحتل للمزيد من الرباط والصمود والتواجد في المسجد الأقصى، مشددًا على أن “معركتنا الحقيقية في القدس والأقصى معركة وجود وصمود حتى يزول الاحتلال إن شاء الله”.
المؤبد المفتوح
وبشأن الأسرى داخل سجون الاحتلال، أكد النائب عطون أن معنوياتهم عالية ولكنهم بحاجة إلى الحرية، داعيًا الجميع أن يقوم بكل الوسع من أجل الإفراج عنهم، مشيرًا إلى أن هناك هجمة حقيقية تشن على الحركة الأسيرة داخل السجون.
وقال إن الاعتقال الإداري سيف مسلط على رقاب شعبنا وقياداته ونخبه وكوادره ومثقفيه، مشددًا على ضرورة “أن يكون هناك حراك جاد من أجل كبح سعار الاحتلال في هذا الانتهاك الذي أطلق عليه المؤبد المفتوح”.
وأكمل: “أمضيت 17 عاما منها أكثر من 9 سنوات في الاعتقال الإداري، ومن الأسرى أكثر من ذلك دون أي تهمة، فما تلبث أن يفرج عنك حتى تعود تحت ذرائع ملفات سرية، يعمل الاحتلال من خلالها على الحد من حركة أي إنسان يشعر أنه سيعمل على مواجهة الاحتلال وفضح ممارساته”.
وبين أن النواب الأسرى المعتقلين داخل السجون الآن هم الشيخ محمد أبو طير 73 عاما وأمضى ما يقارب 40 عاما، والشيخ القيادي حسن يوسف، والدكتور ناصر عبد الحواد، ومروان البرغوثي وأحمد سعادات.
ودعا إلى أن تكون هناك وقفة جامعة وشاملة لمواجهة الاحتلال، وقضية الأسرى على سلم الأوليات من الكل الفلسطيني رسميا وشعبنا وجماهيريا ومؤسساتيا.