المراقب للمشهد في الضفة الغربية بات يلحظ حجم الحراك الثوري في بعض المحافظات الفلسطينية لا سيما محافظات الشمال، وهذا الحراك يختلف عن السابق بأنه يحمل ثلاث سمات مهمة وهي:
· تغليب الصالح الوطني العام على الحزبي الخاص، حيث توحدت رايات الفصائل خلف مسميات ذات طابع عسكري – (كتيبة جنين ونابلس نموذجًا) – يعمل تحت رايتها أبناء الفصائل الفلسطينية.
· الإيمان بأهمية المقاومة المسلحة من أهم أدوات التحرر والانعتاق من الاحتلال.
· العمليات الفردية ذات الطابع المسلح.
السؤال الأهم: ما هي دوافع الانفجار في الضفة الغربية؟ وإلى أي اتجاه يسير؟
ثمة دوافع عديدة تقف خلف تطور الأحداث في الضفة الغربية من أهمها:
1. انسداد الأفق السياسي، حيث بعد 30 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو ترسخت القناعة لدى الشعب الفلسطيني بأن هذا المسار لا يمكن أن يتحقق دون أدوات تضغط على الاحتلال والمجتمع الدولي، وأهم هذه الأدوات المقاومة المسلحة.
2. سلوك الاحتلال في الضفة الغربية والمتمثل في الاغتيالات والتوغلات والحواجز وتهويد المقدسات والاستيطان والاعتقالات إلخ، حيث باتت ترسخ قناعة لدى معظم مكونات شعبنا في الضفة المحتلة بأنه ما لم تباغت الاحتلال فإنه سيصل لتصفيتك في قلب منزلك دون أدنى اكتراث لاتفاقيات دولية أو حقوقية.
3. تعبير عن رفض الشارع الفلسطيني لـ”سياسة الحب من طرف واحد”، فلا يعقل أن يستمر التنسيق الأمني والالتزام باتفاق أوسلو في الوقت الذي قامت دولة الاحتلال بنسف كل شيء.
4. نجاح المقاومة في قطاع غزة من تثبيت معادلة ردع مع الاحتلال الصهيوني بفعل سياسة مراكمة القوة، وتكرار مشاهد البطولة للمقاومة لاسيما في المعارك مع الاحتلال تشكل نقطة إلهام للشباب الثائر في الضفة.
5. وجود نماذج نضالية وكفاحية في الضفة الغربية شكلت ومازالت تشكل نموذجاً للشباب الثائر مثل أبو رعد الخازم وبعض منتسبي الأجهزة الأمنية ممن قاموا بتنفيذ عمليات بطولية ناجحة ضد الاحتلال.
6. تطور أداء إعلام المقاومة، وزيادة حاضنتها في مواقع التواصل الاجتماعي رغم التحديات التي تواجه محتوى المقاومة على مواقع التواصل الاجتماعي.
إن الأوضاع في الضفة الغربية تسير في اتجاه الانفجار، ونموذج جنين الذي انتقل بعد ذلك إلى نابلس وأريحا وطولكرم ورام الله سيصل إلى باقي محافظات الضفة الغربية، لأن دوافع الانفجار ما زالت قائمة، وتزداد بفعل حماقات الاحتلال، وإجراءاته القمعية، وإن فشل المسار السياسي يعطي أفضلية في الوعي الجمعي الفلسطيني لمسار المقاومة بكافة أشكالها. لأن الأصل في العلاقة مع الاحتلال هو الاشتباك، وأن وحدة شعبنا الفلسطيني ينبغي أن تكون مرتكزة على مقاومة ومقارعة الاحتلال.