الضفة الغربية-
استشهد الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد (51 عامًا)، فجر اليوم الثلاثاء، في مستشفى “أساف هروفيه” في الداخل المحتل، بسبب جريمة الإهمال الطبي المتعد “القتل البطيء” داخل سجون الاحتلال.
وأعلنت عائلة أبو حميد نبأ استشهاد ابنها، وقالت: “بقلوب يعتصرها الألم، وبهامات مرفوعة نزف لكم في عائلة أبو حميد نبأ استشهاد ابننا الغالي القائد الكبير أسد فلسطين، وابنها البار الذي صعدت روحه لباريها فجر هذا اليوم، وبهذا تكون روحه حرّة طليقة، ويبقى جسده أسيراً لدى الاحتلال الغاشم الذي هو الوجه الآخر للنازية”.
وأضافت: “نعاهد أبناء شعبنا الصابر، على أنّ تكون كما كنّا دائماً صابرين، بصبر شعبنا، أقوياء مستمدين قوتنا، وعزيمتنا من تضحيات شهدائنا الأبرار وإننا لن نتقبل العزاء بابننا القائد إلا أنّ يتحرر جسده الطاهر ومعه سائر جثامين الشهداء العظام المحتجزة لدى الاحتلال الفاشي”.
وأكدت على “أننا سنظل بحالة حداد مستمرة إلى أن يتحرر جسد ابننا الطاهر ومعه سائر جثامين شهدائنا الأبرار المحتجزة في مقابر الأرقام، وداخل ثلاجات العدو”.
وطرأ تدهور خطير أمس الاثنين، على الحالة الصحية للأسير أبو حميد، حيث دخل بغيبوبة وجرى نقله من سجن “عيادة الرملة” إلى مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي.
وسمحت سلطات الاحتلال، أمس، لوالدة وشقيقة الأسير ناصر أبو حميد بزيارته في مشفى “آساف هروفيه” بعد التدهور الخطير على حالته.
وقالت والدة الأسير ناصر أبو حميد عقب استشهاده: “الشهادة كانت أمنية ناصر وفي آخر زيارة له، قال أنا مشروع شهادة وبدي أروح عند أخوي الشهيد عبد المنعم وكل الشهداء”.
وتعرض الأسير أبو حميد لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) على مدار سنوات، وبدأ وضعه الصحي في تراجع واضح في شهر آب/ أغسطس من العام الماضي، وفي حينه تم الكشف المتأخر عن إصابته بسرطان الرئة جرّاء مماطلة إدارة السّجون في إجراء فحوص طبية له، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم من مرحلة صحية حرجة جدًا.
وأعيد أبو حميد لسجن “عسقلان” قبل تماثله للشّفاء، الأمر الذي وصل به هذه المرحلة الخطيرة، ولاحقا وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيماوي تعرض مجددًا لمماطلة متعمدة.
والأسير ناصر من مخيم الأمعري في رام الله، وهو من بين خمسة أشقاء حكم عليهم الاحتلال بالسّجن لمدى الحياة، وكان الاحتلال اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر وناصر وشريف ومحمد، فيما اعتقل شقيقهم إسلام عام 2018م.
توتر وإضراب
وساد توتر واستنفار كبير داخل جميع سجون الاحتلال بعد الإعلان عن استشهاد الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى أن أصوات التكبيرات والطرق على الأبواب تهز جدران السجون احتجاجا على جريمة اغتيال الأسير الشهيد ناصر أبو حميد، موضحاً أنهم أعلنوا الحداد ثلاثة أيام مع إرجاع وجبات الطعام.
وأشار إلى إن الأوضاع في السجون ستتصاعد مع استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، وحذر من ارتفاع عدد الشهداء بين الأسرى نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي يتعمدها الاحتلال.
كما أعلن عن الحداد والإضراب الشامل في مختلف مناحي الحياة بمناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، بعد إعلان استشهاد أبو حميد.
232 أسيرا شهيدًا
وباستشهاد الأسير ناصر أبو حميد يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال إلى 232 شهيدا منذ عام 1967.
وبين إعلام الأسرى أن (73) أسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب، و(77) أسيرا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي، و(75) أسيرا استشهدوا نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة، و(7) أسرى استشهدوا بعد اصابتهم بأعيرة نارية وهم داخل المعتقلات.
وأكدت حركة حماس أن استشهاد الأسير القائد ناصر أبو حميد جريمة كبيرة يرتكبها الاحتلال بحق الأسير والأسرى والشعب الفلسطيني.
وشددت على أن سياسة الإهمال الطبي تكشف مدى إرهاب ونازية مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى.
ونعت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة “حماس” الأسير المجاهد ناصر أبو حميد من مدينة رام الله، الذي ارتقى شهيداً داخل سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال.