مع مرور 100 يوم على طوفان الأقصى، والذي انطلق من قطاع غزة وامتد إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة، لا تزال المقاومة تسطر عمليات بطولية أمام المحتل الغاصب.
ورغم حشد الاحتلال وحلفائه لكافة قوتهم من أجل كسر جذوة المقاومة الفلسطينية، إلا أنها لم تنكسر وتمسكت كثيرا بحقها في الدفاع عن شعبنا.
وبهذا الصدد، تقول المرابطة المقدسية زهرة خدرج: “مئة يوم على غزة وهي تحت النار، فلم نر منها الصمود الأسطوري، والثبات العجيب، والقول الثابت والفعل الصادق الذي يعجز عنه كثر إلا أهل الرحمن الصادقين الذين تملأ صدورهم العقيدة السليمة والإيمان بالله وحبه وحب التقرب إليه بالجهاد والرباط على الثغور”.
وتابعت بقولها: “مئة يوم وأهل الرحمن وأولياؤه يصارعون حزب الشيطان ليس معهم إلا الله، ثلة مؤمنة تصارع وحدها قوى الشر في العالم الذين تآزروا للقضاء عليها، وقد تخاذل عن نصرة غزة ودعمها القريب والغريب والأخ والصديق وتركوها تقاتل ببطن جائع وجسد يرتجف بردا”.
وأردفت بقولها: “مئة يوم وغزة تعض على جراحها وآلامها ونزيفها ولا تزال تصر على نصرة الله ورسوله وحماية مقدساته”.
وذكرت خدرج أن مئة يوم من كرامات الرحمن التي تزيدهم إيمانا مع إيمانهم، وتقوي عزائمهم وتضاعف من إصرار على الفوز بإحدى الحسنيين، فإما نصر وإما شهادة.
من جهته، أكد الباحث محمد القيق أن الطوفان في تصاعد وليس في انحسار، وربطه بالتاريخ وإسناده للجغرافيا وعمق القضية؛ ينقله لمربع جديد ستكون فيه الأيام القادمة شاهدة على مرحلة ما بعد 100 يوم.
ولفت إلى أن خروج أبو عبيدة بالصوت والصورة وقوة النبرة، دلالة على قوة السيطرة والتحكم.
ونوه إلى أن الإعلان عن محلية صناعة القسام للسلاح وحتى الرصاص رسالة عسكرية وسياسية وأمنية “لإسرائيل”، وصفعة لحجة خطتها المزمعة في محور فيلادلفيا، وأيضا صفعة لجهود استخباراتها الباحثة عن مصدر التسليح، وتعزيز لديمومة الإنتاج وإحباط للجيش في الميدان.
وأوضح القيق أن الحديث عن أسباب الطوفان دلالة على توسيع رقعته الجغرافية والبشرية والسياسية في قادم الأيام، وتذكير للجميع بالمسجد الأقصى أنه العنوان ووجب الاستنفار له.
وأشار إلى أن تكتيكات الميدان وتخزين السلاح وآلية المواجهة التي كشفها أبو عبيدة، تعتبر صفعة لتقارير “إسرائيل” عن إنجازات.
وشدد على أن المقاومة نجحت في وحدة الساحات وتفعيلها، وإعطاء إشارة غير مباشرة عن خطة متدحرجة وتجاوز المخططات الإقليمية للتخدير.
وأشار إلى أن خطاب أبو عبيدة استبدل ألم الحاضنة الشعبية في غزة، بإصرارها على الصمود وتمهيدها الطريق للتحرير وإحباط المؤامرة.
وتابع قائلا: “هذا مؤشر على أن غزة ستصبح جزءا من حاضنة عامة، تتشكل وتدفع ثمن التحرير، وكلها مباشرة متجهة نحو القدس”.