تعد بلدة بيت فجار إحدى القرى الفلسطينية التابعة لمدينة بيت لحم والبعيدة عنها مسافة 8 كم، ويبلغ تعدداها السكاني حسب الجهاز المركز للإحصاء الفلسطيني للعام 2021 حوالي 14ألف و 600 نسمة، وتتعرض أراضيها الزراعية لعدوان الاحتلال المستمر الذي اقتطع مساحة 55% من أراضيها لصالح بناء جدار الفصل العنصري الزائل الذي بنته دولة الاحتلال في انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 للحد من قدرات المقاومة الفلسطينية على الوصول إلى الأرض المحتلة عام 1948 والقيام بعمليات نوعية في عمق الاحتلال.
ويلعب جدار الفصل دوراً خطيراً في عزل القرية عن محيطها الفلسطيني بسبب وجودها في مثلث المستوطنات الإسرائيلية عتصيون ومجدل عوز وافرات مما يصعب على المواطنين التنقل من وإلى المدن الفلسطينية ألا عبر حاجز الاحتلال المقام على مدخل البلدة الذي ينتهك كرامة المواطن الفلسطيني، بيد أنَّ هذه القبضة الأمنية المحيطة في القرية لم تمنع سكانها من النضال ضد المحتل بشتى الطرق وكافة الوسائل وفي مقدمتها المقاومة المسلحة.
عمليات إطلاق نار
على الرغم من حالة من الاقتحامات المتكررة للبلدة وما يحدثه الاحتلال من تخريب للبنى التحتية واعتقالات متواصلة، واستجواب للشبان بشكل ميداني، والعبث بمحتويات البيوت غير أنَّ إرادة المقاومة في بيت فجار ما زالت متوقدة، وكلما اقتحمها الاحتلال فوجيء بعمليات إطلاق نار من قبل المقاومين الذين لا تغير من إرادتهم الاعتداءات المستمرة.
ووثق مركز معلومات فلسطين معطى منذ معركة طوفان الأقصى أكثر من 5 عمليات إطلاق نار خرجت من عرين القرية مما يشير إلى وجود عمل مقاوم منظم، ورؤية تحررية واضحة بين أبناء القرية، وقدرة على الاستمرارية في العمل المسلح، الذي يدفع الاحتلال إلى مواصلة التضيق والاقتحامات للبلدة، ويتحدى أهل القرية جيش الاحتلال أثناء اقتحامهم لها بالرشق بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية، محاولين تشتيت عمل جيش الاحتلال الباحث عن المقاومين بهدف تصفيتهم أو اعتقالهم.
شهيداً على دراجة هوائية
لم يكن يعلم محمد فريد حمدان ثوابتة 51 عاماً أنَّ آخر أيام حياته قائداً لدراجتة الهوائية في أرجاء بلدة بيت فجار ستتوج بشهادة كبيرة وسيرفع على الأكتاف ويهتف المشاركون للشهيد، ففي التاسع من نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2023 كانت المواجهات في بلدته مع الاحتلال محتدمة، والإطارات المطاطية مشتعلة، والحجارة تقذف بلا هوادة على مركبات الاحتلال.
وعند احتدام المواجهة واشتداد قوتها اقترب ثوابتة من مكان الحدث وهو على دراجته الهوائية لتصطاده رصاصة احتلال غادرة استقرت في بطنه ثم فارق دراجته الهوائية إلى الأرض جريحاً متألماً من أثر الإصابة، وأعاق جيش الاحتلال قدوم مركبة الأسعاف، غير أنها نجحت في نهاية المطاف من الوصول إليه وحاول الأطباء تقديم العلاج له، وتنشيط عضلة القلب، قبل أن يلقى الله شهيداً.
اعتداءات مستمرة
وثق مركز معلومات فلسطين معطى في عام 2023 أكثر من 62 عملية اعتقال و 50 اقتحام وكغيرها من البلدات الفلسطينية تتعرض القرية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول عام 2023 لعمليات تضييق مستمرة على السكان، وتفتحتيش للمنازل مستمر حتى سجل العام ذات العام المنصرم أكثر من 12 عملية مداهمة وتفتيش للمنازل.
وتستمر القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية في تحدي آلة العدوان، ومقاومته في كل ما أوتيت من قوة وعتاد حتى يأتي النصر، ويتحقق حلم الفلسطينيين بالتحرير والعودة.