تتعرض التجمعات البدوية في الضفة الغربية لتطهير عرقي وتهجير قسري على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، الذين صعّدوا من اعتداءاتهم وانتهاكاتهم العام الماضي بشكل كبير، بدون ضوضاء أو ضجيج، وتحت جنح الظلام وحتى في النهار.
وقالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو إن دولة الاحتلال ومستوطنيها ارتكبوا خلال العام الماضي (1124) إعتداء ضد التجمعات البدوية في الضفة المحتلة.
ولفتت منظمة البيدر أن سلطات الاحتلال والمستوطنين يستغلون ظروف الحرب على قطاع غزة لممارسة أكبر عملية تهجير جماعي ضد التجمعات البدوية.
وذكرت البيدر أن الاحتلال ومستوطنيه هجّر ما يقارب 28 تجمعاً بدوياً، تتكون من 276 عائلة وتضم في مجموعها 1593 فرد.
وأوضحت المنظمة أن الانتهاكات تلخصت في اعتداءات جسدية، وهدم مساكن وتجريف أراضي، واقتلاع واتلاف مزروعات، والاستيلاء على ممتلكات، وإقامة بؤر استيطانية جديدة، وإصابات جسدية، وإخطارات بهدم مساكن، ونصب الكمائن ليلا لإرهاب الأهالي، ومنع الرعاة من دخول المراعي.
وحسب التوزيع المكاني، بيّنت المنظمة أن الاعتداءات تركزت في محافظات: الخليل بـواقع 341 اعتداء، يليها محافظة طوباس والأغوار الشمالية 157اعتداء، ثم محافظة بيت لحم 128، ومحافظة نابلس 131، ومحافظة أريحا والأغوار 134، ومحافظة سلفيت 76، ومحافظة رام الله 57، ومحافظة القدس 46.
وذكرت منظمة البيدر أن 160 تجمعاً بدوياً تنتشر من الخليل جنوباً حتى أقصى شمال الضفة الغربية، يعيش فيها حوالي 200 ألف فلسطيني، ينتشرون على طول السفوح الشرقية وفي المناطق “ج” الأكثر اتساعا في الضفة.
تقصير حكومي
وكان قد أوضح في وقت سابق المحامي حسن مليحات المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو في فلسطين، أن التجمعات البدوية في الضفة تتعرض حالياً لمجزرة من الهدم والترحيل والتطهير العرقي الممنهج، وتحديدا التجمعات التي تقع شرق رام الله وفي أريحا وشرق القدس.
وحذر مليحات من كارثة إنسانية ووطنية وقانونية ستلحق بالبدو في المستقبل، إذا لم يتدخل الجميع لتعزيز ثباتهم ووجودهم على الأرض، لافتا إلى أن الحكومة في رام الله، أدارت ظهرها للبدو في الضفة ولم تقدم لهم أي شيء في معركتهم الوجودية مع الاحتلال.
وقال مليحات إن كل الوعودات التي أطلقها المسؤولون لم ينفذ منها شيء، بخصوص دعم البدو وأنه خاطبهم للمساعدة دون جدوى.
وطالب رئيس السلطة والحكومة والفصائل وكل الأحرار، أن يقدموا الدعم السياسي والمادي والشعبي والإعلامي للبدو، لأنهم جزء أصيل من فسيفساء التنوع في المجتمع الفلسطيني، ويقفون على خط النار في الدفاع عن الأرض التي هي محور الصراع مع المحتل.
ويسكن البدو في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس خاصة على المرتفعات الشرقية للضفة، ويعتبرون من السكان الأصليين لهذه المناطق، والتي تحميهم الاتفاقيات الدولية ، وقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية .
وتشهد التجمعات البدوية هجمة استيطانية، فيما بات واضحا أن لدى حكومة الاحتلال عزم لهدم وترحيل البدو قسريا، بهدف اقتلاعهم وازالتهم، وهي بمثابة حرب مفتوحة ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية، عبر ممارسة دولة الاحتلال لسياسات الضغط القصوى لترحيلهم والاستيلاء على الارض.