توافق اليوم الذكرى السنوية الثلاثين لاستشهاد القساميين المجاهدين طارق إبراهيم أبو عرفة (21 عاماً)، وراغب رفيق عابدين (20 عاماً) من مدينة القدس المحتلة، واللذين انتظما في مجموعة قسامية كانت مهمتها تنفيذ عملية أسر لجنود صهاينة لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وحاولت مجموعة الشهيدين القساميين أبو عرفة وعابدين أسر جندي صهيوني بمحيط منزل “شارون” بالقدس، في 12 آب/ أغسطس لعام 1993، قبل أن يقع اشتباك مع الاحتلال، يسفر عن 3 قتلى صهاينة وإصابة 17 آخرين، فيما يستشهد أبو عرفة وعابدين ويعتقل الاحتلال مجاهدين اثنين من المجموعة.
تشكلت المجموعة بقيادة المجاهد أيمن محمد أبو خليل، بعد اتفاقٍ مع الشهيد صلاح جاد الله على أن تنحصر مهمتها على أسر جنود الاحتلال، في سبيل إنجاز صفقات تبادل لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
تشكيل الخلية (7) القسامية
وقع اختيار “أبو خليل” بعناية على مجموعة من المجاهدين هم: عصام طلعت القضماني، راغب رفيق عابدين، طارق إبراهيم أبو عرفة، حسن تيسير النتشة، عبد الكريم ياسين بدر المسلماني، وجميعهم من سكان القدس.
وأطلق الشهيد صلاح جاد الله على الخلية القسامية رمز (7)، وكان الشهيد طارق أبو عرفة يعمل سائقًا لسيارة تعود ملكيتها لشركة إسرائيلية، إضافة إلى إجادته والشهيد راغب عابدين اللغة العبرية والتحدث بها بطلاقة، وتميز أعضاء المجموعة بقدرتهم على تمويه أشكالهم لتكون مقاربة للمستوطنين، ما زاد من فرص نجاح عملياتها.
عمليات الأسر
في 20/4/1993 نجحت المجموعة في خطف جندي من الوحدات الخاصة الإسرائيلية يدعى “شام سيمالي” من الأراضي المحتلة عام 1948، بعد أن استقل سيارة لكتائب القسام وأثناء اكتشاف حقيقة من بداخلها حاول الجندي مقاومة أعضاء الخلية فخرجت رصاصة صوبه أردته قتيلا.
شارك في تلك العملية أيمن أبو خليل والشهيد راغب عابدين والشهيد طارق أبو عرفة، واستطاعت المجموعة مصادرة سلاحه، قبل رمي جثته في أحراش قرية بيت حنينا، وخلال العملية أصيب أيمن وراغب.
يوم 6/7/1993م نفذت الوحدة المختارة مهامها من جديد، فعندما استقل الجندي الإسرائيلي “آرييه فرنكتال” سيارة للقسام، أطلق عليه المجاهدون رصاصات قاتلة، ثم صادروا سلاحه.
أسفرت العملية عن إصابة “أبو خليل” للمرة الثانية في قدمه، وشارك فيها الشهيد طارق أبو عرفة، عصام القضماني والشهيد راغب عابدين والشهيد عبد الكريم بدر من خلفهم بسيارة أخرى، وتم رمي جثة الجندي في كفر عقب شمال القدس.
موعد الشهادة
كان الهدف من وضع الجثتين في أحراش بيت حنينا وكفر عقب هو وضع مؤقت، لحين معالجة المصابين في العملية، ثم العودة لإخفائهما من أجل التبادل.
بعد نجاح الخلية القسامية في عمليتين بطوليتين، فإن طموحهم بالوصول إلى هدف تشكيل الخلية بتحرير الأسرى كان لا يزال يؤجج فيهم الشعور بالواجب والنفير لعملية جديدة، خططت الخلية لمهاجمة بيت “شارون” داخل البلدة القديمة في القدس يوم 12/8/1994م.
في أثناء رحلة الذهاب إلى البلدة وقت صلاة الفجر أوقف حاجز شرطة إسرائيلي السيارة التي ركبها أبناء القسام، وعندما أمر شرطي الحاجز السيارة بالتوقف، فتح المجاهدون أسلحتهم فخرجت رصاصات قتلت شرطيًا وأصابت آخر، ودار اشتباك مسلح مع المجموعة خلال انسحابها، ما أدى إلى استشهاد المجاهدين راغب عابدين وطارق أبو عرفة، وإصابة عصام قضماني إصابة مباشرة برأسه واعتقاله، واعتقال قائد المجموعة أيمن أبو خليل.
في حين استطاع حسن النتشة وعبد الكريم بدر الانسحاب والتواصل مع قيادة القسام، وتشكيل مجموعة جديدة، ومواصلة الطريق الجهادي نحو تحرير الأسرى بخطف الجنود الإسرائيليين، في عمليات هزت كيان الاحتلال.