تتصاعد جرائم المستوطنين في نابلس في محاولات مستمرة لترهيب المواطنين وطردهم من أرضهم، مقابل مزيد من التمسك الفلسطيني بالوطن واشتعال حالة المواجهة والمقاومة للتصدي لهذه الجرائم والدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
ويتحدث المواطن أحمد الهندي الذي تعرضت مركبته للحرق من المستوطنين قبل يومين، عن هذه الاعتداءات قائلاً: “قطعان المستوطنين بحماية جيش الاحتلال تسللوا إلى منزلي بعد منتصف الليل قبل يومين وحرقوا لي سيارات وحاولوا إحراق المنزل”.
هبّة للدفاع
يشير الهندي إلى أن الشبان في بلدة بورين هبّوا للدفاع عن المنزل من إرهاب المستوطنين، مطالباً المسؤولين الفلسطينيين بتأمين حياة أطفاله من المستوطنين المجرمين.
ويلفت إلى أن الباص الذي حرقه المستوطنون، كان مصدر رزق له لإطعام أطفاله وأبنائه.
من جانبه، يؤكد الناشط الحقوقي في المقاومة الشعبية بشار القريوتي أن عصابات المستوطنين تدعمها جماعات صهيونية، تسعى إلى فرض سيطرتها على أراضي المواطنين في الضفة.
هجمة استيطانية
يتابع القريوتي قائلاً: “حكومة الاحتلال تعطي صلاحيات واسعة للمستوطنين، للقيام بمخططات استيطانية بالضفة”، منوهاً إلى وجود هجمة استيطانية متعددة الأشكال، من قبل عصابات دفع الثمن بدعم من قوات الاحتلال.
وبحسب تقديره، فإن “الاحتلال يهدف إلى شرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة دون مسوغات قانونية”، مشداً على أن المستوطنين يحاولون ترهيب المواطنين بحرق مركباتهم، والاعتداء على منازلهم في المناطق القريبة من البؤر الاستيطانية.
يذكر أن جرائم المستوطنين في نابلس تصاعدت خلال الأيام الأخيرة، وسط صمتٍ من المؤسسات الحقوقية والدولية، ودعوات للتصدي لهذه الاعتداءات البشعة التي طالت الأطفال والرضع الفلسطينيين.
هجمات لا تتوقف
هاجمت مجموعات من المستوطنين مؤخراً، أطراف بلدة بورين واعتدت على منزل المواطن سلطان الهندي بالحجارة، وأحرقت حافلة صغيرة بجوار المنزل.
كما شن مستوطنون هجوماً آخر في بلدة عوريف، وأحرقوا مركبة للمواطن محفوظ محمود شحادة في المنطقة الشمالية الشرقية، واعتدوا بالحجارة على منزل نجله.
وفي اعتداء آخر، استهدف هجوم المستوطنين مركبة تعود ملكيتها للمواطن طاهر سماعنة في بلدة حوارة، قرب دوار سليمان الفارسي، وحطموا زجاجها.
وقبل أيام، أصيبت طفلة فلسطينية رضيعة، إثر رشق المستوطنين لسيارة عائلتها بالحجارة جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.
ورشقت مجموعة من المستوطنين سيارات الفلسطينيين المارّة قرب قرية أوصرين جنوب نابلس بالحجارة، ما أدى إلى إصابة طفلة (عام ونصف)، فيما لحقت أضرار مادية بعدد من المركبات.
وارتفعت اعتداءات المستوطنين في الآونة الأخيرة، ووثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان 833 اعتداءً نفذها الاحتلال والمستوطنون الشهر الماضي.