لم تكن عملية الشهيد البطل كامل أبو بكر في تل أبيب حدثاً عابراً، فرصاصات مسدسه هزت أركان المنظومة الأمنية الإسرائيلية ودقت ناقوس خطر للاحتلال من ردود فعل فلسطينية على جرائم واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية.
واقع ترجم بتحذير وصف بالاستراتيجي أطلقه جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الوضع في مناطق الضفة الغربية.
وتضمن التحذير تنبيهات حول احتمالية خطف مستوطنين، وتصاعد عمليات المقاومة، تزامناً مع تزايد إرهاب المستوطنين الذي يغذي حالة الانتقام من قبل الفلسطينيين.
وبلغ متوسط الإنذار اليومي بإمكانية تنفيذ هجمات 200 انذار، وهو ثلاثة أضعاف ما كان عليه في السنوات السابقة.
الثأر في تل أبيب
وجاءت عملية الشهيد كامل محمود أبو بكر (27 عامًا) من قرية رمانة غرب جنين، لتؤكد أن جرائم الاحتلال ومستوطنيه لن تبقى دون رد، وأن المقاومة مستمرة وقادرة على أن تصل لعمق الاحتلال وتبدد وهم الأمن لديهم.
الباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، أكد أن عملية إعدام الشاب قصي معطان على يد مستوطن إسرائيلي في قرية برقة شرق رام الله هو من تسبب بعملية تل أبيب.
وأوضح أبو عواد أن جيل الفلسطينيين الحالي هو جيل واعٍ، ويتبنى خيار المقاومة ويسير في دربها، وأن كل محاولات الاحتلال لردع المقاومين باءت وستبوء بالفشل.
وبيّن أبو عواد أن سياسة الاحتلال السوداوية التي تمتلكها وضعت الفلسطيني أمام خيار واحد وهو المقاومة.
جرائم وانتهاكات
بدوره؛ قال الباحث في شؤون الاستيطان إبراهيم هذالين إنه لم يعد للقانون الدولي أي اعتبار على الأراضي الفلسطينية، فالمستوطن يتبع أسلوب وضع اليد على الأراضي الفلسطينية بقوة السلاح وحماية الجيش.
وأشار هذالين إلى أن السلطة لا تقدم للمواطن الفلسطيني أي حماية من اعتداءات المستوطنين واقتحامات الاحتلال.
ودعا هذالين الجهات الرسمية الفلسطينية أن تتبنى اللجان الشعبية التي شُكلت لحماية المواطن من اعتداءات المستوطنين وتدعمها.
نفير وردع
وقتل مساء أمس، مستوطن وأصيب اثنان في عملية إطلاق نار وسط مدينة تل أبيب، نفذها الشهيد كامل أبو بكر وكان يحمل وصية مكتوب فيها بأنه أراد الثأر لهجوم المستوطنين على قرية برقة، واستشهاد الشاب قصي معطان برصاص مستوطن.
واستشهد الشاب قصي معطان 19 عاماً من قرية برقة، برصاص المستوطن “إليشا يارد” الذي أطلق النار عليه بشكل مباشر خلال محاولته الدفاع عن أرضه.
وسبق أن دعا القاتل “إليشا ييرد” إلى محو حوارة جنوب نابلس عن بكرة أبيها، علماً بأنه ينتمي لحزب “ايتمار بن غفير”، وهو المسؤول عن إقامة البؤرة الاستيطانية الأخيرة على أراضي قرى شرق رام الله.
بدورها، دعت حركة حماس إلى النفير والعمل بكل الأشكال النضالية لردع المستوطنين وصد عدوانهم، وقطع كل الطرق الالتفافية التي يستخدمونها في العدوان على أهلنا وأرضنا ومقدساتنا.
وزفت الحركة الشهيد البطل قصي جمال معطان، وشدت على يد المقاومين والثوار الذين يدافعون عن كرامة شعبنا في وجه عصابات الإجرام الصهيونية، داعية كل من يحمل السلاح للانتصار لدماء الشهداء والأطفال الأبرياء من أبناء شعبنا.