تحمل حركة حماس ارثا تاريخيا وحضاريا وسياسيا منذ نشأتها ، هي امتداد للوجود الإسلامي والعربي الاصيل في فلسطين، كما للتاريخ الوطني الثابت ، وللارث الحضاري الذي تمثله فلسطين وهويتها ومكوناتها.
تدرك حركة حماس جذور وحقيقة هذا الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ، ومن يقف خلف الاحتلال ، في النشأة والدور الوظيفي والدعم ، كما تدرك حماس بعمق الاطار الاستراتيجي الذي كان سببا لنشوء الكيان الصهيوني والأهداف من وراء تأسيسه على فلسطين والمنطقة.
قوة حماس هي انها تحمل فكرا عميقا ، نابع من احاطة واسعة ، تتمازج فيه الحضارة بالتاريخ ، الدين بالوطنية ، في تشكيل يشبه إلى حد بعيد التشكيل الذي رسم وحدد جذور المسجد الأقصى المبارك، ودور ووظيفة هذه المنطقة من العالم.
واجه الشعب الفلسطيني ارهابا وظلما كبيرا ، وتعرض ولا زال للابادة ، في سياق هادف لتغيير طابع فلسطين بالتوازي مع إنهاء انسانية الانسان والغاء مستقبله.
حركة حماس أعطت المواجهة مع الاحتلال نكهتها الخاصة ، واسست سلوكا سياسيا وعسكريا استطاع بامكانيات مادية بسيطة ان يثبت نفسه في معادلة الصراع والقوة ، وأن يظهر حقيقة ومبدئية الأهداف الفلسطينية ، وأن يعبر حقيقة عن تطلعات الشعب الفلسطيني، وأن يؤثر حقيقة في ضرب الاحتلال في العمق ، جاعلا من هذا الاحتلال أمام أسئلة المصير وواقع وصوله الحتمي إلى قلق البقاء المتلاشي حكما ، لدرجة تصل إلى الاعتراف.
عملية ( سيف القدس ) أظهرت حقيقة فكر ورؤية حركة حماس ، كما اظهرتها جميع عملياتها منذ نشأتها ، لكن بأسلوب استرايجي أعمق وتكتيك أكثر شمولية وخطورة ، وهو ما كان له نتائج غاية في عمق التأثير القوي على الاحتلال.
التفاف الشعب الفلسطيني والأمة على حركة حماس نابع من حقيقتها وصورتها ، كما هو نابع من اهدافها المتماثلة مع طموح وآمال الشعب الفلسطيني.
حركة حماس اليوم ، في 35 عاما من الوجود ، تمثل المستقبل ، هي حاملة هذا المستقبل ، هي الآمال المعلقة ،والحقيقة الثابتة ، هي المحافظة على الهوية ، الحركة التي ارتأت برؤية قيادتها من استشهد منهم ومن يواصل الدور ، أن يحقق هذا الهدف في التحرير ، وأن يعيد ربط علاقة التاريخ بالحاضر والمستقبل.
حماس هي اليوم المشروع الوطني الحقيقي الثابت الأصيل ، التي تمتلك رؤية سياسية جامعة ، متجانسة بالتمام مع طبيعة الشعب الفلسطيني ، وتمارس عملا متناسقا بالكامل مع هذا المشروع ، في تفاصيله السياسية والعسكرية والاجتماعية.
الواقع الصهيوني يثبت اليوم كما هو دائما ، كم هو خائف من تمدد وتعاظم قوة حماس ، كما يعتريه القلق من تعدد ساحات وأشكال المواجهة ، كما يلفه الرعب مما يجري في القدس والضفة المتكامل مع ذلك المرعب في غزة.
احاطة حماس بهذه المحاور يقلق الاحتلال، وهذا ما يجعل حماس اليوم أمام دور اكبر ومسؤولية أشمل.
على أبناء حركة حماس اليوم توسيع دائرة العمل والمسؤولية ، بالتكامل مع هذه الرؤية الواسعة والدور الذي يعلقه كثر في العالم عليها ، فالتضحيات التي قدمت كبيرة ومهمة ، لكن ما هو آت ليس بسهل ، وقد حان وقت الانتصار.