إن كل من يتابع حشود حركة حماس في مختلف الميادين لا بد وأن يقف عند عدة قضايا أساسية أهمها: أن الالتفاف الواسع الذي تتمتع به حركة حماس من الشعب الفلسطيني يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن حماس أصبحت تمثل خيار وأمل الشعب الفلسطيني في التحرير واستعادة الحق المسلوب، فهذا التأييد من مختلف قطاعات المجتمع الفلسطيني والذي يشارك في كل مرة طوعًا ورغبة لتأكيد رسالته إلى الأعداء المتربصين بشعبنا وعلى رأسهم الكيان الصهيوني أن جميع محاولاتهم الهادفة إلى ثني الفلسطينيين عن خيارهم باءت بالفشل، وصمد شعبنا، وكان أقوى من جميع المؤامرات.
كما إن تمسك حركة حماس بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه كاملة دون تفريط أو مساومة أدى إلى هذا الالتفاف الجماهيري الصادق، ما يؤكد وعي الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه ورفضه مبدأ الابتزاز الذي يمارسه العدو الصهيوني في التعامل مع حقوقنا تارة، والإرهاب والحصار والحرمان تارة أخرى.
خروج حركة حماس قوية متماسكة بعد الحروب البربرية غير المسبوقة التي شنها العدو الصهيوني على قطاع غزة والتي كان أهم أهدافها المعلنة تقويض حكم حماس في غزة، ليؤكد أن هذه الحركة بهذا الاحتضان الجماهيري لا يمكن الحديث عن هزيمتها أو إخراجها من المشهد السياسي الفلسطيني.
نتيجة لما سبق فإن ذلك يفرض على حركة حماس واقعًا جديدًا من المسؤولية عن جميع أبناء الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية والقدس وداخل الـ48 وخارج فلسطين بما فيها المخيمات الفلسطينية في دول الجوار، وهذه المسؤولية تقتضي الاحتضان والنصح والتوجيه والإرشاد خاصة مع المنتمين إلى حركات وتيارات فلسطينية أخرى بعيدًا عن الحزبية السياسية الضيقة، فحركة حماس لم تعد خيار أبناء حماس إنما أمل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ولا أبالغ إذا ما قلت أنها أصبحت أمل الشعوب العربية والإسلامية والحرة في هذا العالم الذي يعاني ظلم وقهر قوى الاستعمار والاستبداد الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها دولة الكيان الصهيوني وحلفاؤهما حول العالم.
لذا ومن منطلق المسؤولية على حركة حماس أن تبدأ برنامجها بعد الانطلاقة الخامسة والثلاثين بتجميع الصف الفلسطيني على الثوابت الوطنية، وترسيخ الوحدة الفلسطينية بشكل عملي بين جميع التيارات والحركات العاملة على الساحة ليكون شعبنا أقوى وأصلب في مواجهة عدونا ومؤامراته التي لا تنتهي، وبهذا نكون اقتربنا من تحقيق أهدافنا أكثر، وتكون حماس قد انتصرت مرتين.