في الأيام الماضية عملت الماكنة الإعلامية الصهيونية بكامل قدرتها لإحداث شرخ بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، واستهدفت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بالعديد من الأخبار والتصريحات المفبركة والكاذبة التي ادعت فيها أن سرايا القدس انسحبت منها، وكان من المؤسف أن وسائل الإعلام التابعة للسلطة تساوقت مع الإعلام الصهيوني وأفردت مساحات واسعة لذلك بل وأطلقت بعض كتابها من أجل تعزيز الرواية الصهيونية الكاذبة، لكن حركة حماس بما تملك من وسائل إعلام ساهمت في توحيد الصف الفلسطيني والحفاظ على مشروع المقاومة وكانت على تواصل دائم وتنسيق متكامل مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي من أجل إفشال المخطط الصهيوني الذي يهدف إلى تفتيت المقاومة وتشتيتها.
كانت حركة الجهاد وبكل مسؤولية تنكر وتكذب الرواية الصهيونية منذ اليوم الأول على لسان قادتها وفي مقدمتهم أمينها العام الأخ أبو طارق النخالة الذي أكد أن مستوى التنسيق بين قيادة حماس والجهاد في أعلى مستوياته.
وفي الحقيقة جرت اجتماعات متتالية بين قيادة الحركتين بمختلف المستويات تكللت بالاجتماع الذي جمع القيادة السياسية والعسكرية والأمنية والتي أكدت جميعها في بيان مشترك حمل توقيع الحركتين على نقاط متعددة ومهمة برأيي أن أبرزها ما يلي:
أولا: التأكيد على أن غرفة العمليات المشتركة هي منجز وطني ستعمل الحركتان على تعزيز دورها ومكانتها حتى التحرير والعودة، وأن المقاومة خيار استراتيجي لا تراجع عنه وأن أي رد على العدو سيكون موحدا.
ثانيا: توجيه التحية للأجهزة الحكومية في غزة التي تحمي ظهر المقاومة وجبهتها الداخلية، وأما في الضفة فقد دعتا السلطة هناك إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين والتوقف عن ملاحقة المقاومين.
ثالثا: العمل على تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد يمثل شعبنا كاملا في الداخل والخارج.
هذه النقاط المهمة تشير إلى أن الحركتين تحملان مشروعا متكاملا ليس مجردا من السياسة وليس مقتصرا على المقاومة العسكرية، وهذا ما تتخوف منه دولة الاحتلال ومن يدور في فلكها.