القدس المحتلة-
صباح يوم ال 13 مايو/أيار1998 تربص المستوطنون بالمقدسي خيري علقم (51). عاماً أثناء ذهابه إلى عمله لتوفير قوت أطفاله السبعة. وسددوا إليه طعنات قاتلة أدت لاستشهاده.
شيع الشهيد علقم في مساء ذات اليوم من بلدة الطور. في أجواء من الغضب والحزن. ووري الثرى في مقرة باب الأسباط. بينما أفرجت قوات الاحتلال عن المستوطنين الذين قتلوه.
في ذلك الوقت. أصدرت حركة حماس بياناً أكدت فيه. أن الفلسطينيين في صراع مع عدو لا يفهم سوى لغة القوة.
وحمل بيان الحركة في حينه. إصرار على مواصلة درب الجهاد والمقاومة. فلا أوهام السلام تخدعنا ولا إرهاب الصهاينة يثنينا عن سبيلنا.
روح الثأر
بعد ثلاثة أعوام من الجريمة، وفي 19 نوفمبر عام 2001. رزق أحد أبناء الشهيد بمولود أطلق عليه اسم خيري تيمناً بجده.
عاش الطفل خيري في القدس. وتأثر بما سمعه من جريمة بحق جده. وفي كل زيارة للمسجد الأقصى. كان يمر بمقبرة باب الأسباط لتذكره بمن يرقد فيها شهيداً قضى غدراً بطعنات المستوطنين.
درس خيري حتى الثانوية في مدارس قرية الطور. ثم عمل بعد تخرجه في مجال الكهرباء بالقدس المحتلة. وحصل على دخل جيد. لكن ذلك لم ينسه الثأر.
القرار الأخير
كان الشاب خيري ابن 21 عاماً. من رواد المسجد الأقصى. عاش تفاصيله وشهد الاقتحامات والتدنيس اليومي لباحاته من المستوطنين. فأشعل ذلك الحرقة في صدره. لتكون جريمة جنين الحدث المفصلي الذي دفعه لاتخاذ القرار الأخير.
يوم الجمعة ال 27 من فبراير 2023. انطلق خيري علقم من منزله في حي الشياح ببلدة الطور إلى المسجد الأقصى المبارك.
حيث أدى صلاة الجمعة والغائب على أرواح شهداء جنين.
عقد النية على تنفيذ العملية. وبعث على حسابه في التيك توك رسالة صوتية. قال فيها:” يا نفس إن لم تقتلي فموتي.
ونحن لا نرفع أيدينا إلا لله. ولا نسجد إلا لله. ولا نسمع إلا من رسول الله”. مع صورة له من داخل المسجد الأقصى.
مساء ذات اليوم انطلق بمركبته نحو مستوطنة “نيفيه يعكوف” المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة. لينفذ عمليته المشهودة ويلقي ب20 مستوطناً بين قتيل وجريح.
فخر واعتزاز
يقول والده إن خيري تربى جيداً. ولم يسئ لأحد كما عاش متواضعاً خلوقاً. مؤكداً أن ما قدمه ليس خسارة في الوطن.
ورغم اعتقال أم خيري وعدد من أفراد عائلته. عبر والده عن فخره واعتزازه بصنيع ابنه. وأنهم في عرس وليس حزن.
وتشكل عملية الفدائي خيري علقم، صفعة في وجه الاحتلال وحكومته الفاشية التي تطلق يومياً التهديد والوعيد للفلسطينيين.
وجاءت العملية البطولية. لتعيد الابتسامة إلى وجوه أمهات شهداء جنين والشعب الفلسطيني بأكمله.