أصيب ثلاثة مستوطنين، مساء الأحد، جراء رشقهم بالحجارة وتصدي الأهالي لهجوم المستوطنين على بلدة برقة شمال غرب نابلس، وسط دعوات للنفير وحماية البلدة من الاعتداءات المتواصلة.
واندلعت مواجهات عنيفة بين أهالي برقة وقوات الاحتلال والمستوطنين عند مدخل البلدة، فيما هاجم مستوطنون منازل المواطنين في عدة مناطق من القرية، وذلك بعد تسللهم من مستوطنة “حومش” المخلاة بحماية جيش الاحتلال.
وتصدى أهالي برقة لهجوم المستوطنين، ما أدى إلى إصابة مواطن بقنبلة غاز بيده، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وهاجم نحو 50 مستوطناً منزلاً على أطراف البلدة بالحجارة، وحطموا زجاج ثلاث مركبات.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن حصيلة مواجهات بلدة برقة نتيجة اعتداء المستوطنين وجيش الاحتلال إصابة بشظية بالرجل عولج ميدانيا، فيما أصيب 22 مواطنا آخر بالاختناق بالغاز السام.
من جانبه، أوضح الناشط ضرار أبو عمر أن بلدة برقة أصبحت ساحة حرب حقيقية، وأن هناك عشرات الإصابات بالاختناق، مشيراً إلى أن المستوطنين يحاصرون حارة بالكامل، وهناك هبة جماهيرية من الأهالي.
واندلعت مواجهات متفرقة في المنطقة خلال الأيام الماضية، بعد تصاعد اعتداءات المستوطنين واستهدافهم منازل على أطراق قرية برقة.
وأطلق نشطاء دعوات لإغاثة بلدة برقة تحت شعار “برقة تناديكم”، مؤكدة: “لا تتركوا برقة وحدها ، على القرى القريبة اغاثتها ومد يد العون لها ، فاليوم برقة وغدا سبسطية وبزاريا وبيت امرين والسيلة ، فانتصروها كي لا تكونوا القرى التالية”.
ووقع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي “يوآف جالانت”، قبل نحو أسبوعين، رسميا على قرار يسمح للمستوطنين بالعودة لمستوطنة “حومش” المخلاة جنوب جنين، بعد 18 عاما من إخلائها.
وأصدر وزير جيش الاحتلال تعليمات للجيش بأمر يسمح للمستوطنين بالعودة لمستوطنة “حومش” شمال الضفة الغربية، بعد أسابيع من مصادقة كنيست الاحتلال على إلغاء قانون الانسحاب من 4 مستوطنات هذه المنطقة.
وبهذا القرار، سيعزز جيش الاحتلال من تواجده في المنطقة وينشئ مواقع عسكرية كبداية لإعادة بناء المستوطنة، عدا عن تمهيده لعودة المستوطنين في شمال الضفة.
يشار إلى أن قوات الاحتلال أخلت عام 2005 مستوطنة “حومش” بالتزامن مع اندحارها من قطاع غزة، لكنها أبقت على موقع المستوطنة كمنطقة عسكرية مغلقة، ومنعت الأهالي من استعادة أو استصلاح أو زراعة أراضيهم الموجودة ضمن حدود المستوطنة.
وأقيمت مستوطنة “حومش” عام 1982 على مئات الدونمات في منطقة جبل القبيبات بأراضي بلدتي برقة شمال نابلس وسيلة الظهر جنوب جنين.
ورغم مرور 18 عاما على إخلائها، لم يتمكن أصحاب الأراضي من العودة إليها أو الاستفادة منها، بل تحولت إلى بؤرة لإرهاب المستوطنين الذين عادوا إليها، واتخذوها نقطة انطلاق لمهاجمة المزارعين ولممارسة أعمال العربدة على شارع نابلس- جنين.