بحضور القائد إسماعيل هنية ووفد كبير من قيادة الحركة، نظمت حركة حماس في لبنان احتفالا وطنيا كبيرا في مدينة صيدا في جنوب لبنان، بعنوان (ونراه قريبا).
يأتي هذا الاحتفال ضمن الزيارة التي يقوم بها وفد الحركة إلى لبنان، حيث التقى الرؤساء الثلاثة والأمين العام لحزب الله والفصائل الفلسطينية.
من خلال هذا الاحتفال الحاشد، أرادت حماس أن تؤكد اهتمامها بالمجتمع الفلسطيني في لبنان، وأن تقف على شؤونه ومتطلباته، وأن تتابع شمولية أهدافه المتعلقة بالدور السياسي والمشاركة.
إن كلمة هنية في صيدا، جاءت بعد أيام قليلة من المناورة التي أجراها الكيان الصهيوني طوال 30 يوما للتدريب على مواجهة حرب على عدة جبهات.
كما أن كلمة هنية جاءت ضمن الجهود التي تبذلها الحركة لتوحيد الجبهة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال.
وتأتي بعد أيام قليلة من المواجهات العسكرية المتواصلة التي يقوم بها المقاومون الفلسطينيون في الضفة الغربية، والصمود الشعبي الكبير في القدس دفاعا عن الأقصى، والتصدي اليومي للاعتداءات الصهيونية في قطاع غزة.
أراد إسماعيل هنية في كلمته أن يؤكد على دور المقاومة وشموليتها واتساعها، وقدرتها على الصمود والمناورة، وفي نفس الوقت على استيعاب جميع مكونات الشعب الفلسطيني في مشروع مواجهة الاحتلال، وتطوير العلاقات مع الحلفاء.
الحضور الشعبي الواسع الذي رافق هنية هو دليل على التفاف الشعب الفلسطيني في كل مكان حول المقاومة وحول الثوابت، وهو مؤشر على ثقة الفلسطينيين بقيادة الحركة.
كما أنه دليل على ابتعاد الفلسطينيين عن مشروع التسوية الذي سقط وفشل، وعن مسار أوسلو وعن القيادة التي تحتكر القرار والتمثيل، والتي أصبحت عاجزة عن مواكبة الأهداف الفلسطينية.
الاحتفال الوطني الكبير في صيدا هو مؤشر على قدرة حماس على المحافظة على الثوابت والتجدد والاستيعاب، وهي واثقة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمشروعها الذي تجلى في عملية “سيف القدس” العام الماضي.
إن احتفال صيدا وجه رسالة واضحة للمجتمع اللبناني بابتعاد حماس عن الصراعات الداخلية الفلسطينية واللبنانية، لكنها منفتحة على أكبر تحالف ضد الاحتلال.
زيارة هنية للبنان هي الثالثة خلال أقل من سنتين وهي مؤشر على تقدم حماس، في حين يتحدث قادة الاحتلال عن فقدانهم للمستقبل واعترافهم أن كيانهم يتصدع.
فجهود حماس في لبنان تتكامل مع جهودها في مسار التحرير والعودة.