توافق اليوم الذكرى السنوية الـ22 لاستشهاد المجاهد القسامي إبراهيم أبو هواش من نابلس، بعد خوضه اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولة اعتقاله.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد ابراهيم طالب أبو هواش الملقب “أبو خليل” بتاريخ 19/8/1970 في مدينة نابلس لعائلة بسيطة الحال والمعيشة، كريمة مشهود لها بالصدق والتفاني.
نشأ شهيدنا وتربّى في مسجدي صلاح الدين والخضراء، فكان مثالاً الملتزم المعطاء الذي لا يرد سائلا ومهموما قط، فهو الذي ترعرع على حب الله عز وجل وخدمة دينه، وتزوج قبل أربع سنوات من استشهاده.
محطات جهادية
وخلال الانتفاضة الأولى، لم يقعده صغر سنه عن القيام بواجبه الوطني فكان يلحق بإخوانه أيام التصعيد والمواجهات، ففي النهار تجده في مواقع التصعيد وضرب الحجارة، وتنفيذ فعاليات الانتفاضة المختلفة، وفي الليل تجده مع إخوانه يكتبون شعارات الانتفاضة على الجدران، ويرفعون الأعلام والرايات، وينصبون الكمائن لدوريات جنود الاحتلال ويضربونها بالزجاجات الحارقة.
ومنذ عام 1996، اعتقلته أجهزة أمن السلطة عدة مرات، كما قاموا برصده ومتابعته فلم يثنهِ ذلك عن مواصلة نشاطه وفعاليته.
ومع انطلاق انتفاضة الأقصى الثانية، تنفّس شهيدنا الصعداء من كبت السلطة له ولإخوانه، فكان ملازماً للشهيد القائد جمال منصور وللشهيد القائد صلاح الدين دروزة، ويشرِف على تهيئة الرايات والسمّاعات ويحضّر مع إخوانه لوازم المسيرات ومهرجانات التأبين بكلّ جدّ.
كما أنه حمل هم إخوانه المطاردين فكان دائم المساعدة لهم بأي شيء يطلبونه منه، حتى لقب بـ”رجل المهمات الصعبة”، وعاش حياتهم قبل أن يصبح مطلوباً مطارداً.
وأثناء استعداد جنود الاحتلال لاجتياح مدينة نابلس في نيسان 2002 كان وإخوانه يستعدون لمواجهتهم، حيث أشرف مع إخوانه المجاهدين على تجهيز العبوات الناسفة، وإعداد الوسائل القتالية.
موعد مع الشهادة
في 25/12/2002 الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان جنود الاحتلال وعملاؤهم يحاصرون عدة منازل في حيّ رأس العين حيث تبيّن أن المجاهد القسامي إبراهيم وأحد إخوانه موجودون هناك.
وقد حاول المجاهد إبراهيم أن يحمي نفسه ويقاوم قوات الاحتلال، إلا أن الرصاص الإسرائيلي أصابه في فخده الأيسر، وقام جنود الاحتلال باعتقاله والتحقيق معه وتعذيبه إلا أنهم لم ينالوا منه شيئاً، فلقيَ الله عز وجلّ صابراً محتسباً رافعاً أصبع الشهادة.