من باب الخليل في القدس المحتلة إلى خليل الرحمن جنوب الضفة الغربية، ثأرٌ سريع وموجعٌ بساطور فتى مقدسي لحرائر الخليل بعد انتهاك الاحتلال حق خمسة منهن، ورعب للمستوطنين في القدس المحتلة تزامنا مع تواصل تدنيسهم لباحات المسجد الأقصى المبارك.
“ساطور” ضرب بقوة بيد مقدسي من جبل المكبر، وانهال على ثلاثة مستوطنين يدنسون تراب المدينة المقدسة، فأوجعهم إصابات واحد منهم بجروح خطيرة، في عمل بطولي عبّر الفلسطينيون عن فخرهم واعتزازهم به كردٍ وثأر لحرائر الخليل والقدس.
وقالت الكاتبة السياسية لمى خاطر إن اختيار المنفذ لباب الخليل في القدس لمكان للعملية ليس صدفة، مثلما أن سرعة الرد لم تعد صدفة، بل باتت حدثاً معتاداً عقب كل جريمة وانتهاك.
وعبّرت خاطر عن فخرها واعتزازها بالعمل البطولي، وأضافت: “مع كل قامة يشتدّ عودها تتسع كوة النور في جدار العتمة، وتنكسر حربة في جُعب المحتلين وأذنابهم”.
إرهاب استوجب الرد
وقال الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي إن العمل المقاوم بالضفة والقدس يشهد حالة من التصاعد في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال وجرائمه.
وأكد الريماوي على أن جرائم الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين شكلت محفزًا كبيرًا للشباب الثائر بتنفيذ عمليات بطولية، والجيل الجديد ما زال لديه الحلم بالعودة والحرية ودخول المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أن جريمة الاحتلال الأخير في الخليل وما جرى بها من تعرية مجندات إسرائيليات لنساء فلسطينيات تحت التهديد هو إرهاب حقيقي واستوجب الرد.
وأضاف: “أي شاب فلسطيني عندما يرى جرائم الاحتلال والاعتداء على الحرائر وانتهاك المقدسات لا بد أن يهب للانتقام”.
واعتبر الباحث في الشأن الصهيوني جمعة التايه أن المقاومة في الضفة تتصاعد وتتطور وتؤكد على الإبداع الفلسطيني بمقاومة المحتل.
وتابع: “هبة المقاومة منذ سيف القدس إلى اليوم تؤكد أن الفلسطيني يرفض هذا المحتل ولا يمكن أن يقبل بجرائم الاحتلال المتواصلة ولذلك يهب للثأر”.
ولفت إلى أن الاحتلال يحاول أن يجتث المقاومة من جذورها إلا أنه مع كل محاولة يعود بفشل ذريع.
كما تأتي عملية الطعن في منطقة باب الخليل بالقدس المحتلة مع التهديدات التي يتعرض إليها المسجد الأقصى المبارك باقتحامات واسعة لباحاته خلال شهري سبتمبر الجاري وأكتوبر القادم، بسبب الأعياد اليهودية، عدا عن مخاطر التهويد ومخططات التقسيم.