ارتقى فجر اليوم خمسة شهداء حمل كل واحد منهم قصصا وذكريات جميلة، واجتمعوا على أنه لا لعيش الذل تحت سياط الاحتلال، فزأروا رفضا للتطبيع والتطويع والفلسطيني الجديد المنكسر، انتصروا لذاتهم وشعبهم فكتبوا قصصا بمداد من الدم، وأنى لمداد الدم أن ينفد.
والد الشهيد حمدي قيِّم قال إن الشهداء الخمسة الذين ارتقوا في نابلس هم أبنائهم جميعا وكل العرين أولادهم، وليس حمدي وحده.
وأكد قيّم أن استشهاد نجله فداء للوطن وللعرين وفداء للقدس والأقصى، وأنهم لن يهتزوا والمسيرة مستمرة.
ولفت قيم إلى أن نجله كان ملتزما بدينه وصلاته ويخدم الصغير والكبير محبا للناس محبوبا لهم.
وشدد قيم على أن المسيرة مستمرة، وأن المقاومين سيهزمون الاحتلال ولن يهتزوا، و “يا جبل ما يهزك ريح”، ورح ننتصر إن شاء الله.
وديع السند
أما شقيقة الشهيد وديع الحوح فقالت: “أخوي شب مثل الوردة الكل كان بعرف شو هو، وأخوي سندي وسند كل الناس وكل البلد، ورح تتبقى ذكراه فينا”.
وأضافت “عاش وديع يتيم الأم، كانت تتمنى شقيقته أن تراه عريسا، لكن قدر الله وما شاء فعل، اختار أن يذهب لعند أمي، أمي إلي راح تزفه في الجنة إن شاء الله”.
وبدموع لم تتوقف، قالت الحوح إن شقيقها الشهيد كان نعم الصديق ونعم الأخ وكان رجلا وأسدا من أسود العرين الذين فدوا أنفسهم من أجل العرين وشعبنا.
بدورها قالت عمة الشهيد الحوح: “وديع كان بالنسبة لي ليس ابن شقيقي، بل كان ابنا لي خاصة بعد وفاة أمه، كانت حياتنا واحدة أسكن معهم، كان وديع ابن البلد وكل الناس بتعرفه وبتحبه”.
وأشارت الحوح إلى أن وديع بدأ بسنته الـ31 في شهر 6 الماضي، وكان زينة الشباب وأكثرهم حبا.
زف شهيدا في طفولته
أما الشهيد حمدي شرف والذي ارتقى فجر اليوم، كان قد طلب في طفولته من زملاء مدرسته أن يزف من أمام مدرسته كما يزف الشهداء في مشهد تمثيلي.
حمدي في ذلك الوقت وقبل سنوات طوال طوتها الأيام لكنها لم تطوها الذاكرة، حمله زملاء مدرسته على أكتافهم من أمام المدرسة حتى ميدان الشهداء.
اليوم وبعد 20 عاما يحمل مرة أخرى حمدي شرف على الأكتاف في مشهد مهيب شهدته عشرات الآلاف زفوه وإخوانه الشهداء إلى جنات النعيم.
صحفية شقيقة شهيد
الصحفية فرح قيّم تلقت نبأ ارتقاء شقيقها حمدي قيّم أثناء تغطيتها عدوان الاحتلال على نابلس.
وذكر الصحفي حافظ أبو صبرة عبر صفحته على (فيسبوك)، كيفية معرفة الصحفية فرح قيم خبر استشهاد أخيها، فكتب “في واحدة من المجموعات الإخبارية عبر تطبيق واتساب نعتمد عليها في الحصول على معلوماتنا ونتبادل كل واحد منا المعلومات والأخبار التي لدى كل واحد منا، ورد خبر بانفجار مركبة باستهداف للاحتلال في منطقة رأس العين”.
وأضاف أن الصحفية فرح قيم سألت عن أي زميل متواجد في مستشفى رفيديا، تكرر السؤال، بإلحاح كررت، حتى شعر بحجم خوفها من تكرار سؤالها، تعيد السؤال ثم تكتب: “أخوي كان بالسيارة الي تفجرت، مشان الله طمنونا مش عارفين نوصل المستشفى”.
وأجابها أحد الزملاء بوجود جثمان لشهيد، سألته عن أسمه: “اسمه حمدي!!”، فكان الخبر ارتقاء شقيقها، توقفت تغطيتها، فكان الخبر ارتقاء شقيقها الشهيد حمدي قيّم، وهي الصحفية فرح قيّم.
وما هي إلا لحظات حتى دوّنت فرح على صفحتها: “روح قلب أمه استشهد يا ناس يا عالم”.
اليوم يرحل خمسة شهداء في نابلس وسادس في رام الله، نفضوا غبار الحياة عنهم، عشقوا الخلود والحرية فلم يأبهوا للموت، رجال لم تلههم تجارة أو بيع أو أولاد ونساء عن جهاد هذا المحتل ومقاومته ولم يقنعوا بالذل على رقابهم.
لسان حال العرين وأهل نابلس والضفة وأهالي الشهداء يقولون اليوم: “قد تسقط منا الأجساد، لكن هيهات أن تسقط منا الرايات”.