أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمد صبحة، أنّ شعبنا الفلسطيني وفصائل المقاومة تتوحد حول قضيتي الأسرى والمسجد الأقصى، بل يساهمون في وحدة الساحات، كونهم أول الخطوط الحمر التي لا يمكن تجاوزها.
وشدد صبحة على أن قضيتي الأسرى والأقصى تلقى أيضاً إجماعاً عربياً وإسلامياً في الدعم والمناصرة، مشيراً إلى أنه كانت هناك العديد من الهبات والانتفاضات نصرة للقدس ومقدساتها على مدار قرن كامل، بدءاً من ثورة البراق وانتهاءً بالأحداث الأخيرة.
وذكر أن الأسرى يوحدون الفلسطينيين وساحاتهم، ويجعلون المقاومة ملتزمة بأن لا تتبنى ضبط النفس، موضحاً أن “هذا البند أصبح بهذا القدر من الأهمية في العقد الأخير، ولم يكن بهذا القدر سابقاً”.
ولفت إلى أن ثورة البراق عام 1929 هي الهبة الأولى من أجل القدس في التاريخ المعاصر، مضيفاً أن “هبة النفق عام 1996، جاءت من شعبنا بمجرد سماع نبأ فتح الاحتلال نفق أسفل الأقصى، كون هذا النفق يمس بقدسية الأقصى، ويعرضه لخطر الانهيار، وقدموا في الهبة أكثر من ستين شهيداً”.
ونوه إلى أن انتفاضة الأقصى اندلعت عام 2000 بدافع الانتصار للقدس، بعد أن قام الإرهابي شارون باقتحام الأقصى، واستمرت أحداث الانتفاضة لسنوات، وارتقى خلالها آلاف الشهداء، وتم تقديم التضحيات على اختلاف أشكالها.
وبيّن صبحة أنّ حرب العصف المأكول عام 2014 كانت لدوافع عديدة منها سلسلة اقتحامات قام بها الاحتلال لباحات الأقصى، إلى جانب قرار وزير جيش الاحتلال بمنع الرباط في الأقصى، هذا من ناحية.
وتابع قائلاً: “من ناحية أخرى كانت الأحداث في الضفة دافعاً ومحركاً وتحديداً بعد أن خاض الأسرى الإداريون إضراباً طويلاً، ثم جاء أسر المستوطنين الثلاثة نصرة للاسرى، فشن الاحتلال حملة شرسة على الضفة الغربية، دفعت هذه العوامل مجتمعة المقاومة في غزة إلى إطلاق عشرات الصواريخ نحو مغتصبات الكيان ، فتدحرجت الأمور نحو الحرب”.
وأشار إلى أنه “بعدها بعام كانت هبة قادها الأشبال والشبان بسكاكينهم وسياراتهم عرفت باسم (هبة القدس )، ثم كانت هبة البوابات الإلكترونية عام 2017 ، رغم أنها قامت على أكتاف أهل القدس والداخل المحتل، إلا أنها كانت جولة مظفرة أخرى ، وانتصاراً لمقدسات القدس “.
وأوضح أن الجولة الأبرز التي وحدت الساحات مع القدس، تمثلت في معركة سيف القدس عام 2021، وما جسدته من وحدة للساحات بمعادلة ثابتة غير قابلة للتجاوز، مبيناً أنه خلال اقتحام الاحتلال مصليات الأقصى والاعتداء على المعتكفين، قررت المقاومة بدأ الهجوم، وشرعت بقصف كثيف للصواريخ”.
وأردف قائلاً: “اعتبرت الجولة الأولى التي تحدد المقاومة موعدها وتبدؤها، وتوحدت الساحات بشكل غير مسبوق، بانضمام الداخل المحتل للمواجهة والمشاركة في أعمال المقاومة”.
واستكمل بقوله: “أما المشهد الأخير عام 2023، فقد تمكن الملفين الأسرى والأقصى، من التأكيد على أنهما صاحبي الحق والقدرة على توحيد الساحات”.
وأوضح أنه في الوقت الذي قرر فيه الأسرى الدخول في معركة مصيرية مع السجان، وأعلنوا عن معركة (بركان الحرية أو الشهادة) لم تستطع المقاومة إلا أن تعلن بـأنها لن تترك الأسرى في المعركة وحدهم، و أن الساحات ستتوحد من خلف الأسرى، واضطر الاحتلال وعلى رأسه المتطرف بن غفير مسؤول الملف إلا أن يتراجع عن حربه على الأسرى.
وختم قائلاً: “الحال تكرر خلال أقل من شهر مع الأقصى في الأحداث الحالية التي شهدها، وكانت نتيجتها غاية في الوضوح، فانتصرت فيها وحدة الساحات، وانتصر فيها الأقصى، وكسب الشعب الفلسطيني بل الأمتين العربية والإسلامية نصراً جزئياً مهماً، يراكم على ما سبق، ويساهم في تمهيد الطريق إلى ما هو قادم”.
ويُحيي الفلسطينيون في كل أماكن وجودهم اليوم الاثنين، ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف 17 نيسان/ أبريل من كل عام.