في زاوية من منزل عائلتها الصغير، جلست الطفلة دعاء عماد الحسيني تبكي بحرقة، بعد تلقيهم إخطاراً من سلطات الاحتلال بهدم المنزل الذي يأويهم في حي واد قدوم بسلوان في القدس المحتلة.
تتساءل دعاء والدموع تنهمر من عينيها: “وين نروح لماذا يعيش أطفال العالم في بيوتهم دون خوف ونحن هكذا”.
البيت المكون من غرفتين فقط وساحة صغيرة، يعيش فيه المقدسي عماد الحسيني وزوجته وأطفاله الثمانية، منذ 17 عاماً.
إخطار بالهدم
وقالت زوجة الحسيني إنهم تلقوا إخطاراً من قوات الاحتلال بإخلاء المنزل خلال 21 يومًا تمهيدًا لهدمه بحجة البناء دون ترخيص.
وأوضحت أن البناء تم تشييده قبل 40 عامًا، لكن العائلة اشترته (زوجها وإخوته) قبل 17 عامًا، وقام الإخوة ببناء غرفتين لكن تم هدمهما.
وعام 2018 استلمت العائلة أمرًا آخر بهدم المبنى كله الذي يقطنه مع أشقائه الستة.
ستة أشقاء
ويعيش في المبنى باقي أفراد العائلة من إخوة الحسيني الخمسة ووالدتهم، الذين باتوا مهددين بالتشريد خارج منازلهم بحجة عدم الترخيص.
وأشارت الأم المريضة نظيرة الحسيني، إلى أنها تسكن في المنزل منذ عام ٢٠٠٦، وفي عام ٢٠٠٩ هدمت بلدية الاحتلال البيت، ثم أعادت العائلة بناء جزء منه ليأويهم.
وقالت الحاجة نظيرة إن أبنائها يسكنون في 6 شقق صغيرة باتت مهددة بالهدم، وسيصبحون جميعهم دون مأوى مع أطفال ونسائهم.
لكن الحسيني أكدت صمودها على أرض سلوان، ولو اضطرت إلى نصب خيمة أمام منزلها والعيش فيها.
و يتهدد 6 أحياء في سلوان خطر هدم منازلهم بالكامل، بدعوى البناء دون ترخيص، أو بإخلائها وطرد سكانها لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وتعد بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ومحرابه، حيث يحاول الاحتلال اقتلاع السكان منها من خلال مصادرة البيوت أو هدمها والاستيلاء على الأراضي واستهداف مقابرها، حيث يحاول اليوم تخريب مقبرة باب الرحمة وتجرفيها.
ويتهدد خطر الإخلاء والهدم كامل حي البستان في سلوان، لإقامة حديقة على أنقاض المنازل، بعد رفض كافة المخططات الهيكلية التي قدمت لترخيص الحي بأكمله.