في أحد بيوت مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، أبصر الشهيد عدّي التميمي النور، وذلك في شهر نوفمبر لعام ألف وتسعمئةٍ وتسعة وتسعين ميلاديـّة، ليترعرع بين أحضان عائلة فلسطينية ربّته على حُب الأوطانِ والأقصى.
كانَ الطفلُ عدي شاهدًا على جرائمِ الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من قتلٍ واعتداءاتٍ يوميةٍ وتدنيس للأقصى، وكانت عيناه ترنوان للثأر لآهات المظلومين والمكلومين حينما تشتدُ سواعده الصّغيرة.
ومنذ نعومة أظفاره تدرّب في نوادي المدينة وتمرّس في رياضة كمال الأجسام، ليشتدّ عودُه ويشاركُ في المواجهات حاملًا حجرًا من غضب يُلقي به وجوه الأعادي.
قرارُ الانتقامِ
قرر الشهيد المقدسي عدي التميمي أن ينتقم للأقصى الذي يتعرض للتهويد ولمخططات الاحتلال ومستوطنيه، وللمقدسيين الذين ذاقوا الويلات من هدم وتهجير واعتداءات يومية.
ففي الثامن من أكتوبر لعام 2022، ترّجلَ البطل عدي التميمي من سيارة الأجرة من سيارة الأجرة بكل هدوء على حاجز مخيم شعفاط، ومن ثم امتشق مسدسه ليوجه رصاصات مسدسه من مسافة قريبة جدا على رؤوس الجنود الإسرائيليين، أدّت لمقتل جندية تدعى “نوعا لازار” وإصابة آخر بجروح بخطيرة، قبل أن يلوذ بالفرار وتمكن من الانسحاب.
انسحب عدي من مكان العملية ليبقى مطاردًا بين أزقة وحواري القدس، ليبدأ رحلة المطاردة التي سخر لها الاحتلال جميع الإمكانيات إلا أنه فشل في اعتقاله.
عُدي الكرّار
أراد عدي التميمي أن يعيد عليهم الكرّة مرة أخرى، ففي التاسع عشر من أكتوبر 2022 استطاع البطل التميمي الوصول إلى مستوطنة “معاليه أدوميم” شرقي القدس ليشتبك مع حراسها فيلقى ربه شهيدًا.
وفي الخامس والعشرين من يناير لعام 2023، اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال يبلغ قوامها 300 جندي منزل عائلة الشهيد عدي التميمي، الموجود في الطابق السادس ببناية سكنية في ضاحية السلام/مخيم شعفاط
وأضحى عدي التميمي رمزًا للشباب الفلسطيني ونموذجًا مُقاومًا فذًا يسيرون عليه لتحرير البلاد والمقدسات من دنس الاحتلال.
حماس تنعي شهيدها التميمي
وكانت حماس قد نعت شهيدها البطل المطارد المجاهد، عديّ كمال التميمي من مخيم شعفاط بالقدس، الذي خضّب تراب القدس بدمه الطاهر بعد تنفيذ عملية إطلاق نار بطولية وإصابته مستوطنًا، على مدخل مستوطنة “معاليه أدوميم” شرق مدينة القدس، بعد أسبوعين من المطاردة إثر تنفيذه عملية شعفاط البطولية.
وتابعت الحركة في بيانٍ لها “إنّ هذه العملية الجديدة، واستبسال البطل التميمي وإصراره على مقاومة الاحتلال، يثبت أركان ثورة شعبنا ضد الاحتلال المجرم، ويبعث برسالة التحدي له من قلب القدس، وينذره بأيام سوداء يُستهدف فيها جنودهم وحراس مستوطناتهم وقطعانهم المعربدة في بقاعنا الطاهرة، ويحوّل جبروتهم وغطرستهم إلى مهزلة بأيدي مقاومينا الأبطال.”