تصاعدت وتيرة العمليات البطولية الفدائية في أرجاء الضفة المحتلة التي زأرت وثأرت في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني المتزايدة بحق الإنسان، وبحق الأرض الفلسطينية، وبحق الشجر وبحق الوطن ومقدساته المباركة.
عرين الأسود مجموعات فلسطينية شبابية ثائرة سطع نجمها النضالي عاليًا شامخًا في سماء فلسطين، خرجت هذه المجموعات الثائرة من بين جبال جرزيم وعيبال ورحم نابلس البطولة والفداء؛ إذ انطلقت هذه المجموعات في أول عملياتها الفدائية ضد الجنود الصهاينة من جبل النار، لتعلن استهداف كل الجنود وقطعان المستوطنين في ساحات الضفة المحتلة، والقدس، وستمتد عملياتها البطولية للداخل المحتل (أراضي عام 48).
مجموعات عرين الأسود الشبابية تمثل الشعب الفلسطيني كله؛ الذي يرفض الذل والهوان، ويرفض المساومة على حقوق وثوابت شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط على أرضه، بل وتتصدى هذه المجموعات لمجازر وجرائم الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني، وهي تمثل امتدادًا طبيعيًّا لفصائل المقاومة في ظل ازدياد جرائم ومجازر الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة خاصة قبل انعقاد الانتخابات الخامسة في الكيان (نوفمبر القادم)؛ الأمر الذي يمثل حالة من التحدي الكبير لرئيس حكومة الكيان المجرم (يائير لبيد) في مواجهة هذه المجموعات الثورية والقضاء عليه ووقف عملياتها ضد الجنود والمستوطنات في الضفة والقدس.
إن مجموعات عرين الأسود شكلت معادلة قوية في الصراع مع الاحتلال إذ قلبت الموازين في الضفة المحتلة والقدس على رؤوس المحتلين، بل وستفشل حسابات الاحتلال ورهاناته الخاسرة، إذ حوَّل حياة الصهاينة للرعب والخوف المتواصل على مدار الساعة، وهذا ما شهدناه في العمليات الأخيرة.
وتفيد مصادر إعلامية بأن انطلاقة مجموعات عرين الأسود الثورية كانت في شهر سبتمبر الماضي بباكورة عملياتها الفدائية في منطقة التعاون بجبل جرزيم في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، إذ نُفِّذت عملية فدائية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، كان بطلها الشهيد سائد الكوني (22 عامًا)، الذي اشتبك هو ورفاقه مع قوات الاحتلال لمدة من الزمن قبل أن يرتقي شهيدًا، وتم احتجاز جثمانه الطاهر، في حين أصيب ثلاثة من رفاقه بعد انسحابهم من مكان العملية؛ إذ أعلنت مجموعات العرين في بيان لها مسؤوليتها عن العملية، ثم توالت العمليات الفدائية منها عملية مستوطنة (براخا) الواقعة جنوب نابلس، إذ استهدف رجال العرين برشقات من الرصاص نوافذ مساكن المستوطنين؛ وبدأت بعدها مجموعات العرين بتوسيع خلاياه عبر ضم الكثير من الشباب الفلسطيني الثائر لصفوفها، واتخذت المجموعات الثورية مقرًّا لها في البلدة القديمة بنابلس.
وقد أعلنت عرين الأسود في البيان “أنهم سيقاومون المحتلين الصهاينة أينما وكيفما وجدوا وباستخدام كل أشكال وأساليب المقاومة بهدف الإثخان بالعدو وإيلامه، وأن غطرسة الاحتلال الصهيوني بقتل وسفك دماء الفلسطينيين فرضت عليهم كمقاومين “معارك متجددة” قد لا يتوقع الاحتلال شكلها ولا يقرأ طبيعتها سابقًا؛ وأكد البيان نهج المقاومة والسير قدمًا فيه، وعدم ترك البندقية تحت أي ظرف وتوجيهها نحو الاحتلال ومستوطنيه ومن يساندهم من العملاء، كما أنهم يرفعون الغطاء ويدينون كل من يستخدم اسمهم لمطالبة التجار بالمال بزعم دعم المقاومة.
إن غزة البطولة والصمود والفداء دومًا حاضرة في الميدان، إذ أعلنت غرفة العمليات المشتركة في قطاع غزة عن دعمها ومساندتها لمجموعات عرين الأسود، وأعلنت توفير كل الإمكانات لهذه لمجموعات الثورية، إذ تتابع غرفة العمليات المشتركة ما يجري في ساحات الضفة والقدس، والعمليات الفدائية التي نفذتها مجموعات عرين الأسود منها مجموعات جنين ونابلس وغيرها من المجموعات الثورية.
إن مجموعات عرين الأسود تشكل مأزقًا كبيرًا أمام جنود الاحتلال، وصعوبة في كيفية القضاء عليها ومحاصرتها، خاصة أن هذه المجموعات الثورية على مرمى حجر، ومسافة صفر من جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين؛ وعليه التحديات كبيرة وتشكل عقبة كأداء أمام جنود الاحتلال في مواجهة هذه المجموعات الثورية؛ وسط تصاعد حدة العمليات الفدائية في القدس والضفة أبرزها عملية (حاجز شعفاط)، وفي ظل العجز البدني والنفسي لجنود الاحتلال في مواجهة الفدائي الذي قتل مجندة، وأصاب أربعة آخرين؛ ما استدعى أن يقوم رئيس هيئة الأركان العسكرية في جيش الاحتلال المجرم (أفيف كوخافي) باستخدام الطائرات المسيرة في مواجهة أبطال العمليات الفدائية وملاحقتهم.
إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع مواجهة هذه المجموعات الثورية، وهؤلاء المناضلون الأبطال الذين عرفوا طريق التحرير، ورسموا خريطة الطريق بدمائهم الطاهرة الزكية في مواجهة جبروت الاحتلال الصهيوني، ورفضًا للذل والخنوع والعار، وقرروا بأنفسهم الثورة والغضب على المحتلين وقطعان المستوطنين، حتى تحرير أرضنا، وكنس الاحتلال البغيض عنها، وجاءت هذه المجموعات المقاتلة لتأكد مجددًا تمسك شعبنا الفلسطيني البطل بخيار المقاومة، وخيار الكفاح المسلح لتحرير أرضه المباركة من دنس الصهاينة المحتلين، وإسقاط خيارات التفاوض الانهزامية.