استهدف مقاومون الليلة الماضية شارع 55 الاستيطاني قرب بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية بعبوات ناسفة محلية الصنع، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال واقتحام البلدة وملاحقة الشبان.
حالة المقاومة أصبحت صفة دائمة من صفات بلدة عزون، والتي بات اسمها يتصدر نشرات الأخبار في كل يوم وليلية، إما باستهداف قوات الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة أو الرصاص أو العبوات الناسفة، أو التصدي لاقتحامات الاحتلال الشبه يومية.
وتعيش بلدة عزّون حالة من الحصار والتضييق التي تمارسها سلطات الاحتلال على سكانها الفلسطينيين، لكنها في المقابل تعيش حالة ثورية فريدة، جعلت منها صداعا مزمنا للاحتلال ورعبا لمستوطنيه الغاصبين.
وتتواصل حالة المقاومة في بلدة عزون رغم الاغتيالات والاعتقالات المتصاعدة بشكل كبير في البلدة، ففي الرابع من يناير – كانون الأول اغتال جيش الاحتلال، 4 مقاومين في بلدة عزون بعد محاصرة بناية التي كانوا يتحصنون بها، وإصابتهم واعتقالهم.
والشهداء المشتبكون هم: وليد رضوان، ومحمد رضوان، وقصي عدوان، وإياد شبيطة، وارتقوا بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا مع قوات الاحتلال التي حاصرتهم.
واغتيال الشهداء الأربعة جاء بعد يوم من ملاحقة السلطة للمجموعة وكشفها ومصادرة مركبة لهم بما تحمله من سلاح وعبوات ناسفة.
عزون تلك البلد الصغيرة في مساحتها الكبيرة في أفعالها وبطولة أهلها، صاحبة التاريخ الوضاء الطويل في ميادين الجهاد والبطولة.
رعب المستوطنين
عزون التي لم تهدأ أبداً ولا تعرف للراحة سبيل، يرابط مقاوموها للمستوطنين الذين يمرون على الشارع المحاذي للبلدة، ويرشقونهم بالحجارة والزجاجات الحارقة والأكواع محلية الصنع، ويمطرونهم أيضاً بأسلحة الكارلو محلية الصنع، حتى باتت عزون رعباً للمستوطنين.
ووضع جيش الاحتلال بوابة حديدية على مدخل عزون الشمالي تحرسها دوريات الاحتلال طوال الوقت وغالبية الأوقات منذ سنوات تكون هذه البوابة مغلقة، كما جرف مساحات كبيرة من أشجار الزيتون المحاذية للشارع الذي يمر منه المستوطنون، وبعد طوفان الأقصى بنى برج مراقبة على مدخلها.
وكل ذلك لم يوقف أبطال عزون وثوارها عن مقاومة المحتل، فعزون صداع المحتل ورعب المستوطنين، مضيفة: “دام جهادكم يا أبطال عزون ودام رعبكم، عزون نموذج مشرق في ضفتنا الحبيبة، قدوة لبلداتنا وقرانا ومدننا، دام عزك يا عزون”.
حصار وتضييق
و يحول الاحتلال عزون إلى مسرح تفتيش وتخريب، وحصار يمتد لأيام، وإغلاق البوابات، ويعتقل الاحتلال في كل عام ما يزيد عن 200 شخص من أبناء بلدة عزون يمارس بحقهم أسوء أشكال الإهانة والإذلال ويمنع أهاليهم من الزيارة والعمل في الداخل المحتل بذريعة “المنع الأمني”.
يجثم على أراضي الفلسطينيين من بلدة عزون والقرى المجاورة مستوطنات “كرنيه شمرون” و”معاليه شمرون” و”جينات شمرون” التي تنهب خيرات هذه الأراضي وتنغص حياة أصحابها.
ويحاصر بلدة عزون عدد من البوابات العسكرية التي تتحكم في حياة المواطنين وتمنع مرور سكان القرى المجاورة في كل مرة يريد الاحتلال فيها ممارسة سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين.
في العام 1994 أقام الاحتلال أولى هذه البوابات العسكرية لعزل بعض الأراضي الزراعية عن أصحابها ثم ألحقها بأربع بوابات أخرى عند مداخل ومخارج القرية وأحاطها بعدد كبير من كاميرات المراقبة التي يستخدمها في تحقيق أهدافه ضد الفلسطينيين.
تفتح هذه البوابات لساعات محدودة في اليوم للسماح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم الزراعية، بينما البوابات الموجودة على مداخل البلدة ومخارجها فتفتح وتغلق بضغطة زر من أصغر جندي في جيش الاحتلال.
هذه الاعتداءات المتواصلة والإغلاقات الشاملة التي قد تستمر لأيام تشل الحركة في بلدة عزون ولا يستثنى المارين من طريقها من هذا العقاب، فتتعطل أشغالهم ويمنعون من الحصول على احتياجاتهم اليومية، فعزون تتوسط أربعة مدن فلسطينية.