توافق اليوم الذكرى الـ20 لاستشهاد المجاهد القسامي رائد مسك من الخليل، بعد أن نجح بتفجير جسده الطاهر ضمن عملية استشهادية في حافلة للمستوطنين، أدت لمقتل ما يزيد عن 20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين.
ميلاد مجاهد
ولد الشهيد رائد عبد الحميد عبد الرزاق مسك في مدينة الخليل بتاريخ (24-1-1974م)، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الجزائر، أما المرحلتان الإعدادية والثانوية فقد تلقاهما في المدرسة الشرعية للبنين.
والتحق بكلية المجتمع في الأردن ليكمل دراسته الشرعية، لكنه لم يستطع لظروف قاهرة، ليعود أدراجه إلى جامعة الخليل، حيث التحق بكلية الشريعة وحصل على شهادة البكالوريوس، ثم انتسب بعدها لجامعة النجاح الوطنية من أجل الحصول على شهادة الماجستير.
في ذلك الوقت، أصبح الشهيد مدرسا في مدرسة رابطة الجامعيين، وقد تزوج وأنجب من الأبناء مؤمن وسما ويحيى، وكان “مسك” قد تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره (15) عاما، ومنذ ذلك الوقت وهو لا يتحدث في أي أمر إلا ويكون القرآن زينة حديثه، ما عكس ذلك على تصرفاته وأخلاقه الراقية وصلته برحمه، كما وأهّله ليكون خطيبا مفوها.
جهاد واستشهاد
تميز الشهيد رائد بسرّيته في العمل العسكري، فوفقاً لما ذكره أهله أكدوا أنه لم يكن ممن يتحدث كثيرا في السياسة، بل كان كل حديثه ينصب حول القرآن وإعجازه وأحكامه وأوامره ونواهيه، والأخلاق والعبادات والآداب العامة.
اعتقل لدى الاحتلال عام 1989 وكان عمره (15 عاما) ومكث في السجن مدة عام، توفيت والدته وهو في الاعتقال ليتألم لموتها أشد الألم، حتى كلما استحضر سيرتها كان يبكي.
رغم أن الشهيد رائد لم يدخل منطقة القدس الغربية ولو لمرة واحده في حياته، إلا أن توفيق الله وحده وأخذه بالأسباب كانا سببين كافيين لنجاح عمليته النوعية.
وخلال توجهه لأداء العملية، تخفى “رائد” بزي مستوطنين يهود، وصعد في مثل هذا اليوم من عام 2003 إلى الحافلة رقم 12 التي كانت قد خرجت للتو من ساحة البراق، وكانت الحافلة مزدوجة حيث صعد رائد من الباب الخلفي.
وتمكن الشهيد “مسك” من تفجير عبوته شديدة الانفجار، وتزن 5 كغم، وأدت عمليته البطولية لمقتل 20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين.
رحل الشهيد رائد، وبقي مسك سيرته يفوح للأجيال من بعده، فقد كان نعم الشاب الصالح المجاهد الذي نذر جهده ووقته وماله في سبيل الله.