الأسبوع الماضي نفذ فلسطينيون عملية إطلاق رصاص ضد حافلة تقل جنودًا إسرائيليين في منطقة الأغوار في الضفة الغربية، العملية أسفرت عن إصابات متعددة بين الجنود ويبدو أنه لم تطلق رصاصة واحدة ضد منفذي العملية رغم أن المستهدف جنود مدججون بالسلاح، وقد قبض على اثنين منهم بعد استدعاء قوات كبيرة ومتعددة من الجيش في منطقة أمنية من الدرجة الأولى، حيث إنها منطقة حدودية مع الأردن، وتعد بالنسبة للكيان الإسرائيلي خط الدفاع الأول وتعج بالمستوطنات، وهذه العملية كشفت هشاشة الأمن الإسرائيلي عموما وانعدام الكفاءة القتالية لجنود جيش الاحتلال، كما أنها أثبتت أن المقاومة في الضفة الغربية باتت حاضرة في كل مكان؛ تغطي الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948.
في ذات الأسبوع أيضا نفذ جيش الاحتلال عملية اقتحام لمدينة جنين، حيث اجتاحت أكثر من مئة آلية عسكرية المدينة وتحمل مئات العناصر من جنود وقناصة وقوات خاصة، للوهلة الأولى اعتقدنا بأن جيش الاحتلال بدأ بتنفيذ تهديد سبق العملية بعدة أيام وهو اقتحام المدينة واجتثاث المقاومة منها، ثم تبين أن الهدف هو تدمير شقة شهيد نفذ عملية ضد الاحتلال، وعملية بهذا الحجم الكبير والهدف الضئيل تؤكد أن جيش الاحتلال لم يعد قادر على اجتياح بعض المناطق بحرية تامة كما في السابق، والعملية التي كانت تنفذها مجموعة بسيطة من الجنود أصبحت تحتاج إلى 1000 جندي ومئة آلية عسكرية.
عملية الاقتحام هذه لم تحقق هدف الردع كما يدعي جيش الاحتلال وإنما أثبتت هشاشة جيش الاحتلال، وخاصة أن خشيته من المقاومة في قطاع غزة كانت حاضرة، حيث لم يجرؤ الاحتلال على رفع عدد الشهداء والجرحى في حملته كما كان يفعل في اجتياحاته المماثلة في الزمن الماضي، ثم إنه أرسل للمواطنين “تحذيرا” بعدم التصدي لآلياته وجنوده “حتى لا يمسهم سوء”، وبالتالي هو يعلم أن هدفه فقط هدم منزل ولا يريد توسيع العملية ولا يريد الالتحام مع المقاومة بعنف، ولا يريد إثارة المقاومة في قطاع غزة أو تدخلها وخاصة قبل انتخابات الكنيست بشهرين.
بعد تكرار مشاهد الضعف التي يعاني منها جيش الاحتلال عاد ليتهم السلطة الفلسطينية بالضعف وعدم القيام بما تمليه عليه اتفاقية أوسلو والاتفاقيات الأمنية اللاحقة، هذه تهمة مسيئة جدا للسلطة، ونتمنى على السلطة أن تنفذ تهديداتها وخاصة أن المهلة التي أعطيت للمحتل توشك على الانتهاء ولم تخضع (إسرائيل) لتلك التهديدات بل ضاعفت جرائم القتل والاستيطان في الضفة وضاعفت من إهانتها “لشريكها” في عملية التسوية.