شكّلت عملية “تقوع” جنوب بيت لحم اليوم الأحد رافعة جديدة للمقاومة وتناميها في الضفة الغربية وتوجيهها ضربات مركزة أوجعت الاحتلال، ودلالة على فشل منظومة الاحتلال الأمنية، وجاءت في مكان جديد لم يكن للاحتلال أن يتوقعه سابقا.
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي إبراهيم الشيخ إن “عملية تقوع تختلف عن باقي العمليات، من حيث الموقع الجغرافي والسلاح المستخدم”.
وأوضح الشيخ أن استخدام المنفذ لسلاح M16 في تنفيذ عملية تقوع، يعد تطورًا نوعيًا في عمليات المقاومة، وأن استهداف المقاومة لتجمع غوش عتصيون يشكل خطورة نوعية على الاحتلال.
وأضاف الشيخ أن حكومة الاحتلال أصبحت تعي أن المزيد من استفزاز الفلسطينيين، يؤدي لمزيد من المقاومة.
ظاهرة متصاعدة
بدوره، لفت المختص بالشأن الإسرائيلي جلال رمانة معقبا على عملية إطلاق النار البطولية قرب مدخل مستوطنة تقوع، إلى أن الاحتلال ومحللوه السياسيين والعسكريين ومنذ عملية جنين يتسائلون بحال كانت العمليات من غير جنين ماذا سيكون الرد.
وأوضح رمانة أننا اليوم أمام ظاهرة متصاعدة وتنتشر في أوساط الفلسطينيين في الضفة الغربية، واللجوء لخيار المقاومة للتصدي لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.
وأضاف أن عملية اليوم في تقوع منظمة ومتقدمة عن عمليات سابقة، والمنفذ استطاع الكمن في المكان وأطلق النار من مسافة صفر.
وأكد أن المنفذ لم يمس الطفلتين بأي سوء، فمقاومتنا أخلاقية لا تمس الأطفال بسوء، وترفض أن تكون مثل الاحتلال ومستوطنيه في جرائمهم بحق كل ما هو فلسطيني حتى لو كانوا أطفالا.
عمليات مبرمجة
الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق بيّن أن عمليات “عيلي” و”كدوميم” و”تكواع”، كان فيها المنفذون من مناطق بعيدة جغرافيا لا تسمح من الناحية الأمنية، حمل سلاح والسير في مركبة وقطع مسافات طويلة رغم التشديد الأمني .
وأوضح القيق أنه لو كان قرار المقاومة مجرد التنفيذ فتوجد في جوار مناطق المنفذين مستوطنات وشوارع التفافية وثكنات عسكرية، وهذا أسهل أمنيا عليهم.
وتابع القيق قائلا: “لكن يبدو أن رسالة العمليات مبرمجة وتتضمن مفهوماً أعمق من التنفيذ، وعلى الأقل واضح أنه تكتيك”.
وأصيب ثلاثة مستوطنين صباح اليوم، أحدهم بحالة خطيرة في عملية إطلاق نار قرب حاجز تقوع العسكري الإسرائيلي المقام على أراضي تقوع جنوب شرق بيت لحم.
واعتقلت قوات الاحتلال منفذ عمــليــة تقوع وهو الأسير المحرر عمار النجار (26 عاماً) من مدينة الخليل، ويعد أحد نشطاء حركة حماس، والذي كان قد نشر قبل ساعات من تنفيذ عمليته البطولية صورة لمقاتل ملثم من كتائب القسام كتب عليها “ومنهم من ينتظر” مروسة بشعار كتائب القسام.
وباركت حركة حماس عملية إطلاق النار البطولية التي نفذها أبطال شعبنا صباح اليوم، قرب حاجز تقوع جنوب بيت لحم.
وذكرت حماس أن العملية ضربة طبيعية لعدو مجرم لا يحترم الإنسانية، ويمارس مجازره دون أي اعتبار للقيم والمبادئ والأعراف الدولية والقانونية، ولا تزال مجزرة جنين الأخيرة لعنة تطارده.