اختتم الحراك النقابي الصحفي، أعمال المؤتمر الوطني للصحفيين الفلسطينيين الذي عقده اليوم الأحد 11 يونيو 2023 تحت شعار “معا لنقابة تمثل الجميع”، في قاعة رشاد الشوا بمدينة غزة، بمشاركة مئات الإعلاميين الفلسطينيين وبحضور شخصيات حقوقية ومجتمعية وممثلي قوى وطنية وسياسية.
وتضمّن المؤتمر كلمات عديدة لأطر وأجسام صحفية ونقابية للتأكيد على وحدة الموقف الصحفي، والتعبير عن رفض الإعلاميين لكل ما نتج عن مسرحية الانتخابات في نقابة الصحفيين.
وشاركت في المؤتمر أطر صحفية، وهي المكتب الحركي للصحفيين ساحة غزة، والتجمع الإعلامي الفلسطيني وكتلة الصحفي الفلسطيني وتجمع المبادرة الإعلامي وتجمع الصحفيين المستقلين والتجمع الشبابي الصحفي وتجمع الصحفيين الديموقراطيين والصحفيات الفلسطينيات وأهالي شهداء الصحافة.
وأكدّ البيان الختامي للمؤتمر الذي تلاه الصحفي مفيد أبو شمالة، ضرورة وجود نقابة قوية موحدة وجامعة، وغير خاضعة للتسييس والمحاصصة. وتوجه المؤتمر بالتحية للزملاء والزميلات كافة، والمؤسسات الإعلامية التي شاركت بالمؤتمر الوطني، معاهدون بأن يظلوا حملة الكلمة الصادقة وصولا لنقابة تمثل كافة الصحفيين الفلسطينيين.
وشددّ البيان الختامي للمؤتمر رفض ما تمخض عن مسرحية الانتخابات الأخيرة التي أجراها المتنفذون في النقابة وما ترتب عنها من إقرار وسن للقوانين، ونؤكد على عدم قانونيتها وتمثيلها النقابي للصحفيين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس، باعتبار أن الجهات التي وضعت القوانين هي جهة لا تمثل كافة الصحفيين الفلسطينيين وتم إقرار القوانين لإحكام سيطرتهم على النقابة.
وتابع البيان “سيبقى هذا الجسم فاقداً للأهلية والشرعية ما دام تسيطر عليه جهات غير صحفية، ولا يمثل الصحفيين الفلسطينيين تمثيلا نقابيا ومهنيا وفقا للأعراف والقوانين المتبعة”. وعبّر عن حق الصحفيين الفلسطينيين أن يكونوا ممثلين داخل نقابة الصحفيين بعيداً عن انتمائهم الحزبي والسياسي ما داموا على رأس عملهم الصحفي.
وأكدّ البيان الختامي للمؤتمر أن مطلب الصحفيين الأساس هو وجود نقابة قوية للصحفيين تكون حاضنة لكل الصحفيين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس المحتلة، معبراً عن رفض المؤتمرون تسييس عمل النقابة والمحاصصة الحزبية التي تتم داخل النقابة بعيدا عن أي عمل مهني ونقابي.
وأشاد بكل النقابات العربية التي تتفهم الخلل النقابي في الجسم الصحفي الفلسطيني ولم تشارك في مهزلة نقابة الصحفيين ونتوجه لها بالتحية لعدم مشاركتها في المسرحية الهزلية، ودعاها لمواصلة جهدها من أجل نقابة مهنية وقوية تمثل كل الصحفيين.
وعبرّ عن اعتزازه بالعمق العربي والإسلامي، لذلك نوجه نداءنا لاتحاد الصحفيين العرب كمؤسسة ناظمة لعمل النقابات العربية بضرورة التدخل ورفض ما قامت به الجهة المسيطرة على النقابة من سن للقوانين ومن مسرحية هزلية سميت زورا وبهتانا بالعملية الانتخابية وهي بعيدة كل البعد عن العمل الديمقراطي والنقابي.
كما أكدّ البيان أنّ العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق الصحفيين وجرائم القتل التي تستهدف المؤسسات الصحفية تتطلب جسم نقابي قوي يحمل هذه الملفات أمام كل المؤسسات العربية والدولية.
وتوجه بالتحية لشهداء وأقمار الصحافة الفلسطينية، الذين قضوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي وهم يقومون بواجبهم المقدس في الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا، ونعاهدهم أن نبقى نحمل الكلمة الحرة في مواجهة مخططات الاحتلال. كما وجّه التحية للجرحى والأسرى من الصحفيين الفلسطينيين الذين مضوا على طريق الحرية وهم يعلون صوتهم في مواجهة الرواية الإسرائيلية المحرفة ويؤكدون على الرواية الفلسطينية.
وثمّن البيان في الختام مشاركة كل من حضر في أعمال المؤتمر الوطني للصحفيين، مؤكدا في ذات الوقت أن عدم المشاركة الواسعة من الصحفيين المهنيين وكبار الصحفيين في الضفة والقدس وغزة في المسرحية التي أقامها المتنفذون في النقابة يثبت أن النقابة لا تمثل إلا نفسها.
المكتب الحركي: تعطيل النقابة أضرّ بالرواية الفلسطينية
وقال المكتب الحركي المركزي للصحفيين في ساحة غزة، إنّ “نقابة الصحفيين الفلسطينيين عانت من تبعات وتداعيات التجاوز غير المبرر للنظام الداخلي، الذي عطّل عمل نقابة الصحفيين بشكل مهني، فدفع الصحفيون الثمن غاليًا في غياب التوافق والموضوعية الجامعة”.
وأوضح شريف النيرب مسؤول المكتب الحركي بغزة، أنّ هذا الضعف أوجد تضاربًا في الرواية الوطنية في وجه رواية الاحتلال، وبات التمثيل الصحفي مجتزأً، وغاب الناظم الوطني المنوط به الدفاع عن حرية الكلمة وضمان وصول الحقيقة للمواطنين والدفاع عن الصحفيين في وجه كل من يحاول التنكيل بهم أو استلاب حقوقهم أو الحيلولة بينهم وبين حقوقهم المهنية.
وأعرب عن أمله أن يقود المؤتمر لتصويب مسار نقابة الصحفيين الفلسطينيين، كي تؤدي دورها كوعاءٍ جامعٍ لكل من يناضلون من أجل حرية الرأي والتعبير، وكل من ينشدون الحقيقة، وكل من يناضلون في سبيل الحق المُطلق في المعرفة، وحتى تكون صوتًا يصدح على الدوام، وفي كل المحافل.
وأضاف النيرب: “أراد البعض تمرير انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين في غياب الإجماع الصحفي، وبخلاف ما تم التوافق عليه بين الأطر والكتل الصحفية الفلسطينية”. وبيّن أنه كان من المفترض أن تتم معالجة مواد النظام الداخلي للنقابة وفق رؤيةٍ مهنيةٍ ووطنيةٍ جامعة، وبالذات المواد المتعلقة بالعضوية، وبإشراف لجنة من الخبراء والمختصين.
واستدرك النيرب بالقول: “لكن عقلية التفرّد والإقصاء والاستبداد بالرأي والموقف حالت دون هذا الوفاق، وعطّل الفريق المتنفذ في النقابة كل المساعي لتأمين الشراكة، واكتظت الهيئة العامة التي أُعلن عنها بأسماء لا صلة تربطها بعالم الصحافة، بل إن بعضها كان ممن نكّلوا بالصحفيين ومارسوا بحقهم سياسة تكميم الأفواه”.
وأكدّ أن هذه السياسة دفعت الكتل الصحفية إلى عدم خوض هذه الانتخابات، لتنتهي كما سابقاتها بفوزٍ بالتزكية لكتلة الفريق الذي يستلب القرار، ويمقت الشراكة، ويرغب في الاستئثار بالمواقع.
ورحّب المكتب الحركي المركزي للصحفيين في ساحة غزة بكل الجهود التي حاولت تحقيق التوافق، وبقرار الكتل الصحفية الكبرى مقاطعة الانتخابات، بعد محاولة فريق الإقصاء إعادة إنتاج الشخصيات التي جعلت من النقابة ألعوبةً في يد المتنفذين على مدى اثني عشر عامًا، الأمر الذي يعني بطلان شرعية وقانونية هذه الانتخابات، واقتصار تمثيلها على من شارك في هذه المسرحية الهزلية.
وأكدّ أنّ هذه المسرحية لا تعكس قطعيًا حضور وتميز الصحفيين الفلسطينيين في كل المحافل العربية والدولية، ولا يرقى إلى حجم التضحيات التي قدمها شهداء الصحافة الفلسطينية الذين ارتقت أرواحهم وهم ينقلون الحقيقة للعالم ويكشفون جرائم الاحتلال على الأرض الفلسطينية، وما زلنا ننادي بانتخاباتٍ قائمةٍ على الشراكة، بما يضمن فعالية الجسم النقابي ودوره في حماية وتحصين الصحفي الفلسطيني ودفع مسيرة المهنة إلى الأمام.
صباح: انتخابات النقابة أحدثت شرخًا بين الصحفيين
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي ورئيس المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية فتحي صباح، أن انتخابات نقابة الصحفيين الأخيرة أحدثت شرخًا كبيرًا وعمقت الانقسام بين الصحفيين، مع إشارته إلى إمكانية جسر الهوة بين مختلف الأطراف ببدء حوار شامل يبحث كافة التفاصيل والمخاوف والشكوك وصولًا إلى اتفاق يُعيد لنقابة الصحفيين مكانتها، ووحدتها، وقوتها، وهيبتها.
وقال الصحفي صباح: “كنا ومجموعة كبيرة من الصحافيات والصحافيين نؤمن بقدراتنا على تعديل مسار نقابة الصحفيين والذهابِ إلى انتخاباتٍ شاملةٍ، حرةٍ، ونزيهةٍ، شفافةٍ، وديموقراطية، يُشاركُ فيها كلُ من يعملُ في مهنةِ البحثِ عن فلسطين المغتصبةِ؛ لكنَ أطرافا بعينِها ذهبتْ بعيدًا عن الوحدةِ ولمِّ الشملِ الصحافي”. وفيما يتعلق بالمؤتمر الاستثنائي اعترف صباح بخطئه لاعتقاده بأن المؤتمر كان ملاذًا وخلاصًا مناسبًا من الأزمات التي تمر بها نقابة الصحفيين مع الكتل الصحفية، علما بأنه شخصيًا كان ضدَ انعقاده.
ودعا صباح إلى حوارٍ شاملٍ يناقشُ ويبحث كلَّ التفاصيلِ والمخاوفِ والشكوكِ؛ لجسرِ الهوةِ بينَ مختلفِ الأطرافِ، وصولا إلى اتفاقٍ جامعٍ شاملٍ، يُعيد لنقابةِ الصحافيينَ مكانتَها، ووحدتَها، وقوتَها، وهيبتَها. كما دعا مختلف الأطراف للوصول إلى اتفاقٍ وطنيٍ شاملٍ يحمي النقابةَ ويصونها، ويُبقي عليها بيتا واحدا موحدا مستقلا؛ لمواجهةِ كل التحدياتِ، والتصدي لكلِ الانتهاكاتِ، فلسطينيًا وإسرائيليًا، قائلًا:” المسؤوليةُ على عاتقنِا كبيرة، والحملُ ثقيلٌ، فالقدسُ وفلسطينُ تنتظرانِ منا الكثيرَ، وعلينا، جميعًا، أن نكتبَ بلغةٍ وطنيةٍ تصالحيةٍ وحدويةٍ، وأن لا نسمحَ بأنْ يسجلَ التاريخُ علينا أننا كنا جزءاً من الانقسامِ والتشرذمِ”.
الحقوقي عبد العاطي: موقف نقابة الصحفيين كرّس الانقسام
بدوره، أكدّ الحقوقي د. صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، أنّ موقف نقابة الصحفيين، عززّ الانقسام في الساحة الفلسطينية. وقال د. عبد العاطي في كلمته بالمؤتمر، “عقد مؤتمر نقابة الصحفيين بمعارضة ومقاطعة وازنة لأطر صحفية وصحفيين مستقلين، ودونما اقتراع وعلى طريقة المحاصصة الدراجة في العرف السياسي والنقابي في تصميم وترتيب مسبق للنتائج”.
وأوضح أنّ هذا الأمر أبقى نقابة الصحفيين دونما تمثيل ومشاركة حقيقية تعبر عن مختلف المكونات والاطر الصحفية والصحفيين؛ الامر الذي عزز ازمة التمثيل والشرعية والديمقراطية في النقابة بدلا من الآمال التي عقدت ابان التحضيرات لمؤتمر النقابة.
وأكدّ أن المؤتمر الاستثنائي جرى استغلاله عبر إفراغه من مضمونه وليتحول في إجراءاته ومضمونه لمهرجان انتخابي تأييدي لوجه نظر الفريق المهمين على النقابة، حيث لم تلتزم اللجنة التحضرية للمؤتمر بالإجراءات القانونية والديمقراطية الشفافة والنزيهة سواء لجهة نشر سجل الصحفيين قبل المؤتمر.
وأوضح عبد العاطي أنه تم نشر أكثر من نسخة للنظام الداخلي على موقع النقابة، عدا عن إعادة ترتيب أعضاء الهيئة العامة وإزاحة ومنع واعاقة التسجيل لصحفيين مهنيين في النقابة او صحفيين محسوبين على انتماءات سياسية أخرى. وبيّن أن ذلك قابله تسهيل انضمام فئات محددة، من العاملين في الإعلام الرسمي رغم ان العاملين في الحكومة يجب ان تتوقف عضويتهم لحين تقاعدهم او استقالتهم من العمل الحكومي حتي لا تتحول النقابة الي نقابة للعاملين في الاعلام الرسمي ، إضافة إلى اشخاص لا تنطبق عليهم الشروط العضوية، ليصبحوا اغلبية عدا عن إشكالية التسديد للرسوم من عدمه لبعض المشاركين في المؤتمر.
وأكدّ عبد العاطي أن ذلك كله تسبب في تكريس المحاصصة والمغالبة لحسم النتائج بشكل مسبق بديلا للديمقراطية. وتابع: ” كان الأولى في المهيمنين على النقابة التعامل القانوني والحقوقي والديمقراطي مع الملاحظات والخلافات وحسمها عبر الطرق الديمقراطية لا بالإصرار على منهجية الاستحواذ والاقصاء والتفرد والهيمنة”.
التجمع الإعلامي الفلسطيني: لن نسمح باستمرار السيطرة على النقابة
من جانبه، أكد التجمع الإعلامي الفلسطيني، أن ما حصل في انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين، هو انتهاك فاضح وصارخ لحقوق الصحفيين ولكل قيم الديمقراطية والتعددية والشراكة القائمة على المهنية، من قِبل المتنفذين في النقابة الذين أوصدوا الأبواب في وجه كل المبادرات التي تنادي بتوحيد الجسم الصحفي.
وقال الصحفي توفيق السيد سليم في كلمة التجمع الإعلامي بالمؤتمر الوطني للصحفيين: “نجدد رفضنا لما يسمى بالمؤتمر الاستثنائي الذي حضره الجميع إلا الصحفيون”.
وأضاف، الانتخابات النقابية التي حصلت مؤخراً هي عملية سياسية تقاسمية مفضوحة تزيد من الانقسام في الساحة الفلسطينية، ومهزلة لا تمثل كافة الصحفيين. وتابع، لن نسمح باستمرار السيطرة على النقابة، وسنواصل نضالنا المشروع على مختلف المستويات القانونية والمهنية محلياً وخارجياً من أجل فضح محاولات سرقة حق الصحفيين في اختيار من يمثلهم ومن يُعبر عن طموحهم بواقع مهني يليق بتضحياتهم.
واعتبر سليم أن تغيب كبار الصحفيين الفلسطينيين عن مسرحية الانتخابات بدعوى عدم تسديد رسوم العضوية، يؤكد أن ما جرى خارج عن المنطق والعقل والفهم السليم للعمل النقابي والمهني. وطالب كافة المؤسسات القانونية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الحقوقية وكافة الجهات المعنية، بالوقوف عند مسؤولياتها، ووضع حد لهذه المهزلة التي اقترفها المتنفذون في نقابة الصحفيين.
وأشاد التجمع الإعلامي الفلسطيني بالنقابات العربية، ونقابة الصحفيين المصريين التي أعربت عن تفهمها الخلل النقابي في الجسم الصحفي الفلسطيني، مؤكداً على استمرار المساعي لاستعادة النقابة وإعادة الاعتبار لها كجسم مهني جامع.
تجمع المبادرة الإعلامي: سنواصل الخطوات الاحتجاجية
كما أكد تجمع المبادرة الاعلامي أن الدفاع عن حقوق الصحفيين وانتزاعها وحمايتها واجب ومسؤولية وطنية تستدعي توظيف جميع الطاقات وتوحيدها، لوقف الانتهاك والمساس بحقوق الصحفيين الفلسطينيين. ووجه التجمع التحية لروح شهداء المهنة الصحفية، ولِمن اعتقل من أجل الكلمة والصورة، ومن قَدم روحه فداء وتضحية من أجل الحقيقة.
وقال الصحفي عبد العزيز النجار خلال كلمة تجمع المبادرة الإعلامي في المؤتمر الوطني للصحفيين الفلسطينيين: “لا أحد ينكر دور الصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين على مختلف مشاربهم ومساهماتهم البارزة في إيصال المشهد الفلسطيني للعالم بالوسائل المختلفة”.
وأضاف، من حق الصحفيين الانضواء في نقابة قوية مهنياً تُمثلهم جميعاً دون تمييز تستطيع الدفاع عنهم وعن حقوقهم، دون إقصاء لآحد وحرمانهم من العضوية فيها بذرائع ومبررات مختلفة.
وعَبر التجمع عن رفضه لما حصل في مؤتمر نقابة الصحفيين وما ترتب عليه من نتائج تُنكر حقوق الصحفيين، وتعمل على التمييز بينهم، مؤكدًا على المواصلة بكافة الخطوات الاحتجاجية اللازمة لإيصال الصوت والرسالة بمضمونها الصريح، وأن يتم تصويب ما حدث والعدول عنه.
وتابع، لن يَقف التجمع مكتوف الأيدي إزاء محاولات تسييس العمل النقابي، وفرض المحاصصة المقيتة، وسنبذل الجهود من أجل تصويب المسار وإعادة الاعتبار للعمل النقابي بجوهره الديمقراطي الحقيقي. ودعا التجمع مختلف الجهات القانونية والحقوقية واتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين بالتدخل الفوري لمعالجة الأزمة خشية من التفاقم والوصول لنتائج سلبية.
كتلة الصحفي: نرفض تسييس النقابة
وأكدّت كتلة الصحفي الفلسطيني، أن المؤتمر النقابي الصحفي في غزة، جاء ليؤكد رفض الصحفيين المطلق لكل عمليات التسييس والمحاصصة الحزبية التي تتم داخل النقابة بعيداً عن أي عمل مهني ونقابي. وقال رئيس الكتلة عماد زقوت في كلمة له، إن المؤتمر يضم كوكبة من أبناء المؤسسات الصحفية الشرعية والقانونية الذين يجتمعون اليوم ليرفعوا الصوت موحدا ويؤكدوا على مطلبهم الأساس بضرورة وجود نقابة مهنية قوية للصحفيين تكون حاضنة لكل الصحفيين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس المحتلة.
وشددّ على أن العدوان الصهيوني المتواصل بحق الصحفيين وجرائم القتل التي تستهدف المؤسسات الصحفية تتطلب جسم نقابي قوي يحمل هذه الملفات أمام كل المؤسسات العربية والدولية لاسيما المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف زقوت: “لقد خضنا ومازلنا معركة نحن على يقين أننا سننتزع فيها حقنا من سارقيه، رغم كل المبادرات والتدخلات التي أوصدت الجهة المتنفذة في النقابة أمامها كل الأبواب والتي كانت تنادي بتوحيد الجسم الصحفي، إلا أننا ماضون في نضالنا النقابي حتى نحقق أهدافنا في نقابة مهنية جامعة للجسم الصحفي نقية من الدخلاء على المهنة”.
وجدّد تأكيده عدم شرعية كل ما قامت به الجهة المسيطرة على النقابة من مسرحية انتخابية هزلية، فـ”الانتخابات التي تتفرد فيها جهة دون الجميع باطلة، والانتخابات التي تُقصي الصحفيين الحقيقيين وتمنع انتسابهم باطلة، والنقابة التي نظامها الداخلي لا يتوافق مع الجميع أيضاً باطلة”.
وتابع زقوت: “ربما استطاعت الفئة المتنفذة بالنقابة أن تنهي مسرحيتها الانتخابية شكلاً وليس مضموناً، فما تابعنا ورأيناه من عدم المشاركة الواسعة من الصحفيين المهنيين وكبار الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء في الضفة والقدس وغزة يؤكد أن الجهة التي تتحكم بالنقابة لا تمثل إلا نفسها”. وأكدّ أن محاولات النقابة منح نفسها شرعية من خلال التقاسم السياسي لملفاتها بين بعض الفصائل، دون التمثيل الكامل للمجموع الصحفي، ما أوقعها في تجاوزات ومخالفات قانونية كبيرة تلزم الجهات القانونية الفلسطينية وفي المقدمة منها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومؤسسة أمان ورئيس هيئة مكافحة الفساد والهيئات النقابية بالوقوف عند مسئولياتها. وأوضح أن هذه الجهات مطالبة أن تعلي صوتها أمام شبهات الفساد والتزوير الذي يقوم به مختطفي النقابة، فلا يصح أن تقف موقف المتفرج وإلا ستكون قد شاركت في هذه الجريمة بصمتها.
وثمّن زقوت بكل النقابات العربية التي تتفهم الخلل النقابي في الجسم الصحافي الفلسطيني ولم تشارك في مهزلة نقابة الصحفيين ونوجه لها التحية لعدم مشاركتها في المسرحية الهزلية وندعوها لمواصلة جهدها من أجل نقابة مهنية وقوية تمثل كل الصحفيين. وجددّ رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني نداءه لاتحاد الصحفيين العرب كمؤسسة ناظمة لعمل النقابات العربية نرفض فيه ما قامت به الفئة المتنفذة بالنقابة من سن للقوانين ومن مسرحية هزلية سميت زورا وبهتانا بالعملية انتخابية وهي بعيدة كل البعد عن العمل الديمقراطي والنقابي، ونقدر عاليا موقف الإتحاد بهذا الشأن.
ودعا الى إلغاء مسرحية الانتخابات الهزيلة وما نتج عنها، واعتماد حق الصحفيين في الانتساب والانتخاب وإعادة هيكلة العضويات، وإلغاء كل المنتسبين من غير أصحاب المهنة بغض النظر عن طبيعة أعمالهم لكنهم غير صحفيين، والإلتزام بكل القوانين النقابية المنصوص عليها في القانون، فالنقابة حق للجميع.
والد الشهيد أبو حسين: من يحمي الصحفي الفلسطيني ؟
بدوره، قال والد الشهيد الصحفي يوسف أبو حسين في كلمة أهالي الشهداء الصحفيين الفلسطينيين: “بكل مرارة نقف بين أيديكم، نحن عوائل الشهداء الصحفيين، نذرف الدموع والآهات ليس لأننا في مقام ذكرى استشهاد أبنائنا، بل لأننا نرى وصية الشهداء وهي في موضع استهداف من قِبَلِ يدٍ تعبث بها، ولا ترى أدنى حرج بالمساس بها”.
وأضاف خلال المؤتمر الوطني للصحفيين الفلسطينيين: “هذه اليد التي ما فتِئت تخرب فيها عنوة تحت مسمى حماية الصحفي، ولم نجد بعد سنواتٍ من ارتقاء أبنائنا شهداء أيَّ تحرك رسمي منهم أو من الجهات التي يمثلونها في سياق محاسبة قتلة الشهداء الصحفيين”.
وتساءل والد الشهيد أبو حسين: “مَن يحمي الصحفي؟ ومَن فكرّ في رفع قضيةٍ للجنائية الدولية؟ ومَن خاطب العالم ليأتي لزيارة عوائل الشهداء الصحفيين والوقوف على مسرح الجرائم التي ارتكبت بحقهم؟
وأكد على أنهم كعوائل الشهداء ليسوا في موضع تفرقة بين الصحفيين، بل يدعون للعمل جميعًا لتوحيد صفهم في نقابة صحفيين تجمعهم وتقوي من عزائمهم وتوفر الحماية لهم، وفي أقل تقدير أن تعمل من أجل محاسبة الاحتلال على جرائمه بحقهم.
وشدد على دعمهم ووقوفهم إلى جانب المؤتمر الوطني الجامع، قائلًا: “امضوا ولا تلتفتوا خلفكم، فقد عرفناكم وخبرناكم في ميادين العمل تبذلون الغالي والنفيس لأجل نقل الحقيقة والرواية، فأنتم خير مَن يمثل الصحفيين الشهداء والأحياء.
” وطالب بضرورة أن يتوحد الصحفيون في نقابة تضم الكل الفلسطيني، مضيفا:ً “ما زلتُ أنتظر اليوم الذي يطرق فيه الصحفيون بابي ويقولون لي نحن نمثل الجميع، وأتينا لنطرق بابكم لكي نكرم يوسف الشاهد والشهيد ونخبره أن للصحفيين بيتًا جامعًا يجمعهم، كان يحلم به هو ورفاقه عندما كان حيّا”.
النقابات المهنية
كما أكد نقيب المحاسبين الفلسطينيين الدكتور محمود المصري، أن جميع النقابات المهنية الفلسطينية تقف إلى جانب مئات الصحفيين الفلسطينيين وتدعم مطالبهم المشروعة للوصول لنقابة صحفية مهنية قوية.
وقال المصري خلال كلمته نيابة عن النقابات المهنية الفلسطينية: “إن وجود نقابات مهنية قوية تكون حاضنة لكل النقابيين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس المحتلة مطلب يسعى إليه الجميع، إذ لا يحق لأحد منع عضوية أي محاسب أو طبيب او مهندس أو صحفي للانضمام إلى نقابته”.
وأضاف: “يجب عدم تسييس عمل النقابات، وألا تكون المحاصصة الحزبية التي تتم داخل بعض النقابات، بعيدا عن أي عمل مهني ونقابي، وما نقابة الصحفيين الفلسطينيين عنا ببعيد”، مشيرًا إلى أن الجهة المتنفذة في نقابة الصحفيين أغلقت الأبواب أمام كل المبادرات والدعوات التي كانت تنادي بتوحيد الجسم الصحفي منذ ما قبل الانقسام السياسي الفلسطيني، ولا تزال.
ولفت إلى أن التقاسم السياسي لملف نقابة الصحفيين بين بعض الفصائل وما نتج عنه من قرارات وقوانين لا يمثل المجموع الصحفي؛ لأنه يخالف القوانين المتبعة. ودعا المصري إلى اجتماع عاجل بين الأطر النقابية لتدارس الأزمة على قاعدة التوافق على نظام داخلي عصري وجديد، وتعريف الصحفي وشروط العضوية، وعدم وجود أي جهات غير صحفية في النقابة، ودونما اعتراف أو اعتبار للاجتماعات التي عقدتها الجهة المسيطرة على النقابة منذ مطلع العام الجاري.
وقال: “إن الجهات القانونية الفلسطينية وفي المقدمة منها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومؤسسة أمان ورئيس هيئة مكافحة الفساد والهيئات النقابية مطالبة بأن تعلي صوتها أمام الإجراءات غير القانونية التي تقوم بها النقابة في ظل عدم تمثيل النقابة لكل الصحفيين”.
تعديل النظام الداخلي
من جانبها، طالبت الصحفية نعوم السقا بتدخل جادٍ لتعديل مواد النظام الداخلي للنقابة لتحديد وتعريف (مَن هو الصحفي)، مؤكدة خلال كلمة باسم الصحفيات الفلسطينيات، على رفضهن وتنديدهن بالمسرحية الهزلية التي انطوى عليها مؤتمر- نقابة الصحفيين الفلسطينيين- بمن حاولوا سلب الصحفيات الفلسطينيات والصحفيين الفلسطينيين حقهم في اختيار ممثليهم، عبر انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهةٍ قائمةٍ على ضمان أكبر وأوسع تمثيل لكل الكتل الصحفية.
وطالبت السقا “بضرورة تدخل جادٍ لتعديل مواد النظام الداخلي للنقابة، الذي ينبغي عليه أن يُحدد ويُعرّف من هو الصحفي، ويرتب آلية العضوية وفقًا لمعيارٍ يُجمع عليه الكل الصحفي، ويؤسس لحقبةٍ من الشراكة الكاملة بين مختلف الكتل الصحفية، ويضمن العدالة للصحفيات الفلسطينيات اللاتي يشرُف بهنّ كل جسمٍ تمثيلي”.
وأوضحت أن التمثيل العادل والتحيّز الإيجابي للمرأة الفلسطينية يعكس، وتحديدًا في نقابة الصحفيين، رُقي وتحضّر ومدنية الجسم النقابي، وهو أمرٌ ناضلت من أجله الصحفيات الفلسطينيات طويلًا، كيف لا وهن أخوات وزميلات ورفيقات درب أيقونة الإعلام الفلسطيني والعربي الشهيدة الإعلامية الأيقونة شيرين أبو عاقلة.
تجمع الصحفيين المستقلين: انتخابات النقابة أعادت التفرد
بدوره، وصف تجمع الصحفيين المستقلين، انتخابات نقابة الصحفيين بـ”المسرحية والكعكة” مع إشارته إلى أن الانتخابات أعادت إنتاج التفرد والهيمنة والسيطرة، كما تنكرت لحقوق آلاف الصحفيين الفلسطينيين. وقال نبيل سنونو في كلمة باسم التجمع: “إن القائمين على النقابة أغلقوا الأبواب أمام كل الأصوات الحرة، التي دعتهم ليصوبوا مسار النقابة؛ لكنهم مضوا قدمًا في التعامل مع النقابة على أنها “كعكة” يتقاسمها من نفذوا تلك “المسرحية” التي لم تحظ بأي شرعية من الوسط الصحفي”.
وأكد سنونو، على أن كل ما أفرزه ما سمي بـ”المؤتمر العام” و”المؤتمر الاستثنائي” للنقابة هو باطل، مشيرًا إلى أن عدم المشاركة الواسعة من الصحفيين المهنيين وكبار الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء في الضفة والقدس وغزة يؤكد أن الجهة التي تسيطر على النقابة لا تمثل إلا نفسها.
غياب آليات الانتساب للنقابة
بدوره، أكد عضو التجمع الصحفي الشبابي محمد بكرون، أن غياب آليات الانتساب إلى نقابة الصحفيين الفلسطينيين أدى إلى التفرقة بين العاملين من مؤسسة إلى أخرى، مشددًا على ضرورة توحيد الجسم النقابي الفلسطيني؛ ليجمع كل الصحفيين تحت سقف واحد. وقال بكرون خلال كلمة التجمع الصحفي الشبابي: “يجب على أصحاب العقول الراجحة، بأن يسعوا إلى توحيد نقابة الصحفيين؛ لتشمل الكل الصحفي سواءً في غزة، أو الضفة، أو القدس المحتلة”.
ودعا بكرون جميع المؤسسات الحقوقية والهيئات النقابية للعمل من أجل الوصول إلى جسم نقابي صحفي مؤثر وله بصمة قوية، على أن يتم الأخذ بعين الاعتبار في جميع المبادرات والأفكار المساهمة في توحيد الجسم الصحفي.
كما أكد عضو تجمع الصحفيين الديمقراطيين عاهد علوان، أن عدم المشاركة الواسعة من الصحفيين المهنيين في انتخابات النقابة وأنشطتها دليل واضح على أن القائمين عليها لا يعبّرون عن المجموع الصحفي بالمطلق، إنما يمثلون أنفسهم فقط.
وأوضح علوان في كلمة تجمع الصحفيين الديمقراطيين أن التجمع يرفض بشكل قاطع تسييس عمل النقابة والمحاصصة الحزبية التي تتم داخل النقابة بعيدًا عن أي عمل مهني ونقابي. وقال: ” إن تنظيم انتخابات لنقابة الصحفيين بعد أكثر من 10 سنوات من التعطيل المقصود هو إمعان في تغييب النقابة، وتحجيم لدورها، واقتصار خدماتها على فئة معينة من الصحفيين دون غيرهم”. وطالب تجمع الصحفيين الديمقراطي بالعمل لإعادة إصلاح نقابة الصحفيين؛ لتمثل الكل الصحفي بشكل ديمقراطي دون تحيز أو تمييز، مشددًا على أن وجود نقابة مهنية قوية للصحفيين تكون حاضنة لكل الصحفيين في غزة والضفة والقدس المحتلة هو مطلب أساسي ومشروع لا يمكن لأي أحد إنكاره.