ما يجري اليوم من حرق للبيوت وتدمير للممتلكات و عربدة وترويع يذكّر بما فعلته العصابات الصهيونية ما قبل عام 1948 بتغطية ودعم من الجيش البريطاني، وهو عدوان همجي متوحّش يصبّ جام غضبه على بيوت آمنة فيها أطفال ونساء وسكّان مثلهم مثل بقيّة البشر.
لو افترضنا العكس بأن يهاجم الفلسطينيون بيوتهم بهذه الطريقة الهمجيّة، كيف سيصدّرون الصورة للعالم، لو أن دولة أخرى من دول العالم المتقدّم تعرّض سكانها لمثل هذا التوحّش الصهيوني الفاشيّ وبذات الطريقة، أما الفلسطينيون فلا بواكي لهم وكأنّ هذا الأمر طبيعيّ وأنهم الخدّ الذي تعوّد اللطم ويجوز في حقّهم ما لا يجوز لغيرهم.
لو أنّهم كما يدّعون دولة قانون أو أنها دولة تحترم نفسها، وأن المعتدين يلاحقون ويحاكمون وفق هذا القانون لاختلف الأمر ولكن الذي يحدث هو العكس تمامًا، كلّ مكونات كيانهم من أعلى المستويات تشجّعهم على الإثم والعدوان، ثم حماية الجيش لهم تشجيع ثانٍ ثم عدم تحمّل أي تبعات لاعتداءاتهم تشجيع ثالث.
لذلك فإنه لا رادع لهذه الهمجيّة سوى أن يشمّر الفلسطينيون عن سواعدهم، في معادلة كبح جماع كتل الحقد المتحرّكة في ديارنا، والفلسطيني قد أثبت مرارًا وتكرارًا أنه يستعصي على الكسر ولا يقبل بالدنيّة ولا الذلّة ولا المهانة، هو قادر بكل بساطة على تدشين معادلة الردع المتبادل، وعلى قاعدة: أن نخسّرهم أكثر مما نخسر.
وما زال أحرار هذا الشعب يأملون من فصائل العمل المقاوم في الضفة أن تتجدّد الروح فيها، وأن تظهر قيادات شابة تقود المرحلة القادمة، فالمياه الراكدة تصبح آسنة وتموت الحياة فيها بينما المتحركة والجارية دائمة التتجدّد والتجديد. وهكذا بعض الفصائل الفلسطينية تتكلّس قياداتها ولا تعطي الفرصة للشباب أن يأخذوا فرصتهم في القيادة والتغيير، ونظرًا لعدم توفّر الأجواء المناسبة لعمل انتخابات حرة ونزيهة فإن هناك من يتقدّم الصفوف عبر الكولسة وممارسة النفوذ بطرق غير صحيحة، لذلك فإن المعيار الذي على الجميع أن يصوّب نظره إليه هو الإنجاز والنتائج المطلوبة في ميدان مقارعة المحتلّ.
هذه الأيام نشهد على رفع سقف العدوان من المحتل بشكل كبير، لذلك فإن المتوقّع فلسطينيًّا أن يرتفع سقف الأهداف وأن يوظف لذلك كلّ جهد ممكن وأن نعطي المرحلة متطلباتها، لا بدّ من العمل السريع على وحدة الموقف وعلى بلورة برنامج وطني يتفق الجميع على النضال من أجل تحقيقه، وأقصد بالجميع كلّ من يلتقي على ضرورة لجم المحتلّ وتحرير البلاد والعباد من شرّه.