بيت لحم
“ما أحلى بهجة العيد وفرحة العيد معكم يا جماعة، الحمد الله على نعمة الحرية”، بهذه الكلمات عبّر الأسير المحرر محمود عبد الكريم عيّاد من بيت لحم، عن فرحته بعيد الأضحى المبارك الأول، الذي يمضيه بين أهله ومحبيه خارج سجون الاحتلال.
ويقول عيّاد الملقب بـ”المرابط”، إنه أمضى 19 عيداً في سجون الاحتلال، وحرم فيها من أجواء العيد بصحبة الأهل وجمعة الأحباب.
وتابع قائلاً: “يا الله شو إنهم مستكثرين هاي الفرحه علينا، وعلى أهالينا”، مشيراً إلى أنه في عيد الأضحى لعام 2020 كان على كرسي التحقيق لدى سلطات الاحتلال، وحرمه المحقق من الاتصال بأهله ومشاركتهم فرحة العيد حتى لو بالصوت، وكذلك دون أن يطمئن عليهم ويطمئنهم على نفسه.
شراء أضحية
أوضح المرابط عيّاد أنه كان في ذلك اليوم يود أن يطلب من أهله شراء أضحية، كان قد جمّع ثمنها لشرائها “شيكل فوق شيكل”، وكان ينتظر العيد لحظة بلحظة حتى يشتريها”.
واستدرك قائلاً: “بس ظُلمهم وحقدهم كان أسبق من فرحة العيد، نزعوني من وسط بيت وسرقوا فرحتي ولم يريدوا أن تكتمل هذه الفرحة”.
ولفت عيّاد إلى أن فرحته بأهله وأحبابه اليوم خارج السجن، ينقصها فرحة تحرر جميع إخوانه الأسرى في سجون الاحتلال.
ودعا أبناء شعبنا للدعاء للأسرى وتذكرهم في هذه الأيام، وتذكر أهاليهم كذلك والوقوف معهم وزيارتهم ومشاركتهم فرحة العيد كان قريبا أو جارا أو صديقا أو أي شخص أو عائلة تعرف أنها تفتقد نجلها المغيّب في سجون الاحتلال.
وقال عيّاد: “علبة ماكنتوش ما بتخسّر، يا عمي ما تحملو علبة حلو.. روحو فاضيين، بس روحو إسعدوهم، تعزروش علينا الواحد بكونله جار مسجونله الف سنة وهو مش داخل داره”.
زيارة عائلات الأسرى
أشار إلى أن زيارة عائلة الأسير تدخل سرور وفرحة ع قلوبهم الله وحده يعلم فيها وبحجمها، وكذلك أثرها على نفسية الأسير وصموده وثباته في سجون الاحتلال.
وعياد (38 عاماً) من مخيم الدهيشة في بيت لحم، المعروف “بالمرابط” طالب جامعي، ناشط في الكتلة الإسلامية بجامعة القدس، ويعدّ من أكثر المتضررين الذين حالت اعتقالاته المتكررة دون نيل شهادته الجامعية.
واعتقله الاحتلال لأول مرة عام 2005 وكان آنذاك فتى لم يتجاوز عمره 16 عاماً، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنواتٍ ونصف، وبعد تحرره بعامين أعيد اعتقاله مرة أخرى.
وأمضى عياد 20 شهراً في الاعتقالِ الإداري، وأعاد الاحتلال اعتقاله مرة ثالثة في الخامس من شهر مارس لعام 2017 وأمضى 22 شهراً إداريًّا.
واعتقل بتاريخ 5/3/2017، ونقل إلى سجن عوفر، حيث أصدرت محكمة عوفر العسكرية بحقه قراراً إداريًّا مدته ستة أشهر، وقبل أن تنتهي المدة بأيام قليلة، جدد له الاحتلال الأمر الإداري مرة ثانية مدة ستة أشهر جديدة، ثم مرة ثالثة مدة ستة أشهر أيضاً.
وخاض عياد إضرابًا عن الطعام احتجاجاً على تجديد الاعتقال الإداري بحقه للمرة الثالثة، وعلّق إضرابه بعد 21 يوماً، بعد اتفاق مع سلطات الاحتلال على تجديد الإداري له لمرة أخيرة، وإصدار قرار جوهري بحقه، وقد انتهت فترة اعتقاله وأطلق سراحه بعد 22 شهراً من الاعتقال، وذلك بتاريخ 05/01/2019.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقاله 13/7/2020، بعد مصادرة أجهزة الهواتف و حاسوبه الخاص، وحوله للتحقيق مباشرة لمدة 50 يوما وأمضى 22 شهرا أخرى في الاعتقال الإداري.
ويعد الأسير عياد من الشعراء الذين سخَّروا موهبتهم لخدمة قضية الأسرى ودعمها بالقصائد والدواوين والروايات، وهذا كان سببًا رئيسي في اعتقالاته المتكررة لدى الاحتلال.